الوطن
قوات تستعد لمهاجمة أنصار الدين على حدود الجزائر
تجمعت في محيط منطقة جبلية تقع جنوب شرق مدينة تساليت المالية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 فيفري 2013
تحضر قوات خاصة وبرية فرنسية بمشاركة قوات من مالي وتشاد لحصار مسلحين من عناصر أنصار الدين وتنظيم القاعدة تحصنوا بمرتفعات وعرة جنوب شرق مدينة تساليت شمال مالي.
وقال مصدر عسكري استخباراتي أمس إن قوات فرنسية ومالية وتشادية تجمعت في محيط منطقة جبلية تقع جنوب شرق مدينة تساليت المالية القريبة من الحدود الجزائرية، حيث رصدت المئات من أتباع أنصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مرتفعات تيسي وكونر القريبة من جبال ايفوغاس شرق مدينة تساليت شمال مالي، ورفض المصدر المراقب للوضع الميداني والتطورات العسكرية في مالي، ذكر تفاصيل أخرى بشأن التحضيرات التي تجريها القوات الإفريقية والفرنسية لمهاجمة وحصار المئات من عناصر أنصار الدين وتنظيم القاعدة المتحصنين بمرتفعات تيسي وكونر، وقالت مصادر عسكرية مالية من محيط مدينة تساليت إن العشرات من العربات العسكرية والشاحنات التابعة للجيش المالي بدأت في التجمع تحضيرا لهذه للعملية.
وقالت ذات المصادر إن القوات المالية مدعومة بقوات من تشاد أحكمت السيطرة على محاور تربط تيسي وكونر بالجنوب والغرب والشرق عبر مواقع صحراوية توصل بمدن كيدال وتساليت، وترى تلك المصادر أنه إذا تمكنت القوات الفرنسية والإفريقية من الوصول للممرات الجبلية التي تربط تيسي وكونر بجبال ايفوغاس، فإنها ستطبق الحصار حول المئات من مسلحي أنصار الدين والقاعدة الذين كانوا يحضرون لشن هجمات على القوات الإفريقية والمالية في كيدال وتساليت، التي تمتلك وحدات مدفعية وعربات مدرعة في هذه المنطقة ولا يمكن للإرهابيين الخروج أحياء من هذه الجبال لأنها معزولة جزئيا عن باقي مرتفعات ايفوغاس.
وقال أعضاء في الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي كانت تتنازع مع أنصار الدين السيطرة على شمال مالي لوكالة الأناضول، إن السكان المحليين والبدو الرحل جنوب تساليت شاهدوا مسلحي حركة التوحيد والجهاد وهم يتنقلون إلى هضبة ومرتفعات تيسي وكونر، وحسب المعلومات المتوفرة، فإن القوات المالية استجوبت بعض الفارين من المنطقة وحققت معهم حول هوية المسلحين الذين لاذوا بالجبال المحيطة بمنطقة تيسي وكونر، حيث تشتبه في أنهم من أتباع حركة أنصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وكانت قوات الأمن المالية قد تمكنت من اعتقال مجموعة من المتطرفين تتكون من أربعة ماليين وثلاثة أجانب في إطار عملية تحريات نفذتها في مدينة تيمبوكتو الشمالية، وكان بين المقبوض عليهم محمد احمد أحد القادة الميدانيين لجماعة انصار الدين الارهابية. وكان احمد هو المسؤول عن توفير الدعم اللوجستي للأعمال الهجومية للمقاتلين في عدد من المناطق الواقعة بوسط وشمال مالي.
ومن جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي تنظيم مؤتمر دولي في ماي المقبل للمساعدة على إعادة إعمار مالي، وهذا في وقت اشترطت فيه الولايات المتحدة عودة الديمقراطية إلى البلاد من أجل استئناف مساعداتها للجيش المالي، وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو إنه قد أبلغ رئيس الوزراء المالي بتعهد أوروبا بتنظيم مؤتمر دولي للمانحين منتصف ماي للمساعدة في إعادة إعمار مالي، مع العلم أن الاتحاد الأوروبي قد أفرج عن دفعة أولى من معونات تنمية مجمدة قيمتها 250 مليون يورو (334 مليون دولار) لمالي خلال الأسبوع الماضي.
وكشف رئيس اللجنة العسكرية التابعة للاتحاد الجنرال باتريك دوروزيي أن نحو خمسمائة جندي أوروبي سيُنشرون في مالي من أجل تدريب ومساعدة القوات المالية، وذلك في إطار بعثة عسكرية تبلغ تكلفتها 16 مليون دولار وتمتد لـ15 شهرا، وتقود فرنسا بعثة التدريب العسكرية التابعة للاتحاد، وأشار دوروزيي إلى أن مهمة التدريب منفصلة تماما عن العملية العسكرية التي تقودها فرنسا لاستعادة السيطرة على شمال البلاد من الجماعات المسلحة، ومن المقرر أن تبدأ عملية التدريب اعتبارا من أول أفريل.
ومن جانب آخر، اشترط السيناتور الأميركي كريس كونز عودة كاملة للديمقراطية في مالي عبر تنظيم انتخابات ناجحة، لاستئناف الولايات المتحدة مساعداتها المباشرة لجيش مالي. وقاد كونز الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية الخاصة بإفريقيا في مجلس الشيوخ الأميركي، أول وفد من الكونغرس يزور مالي منذ أن دفعت فرنسا بقواتها العسكرية الشهر الماضي لاستعادة السيطرة على شمال البلاد، وكانت الولايات المتحدة قد قامت في إطار تلك العملية بمساعدات في مجال النقل الجوي وإعادة التزود بالوقود، إضافة إلى معلومات مخابراتية، ورفضت إرسال قوات تشارك في المعارك على الأرض.
وقال كونز إن القادة الفرنسيين والأفارقة سعداء بما تقدمه واشنطن، وأقر بأنهم ينتظرون المزيد، وأوضح أن القانون الأميركي يحظر تقديم مساعدات عسكرية مباشرة للقوات المسلحة في مالي بسبب الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة منتخبة، وأضاف "بعد استعادة الديمقراطية بشكل كامل، أعتقد أنه سيكون من المرجح أن نجدد دعمنا المباشر للجيش في مالي، وكانت المساعدات الأميركية قبل الانقلاب العسكري تتألف بشكل أساسي من مهام تدريب وتوفير معدات.
نسيمة. و