الوطن
مقتل 65 إرهابيا و13 جنديا تشاديا في أثقل حصيلة بمالي
الولايات المتحدة الأمريكية تضع قاعدة جديدة في النيجر لطائرات الاستطلاع من دون طيار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 فيفري 2013
قتل 13 جنديا تشاديا و65 إرهابيا في معارك عنيفة جرت بين الجيش التشادي وجهاديين في جبال إيفوغاس شمال مالي، والتي تقع مع الحدود الجزائرية، وتسببت أيضا في إصابة 5 جنود تشاديين آخرين، وتعد هذه الحصيلة هي الأثقل منذ بدء العملية العسكرية الفرنسية لطرد مقاتلي القاعدة والجماعات الإسلامية المسلحة من شمال مالي.
وتعد التشاد من بين الدول التي أرسلت جنودها إلى مالي لمحاربة الإرهابيين رفقة القوات الفرنسية لتضاف إليها أيضا كل من النيجر، توغو، والسنغال، ويعتقد أن المسلحين الإسلاميين قد لجؤوا إلى هذه المنطقة الجبلية بعد أن طردوا من المراكز السكنية الرئيسية، وتكبدت تشاد أكبر الخسائر في صفوفها لحد الآن. وقالت رئاسة الاركان التشادية في بيان لها إن المعارك بين القوات التشادية والإسلاميين المسلحين جرت أول أمس الجمعة في منطقة ايفوقاس الجبلية شمال مالي، وأن الجيش التشادي استطاع تدمير خمسة آليات وقتل 65 جهاديا، وكانت تشاد قد أكدت الشهر الجاري انها نشرت 1800 جندي في كيدال شمال مالي لضمان الامن في المدينة التي كانت المعقل الأخير للإسلاميين. وأصبحت نجامينا بذلك على خط المواجهة مع هؤلاء المسلحين، وجاءت هذه المعركة بعد هجوم انتحاري استهدف المتمردين الطوارق في مدينة انهاليل قرب تيساليت شمال مالي، قتل فيه ثلاثة اشخاص ومنفذ الاعتداء.
ومن جهة أخرى أعلن مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة الأمريكية فتحت في النيجر قاعدة جديدة لطائرات الاستطلاع من دون طيار، حيث أعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة نشرت عددا من الطائرات من دون طيار في النيجر، لمؤازرة القوات الفرنسية في مالي بطلعات مراقبة فوق منطقة النزاع، موضحا أن هذه الطائرات متمركزة في قاعدة في نيامي حيث ينتشر حوالي مئة من عناصر سلاح الجو الاميركي. وأضاف المسؤول أن ذلك تم بالتوافق مع الشركاء في المنطقة، وسيتيح القرار القيام بعمليات للاستخبار والمراقبة والتعرف داخل المنطقة، وكان هجوم انتحاري قد استهدف المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد في انهاليل حيث انفجرت سيارتان مفخختان في المدينة القريبة من الحدود الجزائرية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين.
ومن جهته أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أن أربعين عسكريا اميركيا إضافيا أرسلوا إلى النيجر، بهدف "تقديم دعم في مجال جمع المعلومات وتبادلها مع القوات الفرنسية التي تشن عمليات في مالي، اضافة إلى الشركاء الآخرين في المنطقة. وقال في رسالة إلى مسؤولين رفيعي المستوى في الكونغرس أنه في المجموع تم نشر حوالي مئة طاقم عسكري اميركي في النيجر، لكن مسؤولين أكدوا أن هذه الطائرات من دون طيار والتي ارسلت إلى النيجر لن تكون مجهزة بصواريخ، وستستخدم فقط لأنشطة تجسس على المقاتلين الاسلاميين في مالي. وكان مسؤولون اميركيون قد أكدوا انهم يأملون في اقامة قاعدة للطائرات بدون طيار في النيجر لتعزيز مراقبة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحلفائه. وقالت واشنطن إن التنظيم الذي كان من الحركات التي سيطرت على شمال مالي قبل عشرة أشهر، يتوسع في المنطقة وأصبح يشكل تهديدا امنيا شاملا.
وتأتي هذه المعارك في وقت تشير فيه عديد الهيئات لخطورة الوضع في المنطقة، حيث أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن تقارير وصلت من شمال مالي أفادت بحصول انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان، وتجنيد الأطفال، وازدياد العنف الجنسي، وقال المتحدث باسم المكتب يانس لاركي أن حماية المدنيين من المخاطر ومن بينها خطر المتفجرات والألغام الباقية من مخلفات الحرب تعد أولوية إنسانية ملحة. وقال المتحدث إن الوضع شديد التقلب وآخر تحديث بتاريخ العشرين من فيفري يقدر عدد النازحين الجدد بستة عشر ألف شخص داخل مالي، وأن عشرات الآلاف قد عبروا الحدود إلى الدول المجاورة، منها موريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر، منذ بداية العام. كما أعرب عن قلقه لمحنة مليون و200 ألف شخص في شمال مالي تضرروا من العمليات العسكرية الجارية في المنطقة، يصعب وصول المساعدات وأعمال الإغاثة إليهم.
من جهتها أعلنت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في مالي فرانسواز أكيرمانز، في بيان عن توقف تعليم 700 ألف طفل في مالي بسبب أعمال العنف التي اجتاحت البلاد"، مشددًا على الحاجة إلى إعادة بناء المدارس، وتدريب المعلمين وتوفير معدات التعليم. كما صرح رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مالي والنيجر جان نيكولا مارتي أن الوضع في مالي ليس مستقرا على الاطلاق، متحدثا عن وصول تقارير تتضمن "معلومات مروعة" في مجال حقوق الانسان في شمال البلاد. وفي واغادوغو صرحت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) ايرينا بوكوفا أن العمل العسكري المستمر في مالي ضد المجموعات الجهادية لن يكون فاعلا على المدى البعيد من دون حوار.
و. نسيمة