الوطن
استفاقة نحو الجنوب أم مجرد تهدئة؟
بعد تعيين ولاة جمهورية من ولايات جنوبية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 مارس 2013
أفرزت الحركة الأخيرة التي أجراها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في سلك الولاة، تعيين ولاة ينحدرون من ولايات جنوبية في مناصب بالجنوب، مما يعطي مؤشرات استفاقة السلطة نحو الجنوب وإعطائه أكبر أهمية مراعاة للظروف التي تعرفها المنطقة، أهمها ما عاشته إليزي، كما قد يبدو أنه مجرد تهدئة لسكان الجنوب على خلفية ما يحدث من توترات أمنية بالساحل وتزايد مطالبهم بالمزيد من التنمية بولاياتهم.
لأول مرة، كسر رئيس الجمهورية ذاك التقليد الذي ظل لسنوات راسخا في ثقافة الدولة وهو تعيين ولاة الجمهورية في ولايات بعيدة عن مسقط رأسهم، أو بعبارة أدق، كان لا يحق لوال من ولاية ما أن يعين في منصب الوالي بولايته، هذا العرف أنهاه الرئيس بوتفليقة في آخر حركة في سلك الولاة، حيث عين ماضوي علي نائب بالمجلس الشعبي الوطني واليا لولاية اليزي، وهذا الأخير ينحدر من ذات الولاية، وهو الوحيد الذي عين في ولايته، مما يقرء أنه كسر للتقليد المعمول به، والمعروف عن هذا الأخير أنه من أعيان الولاية وله نشاط جواري مشهود له في إليزي. ويبدو أن هذا التعيين جاء لتهدئة الجو العام في هذه المنطقة بالتحديد على خلفية التوتر الأمني الذي شهدته منذ حوالي شهر بقاعدة الغاز بتغنتورين، وقبله عملية اختطاف الوالي السابق لإليزي من طرف إرهابيين واقتياده إلى خارج الحدود، وسط كل هذا، كما يشار إلى أنها ولاية حدودية مع ليبيا، وشهدت تحركات إرهابية، ولعل اختيار الشيخ ماضوي كما يسميه أعيان المنطقة، لهذه المهمة، تنبني على استفاقة من طرف الدولة لسكان الجنوب، فالتكفل بانشغالات سكان الجنوب عموما، يكون أفضل بتعيين ولاة من الجنوب يعرفون خصوصياتهم ومطالبهم،خاصة الشغل والمشاريع التنموية.
تأتي هذه التعيينات والتي مست أغلب ولايات الجنوب الجزائري، منها الواد، ورقلة، تمنراست، وتندوف، واليزي، في سياق التفات الحكومة نحو هذه المناطق وهو ما ظهر في زيارات أعضاء الحكومة على رأسهم الويز الأول عبد المالك سلال إلى إليزي وولايات أخرى، والتعهد بالتكفل بكل انشغالات سكانها، وهي استفاقة نحو الجنوب، الذي يتهدده خطر الإرهاب بفعل ما يحدث في مالي حاليا، ووجود ولاة ينحدرون من ولايات جنوبية سيساهم حتما في مواجهة هذه التحديات، كما تقرء هذه التعيينات من طرف البعض على أنها جاءت لتهدئة سكان المنطقة عقب تعالي أوصات المطالبين بالعمل في الشركات البترولية.
مصطفى. ح
