الوطن

مسؤلون في الجيش المالي يعترفون بحدوث عمليات تصفية

مقتل مظلّي فرنسي وباريس تعترف بدخول الحرب مرحلتها الأصعب

 

 

 

جبال الإيفوغاس شمال مالي تتحول إلى "تورا بورا" الجديدة

 

اعترفت باريس بدخول الحرب في مالي مرحلتها الأصعب، بعد أن انتقلت المعارك إلى أقصى شمال البلاد وتحديدا إلى جبال الإيفوغاس المعروفة بتضاريسها الصعبة والشاسعة، والتي تشبه كثيرا جبال تورا بورا في افغانستان، التي ذاقت فيها واشنطن وحلفاؤها الويلات عقب الحملة العسكرية على هذا البلد عام 2001.

وفي هذا الصدد قالت قيادة أركان الجيش الفرنسي بأن العملية التي قتل فيها جندي فرنسي زوال أول أمس، شارك فيها حوالي 150 جندي فرنسي ومالي، وأطلق عليها اسم "عملية بانتير"، مضيفة في بيان لها بأن العملية شهدت إضافة إلى مقتل جندي فرنسي، مقتل "أكثر من عشرين مسلحاً إسلامياً"، وأتبع البيان "هذه العملية أتاحت للقوات الفرنسية تحديد أماكن عناصر إرهابية في مخابئها وملاحقتها والقضاء على أكثر من عشرين منهم". 

وذكرت أن العملية التي سميت "بانتير"، استهدفت "تشتيت المجموعات الارهابية وتفكيك مخابئها؛ وقد دمرت الغارات الجوية في هذا القطاع مستودعين كبيرين للأسلحة". 

 

وكانت "اشتباكات عنيفة" قد اندلعت منذ الاثنين الماضي بين الجيش الفرنسي ومقاتلين إسلاميين متحصنين بجبال إفوغاس -50 كيلومتر جنوب مدين تساليت في أقصى شمال مالي-، وقد تسببت هذه الاشتباكات حتى مساء أمس في مقتل مظلي فرنسي يدعى هارولد فورميزيلي، ضابط صف في شعبة المظليين في الفوج الثاني للمظليين في الفرقة الاجنبية. 

وقال هولاند خلال مؤتمر صحفي أمس بالعاصمة اليونانية آثينا: "في هذه اللحظة لدينا قوات خاصة في شمال مالي، تتدخل في منطقة حرجة -جبال الإيفوغاس- حيث يتحصن المقاتلون الإسلاميون".

وأضاف "لقد حدثت اشتباكات عنيفة، سقط عدد من القتلى في صفوف الإرهابيين، إضافة إلى قتيل في صفوف القوات الفرنسية". 

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "هذه هي المرحلة الأخيرة من التدخل في مالي"، مضيفا أنهم "ذاهبون حتى النهاية، أي اعتقال آخر زعماء المجموعات الإرهابية المتحصنين في أقصى الشمال المالي. وفي إطار هذه العملية حدثت الاشتباكات التي لم تنته حتى الآن"، وفق تعبير الرئيس الفرنسي. 

من جهته أشار وزير الخارجية الفرنسي أمس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير الأول المالي ديانجو سيساكو بباريس، إلى أنه "لا تزال هناك عمليات قاسية، لأنه لم يتم القضاء على جميع الإرهابيين"، مضيفاً أنه "ينبغي ضمان استعادة مالي لسلامة أراضيها. مع استعادة السيطرة تدريجيا على المدن فإن القوات المالية والإفريقية تتولى نشر الأمن". 

وفي نفس السياق قال سيساكو إن "العمليات العسكرية الواسعة النطاق" في مالي "توشك أن تنتهي".

وفي السياق تحدثت مصادر اعلامية مالية عن معاناة الجيش المالي من اضطرابات، مشيرة إلى أن ادعاءات سوء المعاملة تلقي بظلالها عليه، ونقلت صحف مالية شهادات استقتها من مسؤولين عسكريين، اعترافهم بأن الجيش المالي جيش غير منظم و"لا يخلو من نقائص"، مبرزة أن العديد من عناصر القوات المالية يلقون باللائمة على سكان مدينة غاو بسبب "سلوكهم السلبي"، وهو ما يؤكد عمليات التصفية التي طالت العرب والطوارق والمسلمين بصفة عامة في شمال مالي.


جبريل. ج/ وكالات

 

 

من نفس القسم الوطن