الوطن
هل ستشهد العاصمة مرحلة ما بعد ورقلة؟
بعد نجاح شباب الجنوب في ليّ ذراع سلال
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 مارس 2013
بعد الحراك "الشباني" في ورقلة وضغطه الذي أرغم الحكومة للاستماع لمطالبه، جاء الدور على العاصمة، هذه الاخيرة يرجح أنها ستشهد مظاهرة احتجاجية يقول اصحابها إنها ستكون مليونية ضد "الحقرة" والتهميش، وتضم الجزائريين ضحايا الإرهاب، لكن مطالبها اجتماعية أكثر، مما سيجعل حكومة سلال في مأزق جديد خاصة إذا كانت المليونية سلمية وانضم اليها باقي فئات المجتمع.
لا أحد يستطيع الجزم بأن العاصمة ستبقى في منأى عما يحدث في الجنوب، فالذي قام به شباب ورقلة والجنوب، من مظاهرات سلمية أرغمت الوزير الاول على الاستماع لها وتلبية مطالبها في قرارات جد سريعة، سيغري بالتأكيد، فئات جزائرية من قطاعات أخرى للخروج للتظاهر السلمي لإسماع صوتها، والعاصمة التي بقيت دوما مبعدة على هكذا احتجاجات بسبب الطوق الأمني المفروض لدواعٍ أمنية تمنع المسيرات والاحتجاجات، وبدافع الخشية من خروجها عن اطارها السلمي، ستشهد احتجاجات سيقودها أعوان الحرس البلدي، وأفراد من الجيش من جنود التعبئة وضحايا الارهاب، مشكلين ما بات يعرف بـ "الجبهة الوطنية لضحايا العشرية السوداء"، هذه المظاهرة يريد اصحابها القيام بها سلميا أمام مقر البرلمان، أهم هيئة تمثل الشعب. وما جعل هذه الأوساط تعمل على التحضير لهكذا احتجاج سيغري دون شك الفئات العمالية الأخرى كقطاع التربية الذي يشهد حراكا نقابيا، من خلال التصعيد المستمر من طرف النقابات المستقلة، يضاف إلى هذا قطاع الصحة، وعمال البلديات وفئات أخرى، وقد ينضم إليها تشكيلات حزبية ظلت تطالب السلطة بالكف عن "الحقرة " والتهميش وضمان حريات وحقوق أوسع.
ولعل ما جعل جبهة ضحايا العشرية السوداء تحضّر نفسها للاحتجاج على طريقة شباب ورقلة، هو نجاح الحراك الشباني في ولايات الجنوب من اقحام الحكومة على الإذعان للمطالب ولو ببطء، يضاف إلى هذا كون التعامل الهادئ مع الاحتجاجات دون تدخل مصالح الامن يعطي الانطباع بأن هناك ليونة مطلوبة من طرف السلطة لمواجهة المظاهرات، فلم يحدث مجابهة بين المتظاهرين والأمن، وهو الذي أعطى للحراك شرعية وأظهره ناجحا وهي خطوة نحو مزيد من الخطوات، حسب ما تشير اليه المعطيات، لكن... هل ستكون "المليونية" التي يريد ضحايا المـأساة الوطنية القيام بها، امتداد لما بعد روقلة؟؟؟
مصطفى. ح