الوطن

الوحيد الذي يمكنه تأكيد مقتل أبي زيد وبلمختار هي الجزائر

محللون أمنيّون فرنسيون يؤكدون

 

 

 

ليبراسيون: باريس تخشى تصفية الرهائن الفرنسيين لدى التنظيم

 

لم تختلف تقارير الصحف اليومية الفرنسية في تناولها خبر القضاء على مختار بلمختار (بلعور) من طرف الجيش التشادي أمس الأحد، ففي الوقت الذي تحدثت يومية " لوبوان" عن سر صمت السلطات الفرنسية وعدم تأكيدها أو نفيها للخبر، نقلت "ليبراسيون" آراء خبراء فرنسيين في مجال الإرهاب، قولهم إن الجزائر هي الوحيد التي يمكنها أن تعطي معلومات أكيدة ورسمية حول مقتل القياديين في (قاعدة المغرب الإسلامي)، بينما ربط الصمت الفرنسي بخشية السلطات الرسمية من تصفية رهائنها لدى التنظيم.

وأشارت يومية "لوبوان" الفرنسية، بأن السلطات الفرنسية لم تؤكد ولم تنف مقتل القياديين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مختار بلمختار، وأبي زيد، وتساءلت الصحيفة عن صمت السلطات الفرنسية ازاء الخبر، مشيرة إلى السرية التامة التي أحيطت بالعمليات العسكرية في منطقة ادرار بإيفوغاس. 

وقالت "لوبوان" بأن السلطات الفرنسية تخشى أن تكون قاعدة المغرب الاسلامي قد قامت بتصفية الرهائن الفرنسيين المحتجزين لديها، على خلفية مقتل القياديين بلمختار وأبي زيد، ورجحت أن يكون الصمت الفرنسي مبني على هذا، وهناك فرضية ترجح مقتل الرهائن من طرف أيدٍ "صديقة" أو جراء القصف الفرنسي على مناطق يشتبه اختباء عناصر القاعدة فيها، وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر موثوقة بأن السلطات الفرنسية قررت استدعاء افراد من عائلات الرهائن لأخذ عينات الحمض النووي لهؤلاء، وهو الأمر الذي يزيد من فرضية مقتل الرهائن.

أما يومية "ليبيراسيون" فعنونت مقالها الصادر في عدد أمس "الجيش التشادي يقضي على بلمختار"، ونقلت عن الأمريكي الجمهوري إد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في غرفة النواب الأمريكية "سيكون مقتل هذا القيادي ضربة لمجمل الجهاديين الناشطين في المنطقة، والذين يهاجمون السفارات الأميركية وعمال البرتول". وجاء في مقال الصحيفة عرض آراء خبراء ومحللين استراتيجيين فرنسيين بخصوص مقتل القياديين الجزائريين في القاعدة، ماتيو كيدار، استاذ جامعي في الإسلاميات، حيث تساءل هذا الأخير عن عدم تأكيد خبر مقتل ابي زيد أو بلمختار من طرف المواقع الجهادية المقربة من التنظيم الارهابي، حيث اعتادوا أن يصروا في بيانات عن فقدانهم لما يسمونهم "شهداء"، لكن حسبه فإن الجهاديين لا يخفوا أبدا موتاهم، كما اعتادوا أن يسارعوا في تكذيب خبر كهذا، وذهب للتأكيد بأن أهم مصدر معلوماتي يمكنه تأكيد أو نفي ذلك هو المخابرات الجزائرية، وكان منتظرا أن يقوم أبو زيد شخصيا بتكذيب الخبر، ثم بعد ذلك يتم تحديد مكانه، كما تساءل المستشار الأمني الفرنسي المتخصص في الإرهاب شارل بريسار، الذي أكد أنه بحكم خبرته في مجال الارهاب، ما لم تؤكد الجزائر رسميا خبر القضاء على القياديين في القاعدة (المغرب الاسلامي)، مضيفا أن الرهائن الفرنسيين هم في الحقيقة الهاجس الحقيقي للسلطات الفرنسية ويخشى أن يكونوا الآن قد تمت تصفيتهم. وفي نفس السياق، نقلت "ليبيراسيون" رأي باسكال لوبار" رئيس لجنة دعم الرهينتين الفرنسيتين المختطفتين في نوفمبر 2011، الذي قال "إن الرهائن يتواجدون في أيدي 'سيوف أخرى' إذا قتل أبو زيد حقا".

صحيفة لوموند هي الأخرى تناولت الحدث، وعادت في تقريرها عن خبر مقتل بلمختار على يد الجيش التشادي، إلى آخر عملية قام بها القيادي المنشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، قبل أن يقوم بالتخطيط لاعتداء تقنتورين، وتساءلت الصحيفة هل يكون مقتل بلعور نهاية كتيبة الملثمين أو ما عرف بـ "الموقعون بالدم"، وخصصت حيزا للحديث عن هذا "الجهادي" المتخصص في خلق أحداث تشغل الرأي العام.

قناة فرنس 24 واذاعة مونتيكارلو، أوردت في موقعها الالكتورني أمس، الخبر لكنها عادت للحديث عن بلمختار "المهرب وتاجر المارلبورو والخاطف والجهادي"، هكذا وصفت القناة خالد ابو العباس المكنى بلعور، وقالت إن السيد "مارلبورو" يكون قد قتل من طرف الجيش المالي حسب تأكيد الجيش التشادي أمس الأحد، كما تحدثت عن مسقط رأسه، ومساره قبل وبعد التحاقه بالتنظيم الارهابي، وأهم العمليات التي قام بها منذ التسعينات حتى آخر عملية في عين أمناس. كما تساءلت القناة في تقريرها عن تأكيد أو نفي خبر القضاء على القياديين بمختار وابي زيد، وقالت إن حدث فعلا فإن التحالف العسكري قد قضى بمنطقة الساحل، على أهم وابرز رجلين تاريخيا معروفين بمكانتهما القيادية في قاعدة المغرب الإسلامي.

مصطفى. ح 

 

 

من نفس القسم الوطن