الوطن

فرنسا تؤكد استمرار عملياتها العسكرية لأسابيع أخرى

قواتها مدعومة بالجيش المالي تتوجه إلى جزيرة كاجي في نهر النيجر

 

 

أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت أن العمليات العسكرية في مالي ستسمر لعدة أسابيع أخرى، بهدف إلحاق الهزيمة بالمجموعات المسلحة، فيما لازالت المعارك متواصلة بين القوات الفرنسية والإرهابيين أين  تدور معارك ضارية في منطقة تيمترين ومنطقة أدرار الجبلية في إيفوغاس في شمال شرق مالي، أين يرفض إسلاميون الاستسلام في هذه المنطقة الجبلية التي تتحصّن بها العناصر الأكثر تشددا.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت أمس الجمعة إن المعارك تدور حاليا في منطقة تيمترين ومنطقة أدرار الجبلية في إيفوقاس وفي منطقة غاو، حيث يتحصن من وصفهم بمقاتلي تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد وأنصار الدين، في حين لا تزال المعارك مستمرة بين 1200 جندي فرنسي يدعمهم 800 جندي تشادي من جهة والمسلحين في منطقة تيساليت من جهة أخرى، في حين تنحصر مهمة الجنود الماليين بالعمل كأدلاّء للجنود الفرنسيين والتشاديين. وأضاف المتحدث أن الاستمرار في العمليات العسكرية سيكون بهدف شل قدرة هذه المجموعات بحيث تصبح غير قادرة على التسبب بأضرار.

وقال المتحدث باسم قيادة الأركان الفرنسية تييري بوركار إن القوات الفرنسية تواجه مسلحين يمتازون بالتصميم والمعرفة الجيدة بالمنطقة، التي أنشؤوا فيها تحصينات دفاعية ومواقع تحت الأرض. وأضاف المتحدث أن الإسلاميين ينفذون عمليات يائسة، مشيرا إلى انه ليس هناك في خطتهم رغبة في محاولة للتسلل خارج منطقة القتال، في حين قال مسؤولون فرنسيون إن طائرات مقاتلة ومروحيات فرنسية تدمّر بانتظام مخازن غذاء وذخائر تابعة للمسلحين في شمالي مالي.

ومن جانب آخر أعلنت الاذاعة الوطنية التشادية عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجنود التشاديين في المعارك، التي جرت بين الجيش التشادي وعناصر جهادية في 22 فيفري الماضي في مرتفعات ايفوقاس شمال مالي إلى 25 قتيلا، بعد وفاة جنديين مصابين متأثرين بجراحهما والذين توفيا لدى وصولهما إلى نيامي بالنيجر، مرجعة وفاتهما إلى تأخر إجلائهما، هذا مع العلم أن التشاد نشرت اكثر من ألفي جندي في مالي وتقف مع فرنسا في الخطوط الأمامية في هذه المنطقة لملاحقة الاسلاميين المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة والذين يتحصنون فيها. ودعا الرئيس التشادي قوة غرب إفريقيا والجيش المالي إلى تسريع انتشارهما في شمال مالي للمشاركة مع الجنود الفرنسيين والتشاديين في مقاتلة الجماعات الجهادية.

ولازالت العمليات العسكرية متواصلة حيث أفاد مصدر عسكري بأن فصائل من القوات الفرنسية ومن الجيش مالي، توجهت إلى جزيرة كاجي في نهر النيجر شمالي مالي لملاحقة جماعات مسلحة اتخذت مواقعا لها هناك، مضيفا أن جنود مالي قاموا بإنزال في الجزيرة، فيما تمركزت القوات الفرنسية على ضفتي النهر، وتضم الجزيرة الواقعة على بعد 10 كلم من مدينة غاو قرية بها 6000 نسمة، من بينهم أتباع أنصار السنة. وذكر أهل المنطقة أفرادا من جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا لجؤوا إلى الجزيرة أيضا، بعدما هاجمتهم القوات الفرنسية وجيش مالي في مدينة غاو. 

من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمر بوتين إن موسكو تؤيد جهود باريس في مالي، مؤكدا بعد مباحثات مع الرئيس الفرنسي أن موسكو تدعم جهود الجانب الفرنسي لإعادة هذا البلد إلى مسار دستوري وديمقراطي. ومن جانبه صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأنه قد جرى الحديث مع بوتين حول تحويل هذه العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا في مالي إلى مهمة لحفظ السلام، معربًا عن أمله بأن تدعم روسيا هذا الاقتراح.

وعلى الصعيد الانساني شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو على الحاجة إلى حماية المدنيين في الصراعات المسلحة، وإلى ضمان عدم انتهاك القانون الإنساني الدولي معربا في هذا الشأن عن "قلقه" إزاء تدهور الأوضاع في سوريا ومالي وميانمار، وقال المسؤول في كلمته خلال اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن هذا المجلس هو ضمير حقوق الإنسان للمجتمع الدولي وعليه ضمان المسؤولية الكاملة للتنفيذ الكامل للقانون الإنساني الدولي.

نسيمة. و

 

من نفس القسم الوطن