الوطن

وفاة شيخ الصوفية في منطقة الساحل متأثرا بجروحه

كان قد اختطف وعذب من طرف عناصر إرهابية في مالي

 

 

 

اتهمت عشائر كنته في منطقة أزواد، الجماعات الإرهابية في شمال مالي، بالتسبب في وفاة زعيمها الأمير عَلواته بن بادي بن حَمّادي بعد اختطافه وتعذيبه شهر فيفري الماضي ثم إطلاق سراحه في حالة حرجة، وهو ما ينم عن بوادر حرب طوائف دينية في مالي بعد عمليات هدم الأضرحة في مدن الشمال.

 وذكرت وسائل إعلام أمس، أن شيخ الصوفية في شمال مالي وزعيم عشائر كنته بالأزواد، فارق الحياة بعد تدهور صحته عقب تعرضه للتعذيب من طرف جماعات التوحيد والجهاد بعد اختطافه منذ 22 فيفري الماضي، وذكرت اذاعة فرنسا الدولية "أن زعيم الصوفيين هو "الشيخ علواته ولد باي ولد حمادي ولد الشيخ سيد المختار الكنتي"، ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "الحرية" الموريتانية، بأن الشيخ أفرج عنه في حاجة صحية جد حرجة بعد تعذيبه على يد "الجماعات المتطرفة" في شمال مالي، حيث نقل إلى المركز الصحي بمدينة غاو اين فارق الحياة بعد ساعات من وصوله.

وسارع بابا بن سيد المختار الكنتي، زعيم عشائر كنتة في منطقة أزواد، باسمه شخصياً وباسم "عشائر كنتة في النيجر وليبـيا والجزائر وبوركينا فاسو" لإدانة عملية اغتيال الأمير عَلواته بن بادي بن حَمّادي على يد "المجموعات الإرهابية في شمال مالي"، حيث قال إن "بعض المجموعات الإرهابية المتطرفة قامت باختطاف وتعذيب المرحوم الأمير عَلواته بن بادي بن حمادي"، مؤكداً "فساد وانحراف المجموعات التي قامت بتصفية علواته"، ليضيف بأن هؤلاء لم يجلبوا سوى "الغدر والتخريب ولم يراعوا رابطة الشراكة في الوطن ولا حرمة الجيرة ولا علاقة في الدين والعهــد"، وأشار بابا بن سيد المختار الكنتي في بيانه، الى كون "المجرمين القَتَلةَ سيلقون جَــزَاءَهم العادلَ عاجلا أو آجلا في المكان والزمان المناسبين، فلن تخفيهم أَرضٌ ولن تحميهم سماء عن يد عدالة السماء أينما اختبأوا".

وتتضح من خلال هذه العملية، أن شمال مالي سيتحول إلى مسرح لحرب أهلية طائفية بين أنصار المذاهب الدينية في منطقة الأزواد، حيث تنتشر السنة، الصوفية، والوهابية، وكانت بوادر الحرب قد ظهرت قبل التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي، من خلال هدم الأضرحة التي تمثل معالم دينية مقدسة عند الصوفية، أهمها ضريح الشيخ سيدي المختار الكنتي، حيث كانت حركة التوحيد والجهاد المنفذ الرئيسي لعمليات الهدم. ويشار إلى أن الشيخ سيد المختار الكنتي، الذي يعتبر المرجعية الصوفية للعرب والعجم بالمنطقة،كان عالما ورعا، ترك تراثا ضخما في مختلف ضروب العلم والمعرفة، ورجل سياسة بارز ومصلحا اجتماعيا حكيما لعب دورا سياسيا واجتماعيا وفكريا وروحيا في منطقتي الساحل والصحراء الإفريقية حسب ما توفر من معلومات بشأنه.

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن