الوطن

عميد مفجري الثورة أحمد محساس في ذمة الله

من أبرز مقولاته "إن كانت فرنسا تعتبر الخونة أبطالاً، فمن نكون نحن إذن؟"

 

 

توفي صبيحة أمس الأحد المجاهد وعضو مجلس الأمة أحمد محساس بالمستشفى العسكري لعين النعجة عن عمر يناهز 90 سنة، بعد إصابته بنزيف داخلي بالمخ جعله يفارق الحياة، ويعتبر الفقيد أحمد محساس من بين مهندسي ومفجري الثورة التحريرية المجيدة لأول نوفمبر 1954.

وسيوارى الفقيد الثرى صبيحة اليوم الاثنين بمقبرة العالية بعد صلاة الظهر، ويعتبر محساس المولود في يوم 17 نوفمبر 1923 ببودواو بولاية بومرداس من ضمن صناع ثورة التحرير الجزائرية، الذين بدأوا مسارهم النضالي  في صفوف الحركة الوطنية في سن مبكر، وقد تم اعتقاله العديد من المرات لنشاطه السياسي، خاصة وأنه تقلد مسؤوليات عليا ضمن تنظيم حزب الشعب الجزائري وفي إطار عضويته في اللجنة المركزية، حيث تم اعتقاله لأول مرة سنة 1941 حينما كان في سن الثامنة عشر ثم في سنة 1945، وقد ساهم محساس بشكل فعال في تنظيم وتفعيل عمل الحزب على نطاق واسع، كما كان له دور في إنشاء المنظمة الخاصة وأحد أعضائها على مستوى القيادة العليا، وفي سنة 1950 اعتقلته الإدارة الاستعمارية بالشلف وتم إدانته بخمس سنوات سجنا، نقل على إثرها إلى سجن البليدة أين استطاع الفرار رفقة أحمد بن بلة سنة 1952، ويعتبر محساس أول مسؤول نشر خلايا جبهة التحرير في فرنسا، ومندوب سياسي عسكري عن منطقة الشرق الجزائري. 

وبعد الاستقلال، تقلد المجاهد أحمد محساس عديد المناصب بالدولة، حيث تقلد منصب وزير الفلاحة (1963-1966)، وعضو بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية (1965-1966)، وكان محساس من ضمن مرافقي بن بلة وأصدقائه، كما أعاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ضمه في قائمة الثلث الرئاسي لأعضاء مجلس الأمة، وقد أصدر محساس عديد الكتب، منها كتاب الحركة الثورية بالجزائر. 

ومن العبارات التي ستبقى خالدة للمجاهد أحمد محساس في إطار تصريحاته وحواراته الإعلامية أنه قال "إن كانت فرنسا تعتبر الخونة أبطالاً، فمن نكون نحن إذن؟"، ويعد المجاهد محساس من أولئك الذين لطالما اعتبروا اعتذار فرنسا عن جرائمها لا يفيد في شيء، حيث اعتبر أن التشبث بمطلب اعتذار فرنسا عن جرائمها خلال احتلالها الجزائر بمثابة العمل الصبياني، مؤكدا أن السيرورة التاريخية تقتضي العمل على إنشاء قوة تجبر فرنسا على الاعتراف بقدرات الشعب الجزائري رغما عنها، معتبرا أن إثارة مسألة انتزاع الاعتراف الفرنسي ذر للرماد في العيون للتشويش على قضايا أكثر أهمية.

نسيمة ورقلي

 

 

من نفس القسم الوطن