الوطن

سبعة قتلى في انفجار آخر يستهدف معسكرا فرنسيا بكيدال

واشنطن تدرج زعيم أنصار الدين في لائحتها لمكافحة الإرهاب

 

 

 

قال الجيش المالي ومصادر من متمردي الطوارق إن سيارة ملغومة انفجرت في بلدة كيدال النائية بشمال مالي أمسية أول أمس الثلاثاء استهدفت معسكرا فرنسيا وتسببت في مقتل سبعة أشخاص، في وقت تستبعد فيه فرنسا انسحاب قواتها من مالي خاصة مع تواصل المعارك مع الارهابيين.

وحدث الانفجار قرب معسكر تتمركز فيه قوات فرنسية في مدينة كيدال أقصى شمال شرق مالي، حسبما أفاد شهود عيان ومسئولون محليون، وهي المدينة التي تقع على بعد 1500 كلم شمال شرق باماكو، وهي عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وفيها جبال ايفوقاس، حيث لجأ إليها المقاتلون الاسلاميون المدججون بالسلاح والذين يطاردهم الجنود الفرنسيون والتشاديون منذ أسابيع في عمليات جوية وبرية. وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس الأربعاء أن الانفجار استهدف نقطة تفتيش يحرسها أفراد من جماعة الطوارق التي تدعم تدخل فرنسا العسكري في البلاد، ومن بين القتلى منفذ الهجوم وستة عناصر من حركة أزواد الإسلامية.

وفي ظل هذه الأوضاع، استبعدت فرنسا قرب انسحاب قواتها من مالي، مؤكدة استمرار معاركها العنيفة هناك مع الجماعات الاسلامية التي توقعت سقوط الكثير منهم، بينما تفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد وباتت تنذر بالمزيد من التعقيد مع إعلان الأمم المتحدة أن الاستجابة لجمع الأموال لصالح مالي ضعيفة جدا، وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن القوات الفرنسية المنتشرة في مالي وقوامها 4000 عنصر لن تغادر هذا البلد، مشيرة أن قرار الانسحاب متسرع وأن رحيل القوات الفرنسية المقرر في مارس المقبل سيعتمد على الوضع الميداني في المنطقة، وأوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أن أي خروج للقوات الفرنسية سيحصل بالتنسيق مع الماليين والقوات الافريقية التي هي في طور الانتشار على الأرض.

وعلى صعيد أممي، أكد مدير العمليات لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جون جينغ أمس الأربعاء على ضرورة إعادة الثقة لسكان مالي المتخوفين من رجوع الجماعات المتطرفة ومن انتقام القوات الحكومية،مضيفا ان حماية المدنيين واحترام حقوق الانسان يجب ان تمثل الأولوية القصوى، داعيا المجتمع الدولي الى مساعدة الماليين على إعادة بناء بلدهم وتعزيز وسائل معيشتهم في سياق يتميز بفترة عنف وانهيار الاقتصاد، موضحا ان سكان الشمال يريدون العودة الى حياة عادية بعد سنة من العنف والخراب، ويريدون الحصول على حماية وإرسال أطفالهم الى المدرسة والتوفر على تغطية صحية وإعادة فتح الأسواق واستئناف الأعمال الفلاحية.

ومند بداية النزاع في جانفي 2012 لجأ أكثر من 430.000 شخص منهم 170 ألف شخص أصبحوا كلاجئين، وفي هذا الصدد دعا جينغ الممولين الى دعم المساعدات الانسانية الاستعجالية لتلبية احتياجات السكان الماليين المتضررين. وحسب تقديرات الامم المتحدة، يحتاج الوضع في مالي الى 373 مليون دولار، بينما لم يقدم الى حد الآن سوى 17 مليون دولار.

وفي إطار موقفها من تلك الجماعات، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية في قائمتها السوداء المتعلقة بالإرهاب اسم زعيم حركة أنصار الدين في مالي إياد أغ غالي، ليصبح أول "أصولي" من الطوارق يدخل هذه القائمة، التي تضم مجموعات أعضاء تنظيم القاعدة في الصحراء، مثل مختار بلمختار، وعبد المالك دروكدال، وعرف إياد أغ غالي من خلال بروزه كقائد يساري لحركة تحرير أزواد بداية التسعينيات، حين قاد حركة الطوارق في حرب مع مالي انتهت بتوقيع اتفاقيات سلام لم تنفذ، فيما بقي متنقلا بين العاصمة المالية باماكو، التي تقلد فيها عدة مناصب، وبين دول الجوار لا سيما ليبيا، حيث عقد صداقة وثيقة مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي استمرت حتى مقتل الأخير خلال الثورة الليبية.

الى ذلك، اقترح وزراء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا  (إكواس) توسيع البعثة الدولية لدعم مالي بقيادة إفريقة لكي تكون بعثة أممية، وهذا القرار جاء عقب اجتماعهم أول أمس بالعاصمة الإفوارية أبيجان، وخرج الوزراء بالاتفاق على توصيات تفيد بتعزيز التعوان بين الإكواس والاتحاد الافريقي لدعم طلب تقدمت به الحكومة المالية.

وأوصى وزراء دول إكواس في ختام هذا الاجتماع، كلا من قيادة البعثة والاتحاد الافريقي لتوجيه طلب رسمي لهيئة الأمم المتحدة من أجل اتخاذ خطوات انتقال القيادة الإفريقية للبعثة الدولية في مالي بقيادة "الأفيسما" إلى بعثة أممية لحفظ السلام في مالي حالما تسمح الظروف بذلك وتحت التفويض المناسب، وطالب الوزراء من بعثة الإكواس الى مالي أن تعمل مع الاتحاد الافريقي لضمان الاحتياجات الآنية والعاجلة للقيادة الافريقية للبعثة الدولية في مالي وتعزيزها بشكل عاجل، من ذلك، التعجيل بإرسال أعداد إضافية من القوات الافريقية وضمان دعمهم "لوجستيا" بالأموال خاصة، وهذا نزولا عن مطلب رئيس مجموعة قيادة أركان المنطقة للدفاع. 

هذا الاجتماع حضره وزراء خارجية ودفاع دول الجوار منها دولة التشاد، وقد أثنى هؤلاء على دور القوات الافريقية في مالي، وضرورة مراعاة حقوق الانسان هناك، وفي الاجتماع طالب الوزراء بمتابعة كل مستجدات الوضع في مالي وتوسيع تفويض المؤسسات الانتقالية والدستورية إلى غاية انتهاء الفترة الانتقالية في مالي، وطالبت السلطات المختصة في البلاد أن تباشر في الاجراءات الضرورية لتوسيع العمل بالدستور، وأوصى مجلس وزراء دول إكواس بعثته الى مالي، بأن توسع في المساعدة على توفير جور ملائم وعادل وشفاف في العملية الانتخابية في البلاد، وهذا بالتعاون مع كل من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة، ودعا الوزراء إلى تبني خطة استراتيجية جهوية لمحاربة الارهاب، وهي التوصيات التي سيناقشها رؤساء دول الإكواس في القمة التي انطلقت أشغالها أمس الاربعاء في العاصمة أبيجان حول مالي ومنطقة غرب افريقيا.

نسيمة. و / مصطفى. ح 

 

من نفس القسم الوطن