الوطن

فرنسا تتخوّف من انتقام القاعدة بتصفية رهائنها

تنظيم دروكدال لم يصدر بيانا رسميا حول مقتل قيادييه

 

 

فرنسا قصفت مواقع "الجهاديين" بواسطة صواريخ إسرائيلية 

 

 برغم تأكيد القوات التشادية تصفيتها لكل من بمختار وأبي زيد القياديين في تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ أيام قليلة، لا تزال الشكوك حول مقتلهما قائمة، حيث التزمت فرنسا الصمت، ولم تعلن الجزائر عن خبر ينفي أو يؤكد مقتل هذين الارهابيين. أما تنظيم دروكدال فلم يصدر عنه بيان رسمي حول ذلك، وسط كل هذا، يرجح أن تلجأ الجزائر إلىى فحص الحمض النووي لأفراد عائلتي كل منهما وبعض السجناء الذين يعرفون جيدا بلمختار.

ويتخوف الفرنسيون من ردة فعل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على خلفية مقتل اثنين من قيادييها، وهما بلمختار، وأبو زيد، رجلان لطالما أسيل الكثير من الحبر عن عملهما الإرهابي ضمن التنظيم في منطقة الساحل. ويذهب محلل أمني فرنسي، فرانسوا سارج، للتأكيد على أن صمت "الاليزيه" والجيش الفرنسي ازاء ما وقع مؤخرا في شمال مالي من معارك مع عناصر قيادية في تنظيم دروكدال، ينم عن خوض فرنسا لحرب حقيقية، والتكتم هذا مرده، حسبه، أولا: لكون فرنسا سجلت قتلى في صفوف جنودها، والأمر الأهم هو خشيتها على حياة 14 رهينة فرنسية يتواجدون حاليا في قبضة عناصر أبي مصعب عبد الودود (دروكدال)، ويتهم فرانسوا سارج عبر مقاله في يومية فرنسية (الاكسبريس) السلطات الرسمية في فرنسا بإخفاء الحقيقة ومخاطبة الرأي العام الفرنسي بـ" لغة الخشب"، متسائلا عن خلفية العمليات العسكرية في مالي بعيدا عن "الحرب على الإرهاب". وفي ذات السياق، تتعالى أصوات فرنسية أخرى منتقدة صمت هولاند ازاء الأحداث الأخيرة في مالي، حتى أن بعضهم طالبه بإبداء نية حقيقية في التفاوض مع القاعدة بشأن الرهائن المحتجزين لديها، ويطالب هؤلاء من فرنسا الرسمية أن تعطي اشارات واضحة بخصوص حياة رهائنها، ويلحون على الرئيس الفرنسي التدخل في هذا الجانب، يقابل ذلك قلق كبير وسط الفرنسيين يزيد منه صمت "الاليزيه" غير المبرر. هذا الأمر يفسره ملاحظون أن فرنسا تخشى ردة فعل عنيفة من جانب تنظيم قاعدة المغرب الاسلامي في حق رعايا فرنسيين محتجزين منذ مدة في الساحل، وذهبت قراءات أخرى، إلى التأكيد أن الجيش التشادي الذي أعلن عن تصفيته لعضوين قياديين (بملختار، وابو زيد)، ليست حقيقية، بل تصريح مغالط للرأي العام الفرنسي بالدرجة الأولى، ومغالط للتنظيم الأرهابي (المغرب الإسلامي) بدرجة أكثر أهمية. فحسب بعض المصادر العاملة على الملف الأمني، فإن فرنسا هي من قضت على القياديين خلال قصف جوي، وتريد أن تنأى بنفسها عن ذلك حفاظا على أرواح الرهائن والانتقام العنيف من جانب عناصر دروكدال. وحسب هذه المصادر، فإن الجيش الفرنسي قصف المكان بصواريخ إسرائيلية الصنع، ويخفي ذلك ويظهر التشاد أنها الفاعل، ثم يريد أيضا أن يغلق ملف المفاوضات والتعامل بكل سرية بخصوصه.

وسط كل هذا، تؤكد بعض المصادر حول تأكيد أو نفي خبر مقتل بلمختار وأبي زيد، أن كلا الرجلين، لهما عائلات بالجزائر، كما أن المساجين من عناصر القاعدة يعرفوهما جيدا. لذلك، فالمرجح وفقا لهذه المصادر، هو لجوء الجزائر إلى أخذ عينات من الحمض النووي من أفراد عائلاتهما، وكذا الاستماع لمساجين والاستعانة بهم للتعرف على جثتي بلمختار وأبي زيد.

يضاف إلى كل هذا، صمت تنظيم دروكدال عن التصريح بشكل رسمي كما اعتاد من خلال بيانات رسمية يصدرها، أو تصريح عبر تسجيل فيديو يظهر أحد قياداتها يتحدث عن "شهداء التنظيم"، يؤكد هذا الصمت أن دروكدال لم يتأكد بعد من وجود بلمختار أو أبي زيد على قيد الحياة من عدمه. 

مصطفى. ح  

 

من نفس القسم الوطن