الوطن

فرنسا متخوفة من الهزيمة الاعلامية

تحجب المعلومة عن إعلامها حول ما يدور في مالي

 

 

تحاول فرنسا الرسمية، تمرير رسائل إعلامية للرأي العام الفرنسي، من خلال "صور وفيديوهات" منتقاة بعناية تتحدث عن نجاحات جيشها في حربها ضد تنظيم القاعدة لإقناع الرأي العام الفرنسي، آخرها صورة تظهر جثة لمختار بلمختار، لكن الإعلام الفرنسي يرى ذلك مجرد محاولة من فرنسا التغطية على هزيمتها الإعلامية جراء استمرار الغموض بشأن رهائنها لدى تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي.

بدأت معالم الحرب الإعلامية تتسع بين التنظيم الإرهابي الذي يقوده عبد المالك دروكدال، وفرنسا، من خلال الصور وتسجيلات فيديو تظهر مقتل قياديين من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، آخرها عرض صورة عبر موقع إذاعة فرنسا الدولية لجثة يعتقد أنها لبلمختار المكنى بلعور مهندس اعتداء تغنتورين، وقبله نشر شريط فيديو عرضه الجيش الفرنسي بمواقع التواصل الاجتماعي، لكن الصور التي عرضت من طرف الجيش كانت جد منتقاة وتظهر الجنود الفرنسيين في عمليات عسكرية بشمال مالي، هذا الانتقاء اعتبره محللون وخبراء أمنيون فرنسيون أن الغرض منه التحكم إعلاميا في كل ما يتعلق بهذه الحرب.

وتنتقد فرنسا بشدة من طرف الرأي العام الفرنسي بخصوص صمتها غير المبرر حول تفاصيل العملية العسكرية التي يقوم بها جيشها في مالي منذ جانفي الفارط، وبالمقابل، تختار بعناية ما تقوله عبر الإعلام وما تنشره من صور أو تسجيلات، وتحكمت في العملية الإعلامية بكافة جوانبها حول كل ما يتعلق بالحرب، فحتى التواجد الإعلامي الفرنسي لمرافقة الجيش في عملياته العسكري تم التحكم فيه بشكل يوحي أن الجيش منع اية مرافقة إلى هناك، الهدف حسب ما يقوله الإعلام في فرنسا، هو حجب الحقيقة عن الرأي العام الفرنسي بشأن نتائج العمليات العسكرية ومصير الرهائن لدى تنظيم دروكدال، ومحاولة تبرير الهزيمة بالحرب الإعلامية، ففي النشرات الإعلامية بالقنوات التلفزيونية بفرنسا، أو بالصحف، لا تعرض سوى صور يرسلها ضباط من الجيش ضمن ما يعرف بمندوبية الإعلام والاتصال لدى وزارة الدفاع، هذا الحجب والتحكم من طرف جهة وحيدة لتسريب المعلومات حول ما يحدث في المعارك في شمال مالي، لم يعجب وسائل الإعلام بفرنسا وخارجها، حتى منظمة مراسلون بلا حدود استنكرت ذلك، واعتبرته تضييقا على حرية الإعلام.

الجيش الفرنسي اختار بعناية شديدة الأسبوع الماضي، شريطي فيديو، الأول مدته دقيقتان، يظهر عملية نوعية قامت بها فرقة خاصة بمنطقة افوغاس، أما الثاني، فمدته 13 دقيقة، وهو عبارة عن تركيب لمجموعة من الصور تم التقاطها من طرف الجيش بين 9 فيفري و1 مارس، تظهر هذه الصور توغل الجنود الفرنسيين في شمال مالي، وما يثير استغراب الملاحظين في فرنسا هو كون هذه الصور جاءت صماء دون تعليقات أو شيء يرمز للمكان والزمان بالتحديد، ولا معلومات حول محتواها، يقول فيليب هوغان مدير البحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، إن العملية الإعلامية التي تتحكم فيها السلطات الرسمية الفرنسية هي "إعلام غير مكتمل"، فحسبه، إن الجيش الفرنسي يداري الحقيقة حول الصعوبات التي يتلقاها هناك والخسائر المادية والبشرية في صفوفه، إلى جانب تكتمه حول مكان الرهائن المحتجزين لدى القاعدة، ويصف المتحدث الحرب بأنها تائهة من حيث الجبهة الإعلامية.

بالمقابل، تمكن تنظيم "قاعدة المغرب الإسلامي" من ربح المعركة إعلاميا حسب آراء بعض المحللين الإعلاميين بفرنسا، فالعديد من المواقع الجهادية عبر الإنترنت نجحت في تسويق خطاب مضاد للخطاب الرسمي الفرنسي، وحصل على صدى كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب، حيث يعرض هؤلاء صورا وتسجيلات فيديو لعمليات ضد القوات الفرنسية في مالي.

مصطفى. ح 

 

 

من نفس القسم الوطن