الوطن

مرونة أساليب "الجهاديين" ستطيل الحرب في مالي

نيويورك تايمز تخالف التصريحات الرسمية لباريس وتؤكد

 

 

 

رجحت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن تطول حرب فرنسا على الارهاب في مالي، وربطت ذلك بقوة وأساليب الجماعات الجهادية هناك، وأن العمليات العسكرية ستطول أكثر مما تتحدث عنها فرنسا الرسمية.

وتحدثت الصحيفة في مقال نشر أمس، عن مرونة في الاساليب تتمتع بها الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة في منطقة الساحل وشمال مالي، خاصة في الاماكن الصخرية، واعتمدت نيويورك تايمز في تحليلها للوضع في مالي والتدخل العسكري، على خبراء أمنيين، حيث رجحوا أن تطول العمليات العسكرية التي تشنها القوات الفرنسية بمعية الجيش التشادي في مناطق بمالي، وربطت ذلك بالخسائر التي منيت بها هذه القوات، واتضح أن الأمر ليس ضربة خاطفة كما كان يروج له من طرف فرنسا، بل قد يطول أكثر مما هو معلن عنه. كما نقلت نيويورك تايمز عن محللين أمنيين قولهم أن أبا زيد كان يمتلك شبكة موسعة من أتباعه عبر منطقة الصحراء وشمال إفريقيا، الأمر الذي أتاح له القيام بعمليات تجنيد في العديد من البلدان المجاورة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في حركة تمرد الطوارق التي تدعم العملية العسكرية الفرنسية، أن مئات المقاتلين الجهاديين سيظلون لاجئين في الجبال حتى بعد انتهاء العملية، وما يعزز بقاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قويا صامدا في رأي هؤلاء، هو توفره على عدد كبير من العناصر المنحدرين من تلك المناطق، كما أنهم جهزوا الخنادق الصغيرة الخاصة بهم، كما أن بحوزتهم أسلحة تكفي للمقاومة على المدى الطويل.

في غضون ذلك،  طالبت حركة "ترميم الاستعمار" من فرنسا سحب قواتها من مالي بشكل فوري، مؤكدة أن الجيش المالي يجب أن يدعم فقط من طرف الأمم المتحدة بقيادة القوات الافريقية دون سواها.

وندد قيدو اودينو رئيس هذه الحركة -(وهي منظمة عالمية غير حكومية مقرها في تورينو بايطاليا)، في بيان له عبر موقع الحركة الالكتروني، والمعنون بـ "لا لاستعمار مالي"- بشدة  التدخل العسكري الفرنسي في مالي، وقال "إن هذا التدخل جاء خارج تفويض من الأمم المتحدة أو اتفاقيات التعاون العسكري. وكشف رئيس الحركة، وفقا للبيان، أن هذه العملية خططت لها فرنسا قبل اشهر من بدئها، متخذة التوتر الحاصل واعلان حركة الازواد مطلب الاستقلال كذريعة، والمعروف أن فرنسا بلد مستعمر لمالي في السابق. وأضاف قيدو اودينو "أن اصل هذا التدخل هو في الحقيقة نابع من فكرة مشروع فرنسي لتقسيم افريقيا، وعاد المتحدث للوراء في سنوات الاستعمار في افريقيا، قائلا إن الدول الاستعمارية خططت جيدا بحساب الاثنيات العرقية في افريقيا التي حاربت ضدها في السابق، وفكرت في "فرّق تسد" التي تعاملت بها فرنسا في الكثير من البلدان التي استعمرتها. أما الهدف الأول للتدخل العسكري الفرنسي في مالي، هو "مراقبة الثروات الطبيعية هناك وأهمها الذهب، الاورانيوم، والنفط غير المستغلة بشكل اوسع، وما ارسال قوات فرنسية بالآلاف، وأخرى في دولة التشاد (950 جندي فرنسي)، وفي كوت ديفوار وافريقيا الوسطى، إلا دليل على هذا السهر من أجل تطبيق مشروعها الإستعماري الجديد.

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن