الوطن

التكتل الأخضر يمرر رئاسته الدورية من حمس إلى حركة النهضة

سنة تمرّ على تأسيسه وتساؤلات تطرح حول كونه مصدر قوة أو ضعف

 

 

 

تمر خلال شهر مارس الحالي الذكرى السنوية الأولى لتأسيس التكتل الإسلامي الأخضر، الذي يجمع بين كل من الأحزاب الإسلامية الثلاثة حركة مجتمع السلم، حركة النهضة وكذا حركة الإصلاح الوطني، وهو التأسيس الذي جاء قبل ثلاثة اشهر من تنظيم الانتخابات التشريعية لشهر ماي 2012، والتي دخل فيها الأطراف الثلاثة بقوائم موحدة، والتي أسفرت عن نتائج أضعفت تواجد الأحزاب الثلاثة بالبرلمان، وكانت التشريعيات أول محطة فاشلة لهذا التكتل، إلا أنها لم تضعف عزيمته حيث بقي وجوده متواصلا واتفقت أطرافه الثلاثة على التمسك به، وواصل أوبوجرة سلطاني رئاسته له في السنة الأولى التي سيسلمها اليوم لحركة النهضة بقيادة الدكتور فاتح ربيعي.

وتأتي مرور سنة على تأسيس التكتل الأخضر في ظل تساؤلات لازالت تطرح حول فعالية هذا التكتل الإسلامي على الساحة السياسية، خاصة وأن تأسيسه تزامن مع تصاعد الحركات الإسلامية في مرحلة ما بعد الربيع العربي، والتي نتج عنها وصول الإسلاميين إلى الحكم في عدد من البلدان التي مستها الثورات، مما دفع بالأحزاب الإسلامية الثلاث، لتأسيس هذا التكتل من أجل قوتها وتواجدها على الساحة السياسية، إلا أن هذا الثلاثي فشل في أول محطة أو تجربة له تمثلت في التشريعيات حيث لم تسفر نتائج الانتخابات التشريعية  سوى عن فوز الثلاثي بـ 47 مقعدا بالبرلمان من ضمن 462 مقعد.

وبالرغم من ذلك قرر قادة تكتل الجزائر الخضراء تثبيت مشروع التكتل والعمل على تطويره، بما يسمح بتحقيق الأهداف المسطرة في ميثاقه في آخر بيان لهذا التنظيم الحزبي، والذي أصرت من خلاله الأطراف الثلاثة على العمل على تطويره وتجديد آليات عمله وأساليب خطابه لضمان استمراره بما تتحقق به الأهداف المسطرة في ميثاق التكتل، وفق المبادئ العشرة الكبرى المحددة لإطار عمله. كما أكد قادة التكتل حرصهم على تطوير التجربة تنفيذا لقرار مجالس الشورى الوطنية لكل حركة، وذلك باستحداث آليات أكثر فعالية تسمح بتحقيق التنسيق فيما بينهم وفق التحولات الحاصلة ومواجهة التحديات.

وكان تكتل الجزائر الخضراء قد تأسس على جملة من المبادئ الكبرى، والتي تشمل عشرة مبادئ في مقدمتها الحفاظ على النظام الديمقراطي الجمهوري، التداول السلمي على السلطة، والحفاظ على الحريات الفردية والجماعية. في حين تمحورت أهدافه حول 23 هدفا في مقدمتها تعزيز أركان الوحدة الوطنية وحمايتها، تعزيز أركان دولة الحق والقانون، وكذا الإصلاح الدستوري.

 وكان التكتل السلامي الأخضر قد سطر في برنامج تأسيسه إذا حقق الأغلبية في البرلمان إنجاز خمس أولويات كبرى مفصلة في 44 محورا و717 إجراء، إلا أن عدم حصوله على الأغلبية مثلما توقّع حال دون تحقيق أهدافه، بما في ذلك اقتراح دستور جديد.

نسيمة ورقلي 

 

من نفس القسم الوطن