الوطن
بلمهدي يعطي إشارة انطلاق حركة البناء الوطني من ورقلة
بعد السجال الإعلامي حول علاقتها بالإخوان في مصر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 مارس 2013
• الحركة تعقد مؤتمرها التأسيسي يوم 22 مارس الجاري
أعطى مصطفى بلمهدي رئيس الهيئة التأسيسية لحركة البناء الوطني أمس بورقلة إشارة انطلاق تشكيلته السياسية، مؤكدا على أن الوضع في الجزائر حاليا يجب أن يدرس بعناية على ضوء ما يحدث حولنا من انتفاضات شعبية تطالب بالتغيير، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الحراك بشكل إيجابي كي يضمن تأمين المستقبل وحمايته، ويعمل على حشد كل القوى في اتجاه الاصلاح الذي يعود على الامة بالخير في قضاياها الاساسية والكبرى.
وفي تجمع شعبي بولاية ورقلة أمس الجمعة، وهي بداية خطوة تراها الحركة أنها جاءت في وقتها بالنظر لرمزية هذه الولاية الجنوبية التي تشهد حراكا شعبيا، يضاف إليه خصوصية الجنوب الجزائري الذي يدخل ضمن اهتماماتها، خاصة ما تعلق بتحديات أمنية وتنموية (الوضع في مالي ومطالب تنمية الجنوب)، وهي بداية يراها بلمهدي أنها انخراط ضمن اولويات الشعب الجزائري، حيث قال في خطاب ألقاه أمام مناضلي الحركة بورقلة، إن السلطة مطالبة شرعا بتوفير الصحة، الأمن والقوت، كشروط يجب مراعاتها لحلحلة احتياجات ومشاكل الشعب، واعتبر أن الأنظمة العربية التي انهارت لم تكن متجذرة شعبيا، ولكن وقوف الغرب مع ثورات "الربيع العربي" حسبه ليس "بالضرورة لصالح أمتنا انظمة وشعوبا". وفي كلمته، قال إن الحراك في الأمة يجب أن يجد قوى حية ومتعاونة في شكل تشاركي وايجابي، يضمن تأمين المستقبل وحمايته، ويعمل على حشد كل القوى في اتجاه الاصلاح الذي يعود على الامة بالخير في قضاياها الاساسية والكبرى، كقضية فلسطين، والرشاد في الحكم، وتعميق الديمقراطية وتوسيع الحريات، وضمان حقوق الانسان، والاستغلال الصالح للثروات في خدمة الشباب والتنمية والتقدم.
وعاد بلمهدي للظروف التي تنعقد فيها مؤتمرات الحركة، في ظل تحولات اقليمية ووطنية ودولية هامة جدا وفي ظروف لم تكن فيها اية بوادر لحصول هذه التحولات بهذه السرعة، وبهذه القوة والتأثير، والاتساع والانتشار، ما كان ذلك الا بسبب ضعف التنمية وقتل الامل في النفوس، وعدم استيعاب الشباب وطاقاته البناءة، وانتشار الفساد وسيطرة الذهنيات الاحادية, مما جعل القوى المتربصة ببلداننا الحبيبة تجد الفرصة السانحة لتحويل هذه الاوطان العربية والاسلامية إلى ساحات للفتن ما ظهر منها وما بطن، واشعال نار الحروب من اجل فتح ثغرات في جدار الاوطان الصامدة لتجارة السلاح والمخدرات وتهريبها وتعطيل التنمية.
وأكد بلمهدي أن حركة البناء الوطني تسعى لتكون دائما طرفا في الحل وفي كل المبادرات الايجابية، والعمل التشاركي المبني حسبه على الحوار الايجابي، كون المشكلات اكبر. وقال "الجزائر التي حررها الجميع يبنيها الجميع، ويحميها الجميع، ويحل مشاكلها الجميع ايضا، ليضيف أن النهوض بالجزائر ينبغي أن يكون من خلال مشروع سلمي متكامل نجعله في حركة البناء اساسا لضمان المستقبل. ووصف مؤسس "حركة البناء" الساحة السياسية بالراكدة والبعيدة عن همهوم الشعب، وسبب ذلك يرجع في رأيه، للتراجع الحاصل في الاصلاحات السياسية، وتلاعب بعض الاطراف واختلال المسؤولية عندها.
وقال بلمهدي مخاطبا مناضلي حزبه بورقلة، بأن الحركة ذات مشروع اصيل، تهدف إلى التأسيس العملي، لقيم الوسطية والاعتدال، وتعميق السلم الاجتماعي، وحماية المستقبل، وتأمين الاجيال، واشاعة أخلاق البناء بدل الهدم، كما تدعو الوحدة بدل الفرقة، وبالتقدم بدل المراوحة، وبالجماعية بدل الأحادية، وبالتجديد في ظل الاصالة، واعتبر أن الجنوب لا يمكن فصله عن الشمال، في اشارة لما يروج من دعاوى انفصالية في بعض الولايات الجنوبية.
المؤتمر التأسيسي يوم 22 مارس المقبل ومؤتمرات ولائية أمس واليوم
هذا وباشرت حركة البناء الوطني (قيد التأسيس) مؤتمراتها الولائية تحضيرا للمؤتمر التأسيسي، حيث نظمت أمس وتنظم اليوم، لقاءات ولائية عبر 20 ولاية لمناقشة القانون الاساسي والبرنامج السياسي للحركة، أهمها ولاية ورقلة، التي نشط بها رئيس هيئتها التأسيسية مصطفى بلمهدي تجمعا شعبيا، تزامنا مع الحراك الشباني الذي يشهده الجنوب، كإعلان عن انخراط هذه التشكيلة الجديدة في أولويات اهتمامات الشعب الجزائري.
وانطلقت أمس عبر 22 ولاية مؤتمرات ولائية تنظمها حركة البناء الوطني، على مدار يومي (الجمعة والسبت)، وهذه المؤتمرات ستكون محطات تحضيرية للمؤتمر التأسيسي للحركة الذي تقرر اجرائه يوم الجمعة المقبل (22 مارس الجاري) بالعاصمة، ولكنه فضل البدء بمؤتمرات مصغرة عبر الولايات تحضيرا لأرضية المؤتمر التأسيسي العام، وهذه اللقاءات المحلية اشرف عليها اعضاء مؤسسون، باشروا فيها نقاشا موسعا جمعهم بمناضلي الحركة شمل شرح برنامجها السياسي والقانون الاساسي.
هذا، ورافق الاعلان عن ظهور حركة البناء الوطني بروز سجال في الساحة السياسية، خاصة من جانب الأحزاب المحسوبة على التيار الاسلامي، عقب ورود خبر اعلان المرشد العام للإخوان في مصر تزكية مصطفى بلمهدي ممثلا لهم في الجزائر، وهذا الأمر الذي أثار جدلا خاصة وأن الاسلاميين في الجزائر يتنافسون على تمثيل هذا التيار الاخواني، لكن قياديين بالهيئة التأسيسية للحركة، فندوا ذلك، وذهبوا للقول إن تشكيلتهم جزائرية بعيدة كل البعد عن هذا التيار، حيث تستمد وجودها من القانون والدستور الجزائري، وتتواصل مع كل التيارات السياسية في الجزائر سواء الاسلامية أو غيرها في الداخل والخارج وعلاقاتها الدولية متينة. وتعتبر هذه الحركة في نظر مؤسسيها، أنها حركة تتميز بدبلوماسية الشعبية بأوسع نطاقها، وهي الاضافة التي تميزها عن باقي الحركات والأحزاب الأخرى، كما انها جاءت في ظروف سياسية هامة متزامنة مع الذكرى الخمسين للاستقلال وما يمثله من رمزية للجزائريين.
مصطفى. ح