الوطن

بوتفليقة "ساخط"على فضيحة سوناطراك ويعول على العدالة

في ذكرى تأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين

 

 

 

خرج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس عن صمته حول قضايا الفساد التي هزت أكبر شركة وطنية بالبلاد والفضيحة التي مست تسيير مجمع سوناطراك، حيث عبر عن سخطه واستنكاره لهذه القضية التي أثارت الرأي العام مؤخرا، مؤكدا أن ثقته كبيرة في العدالة الجزائرية لفك خيوط وملابسات القضية وتحديد المسؤولين عنها.

وكانت مناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين فرصة لرئيس الجمهورية الذي حرص على توجيه بعض الكلمات حول هذه القضية التي أساءت للجزائر، وبعد أن دأب رئيس الجمهورية خلال السنوات الماضية على إلقاء خطابات بهذه المناسبة، اكتفى هذه المرة بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد وكافة العاملات والعمال الجزائريين قال فيها إنه لا يمكن له أن يمر مرور الكرام على ما تناولته الصحافة مؤخرا من أمور ذات صلة بتسيير شركة سوناطراك، معتبرا أن مثل هذه الأمور تثير السخط والاستنكار، معربا عن ثقته بأن عدالة البلاد ستعمل على فك خيوط هذه الملابسات وتحدد المسؤوليات وتحكم حكمها الصارم الحازم بالعقوبات المنصوص عليها في القوانين الجزائرية.

وكان لزاما على السلطات الجزائرية من أعلى مستوى أن تعبر عن موقفها من هذه القضية، خاصة بعد توسع التحقيقات القضائية في عقود شركة سوناطراك لتمتد هذه المرة من إيطاليا إلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي وإلى كندا تحديدا بعد التحقيق الذي تم فتحه مع شركة "أس أن سي لافالان" الكندية وعقودها التي أبرمتها مع شركة سوناطراك وورود اسم الوسيط فريد بجاوي مجددا في القضية، وكان وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي قد أكد بدوره سابقا أن إجراءات سيتم انخاذها بعد انتهاء العمل القضائي، وثبوت هذه القضية. 

وعاد رئيس الجمهورية في رسالته إلى الذكرى المزدوجة لإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات المرتبطة بتاريخي يومي 24 فيفري 1956 و24 فيفري 1971، معتبرا إياهما من بين الأيام التاريخية المجيدة، وقال إنهما محطتان وسمت كلتاهما مرحلة جديدة من مسيرة البلاد نحو المزيد من الازدهار والرقي ونحو المزيد من النضج، الأولى متعلقة بإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي أعطى الطبقة الشغيلة سلاحا للدفاع عن حقوق العمال مثلما منحها فرصة المشاركة، مشاركة غالبا ما هي على قدر كبير من النشاط والفعالية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبلادنا، وثانيهما تأميم المحروقات الذي تأتى للجزائر به استرجاع ثرواتها الطبيعية وتسخيرها لتنمية البلاد وتحقيق رفاه الشعب.

وأشار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الى ضرورة إعداد الشباب الجزائري قصد تمكينه من تحمل المسؤولية مستقبلا، معتبرا هذه الشريحة بمثابة "رأس المال الحقيقي" للبلاد الذي ينبغي إعداده، وبذل كل ما في الوسع لترك البلد آمنا للأجيال القادمة ليكون قادرا على تبوء مكانته الحقة في حظيرة الأمم.

وعاد رئيس الجمهورية للحديث عن ما وقع بعين أمناس قبل أيام، حيث اعتبر أن هذا الحادث كشف وحشية الفلول الارهابية، وفي نفس الوقت أبرز اقتدار جيشنا وأجهزتنا الأمنية الذين وقفوا جميعهم للتصدي لهذا الاعتداء الذي استهدف إحدى أهم المنشآت في البلاد، كما نوه بالضباط والجنود وأعضاء مصالح الأمن ورجال الحماية المدنية الذين نال تدخلهم إعجاب الجميع، وأشار رئيس الجمهورية إلى ما تعيشه مالي من أزمة تجعل الجزائر تواجه تحديات أخرى، مؤكدا أن الجزائر لن تتهاون لحظة في محاربة الإرهاب وفلوله.

نسيمة ورقلي

 

من نفس القسم الوطن