الوطن

فرنسا استعملت طائرات إسرائيلية في مالي

بناء على معلومات لمسؤولين بوزارة الدفاع الفرنسية

 

 

 

أكد مسؤولون بوزارة الدفاع الفرنسية أن فرنسا استعملت في تدخلها العسكري على مالي طائرات إسرائيلية من دون طيار لاستهداف المسلحين المتشددين في مالي، حيث كشفت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن استعمال طائرات بدون طيار من طراز "هارفانج"، يأتي هذا في وقت تتبادل فيه كل من فرنسا وروسيا الانتقادات، حيث تنتقد روسيا غياب رؤية استراتيجية لفرنسا لحربها على مالي، في حين تنتقد فرنسا روسيا حول مسألة الأسلحة الروسية التي تزود بها نظام دمشق. 

وقد كشفت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية النقاب عن استخدام فرنسا طائرات إسرائيلية من دون طيار تستهدف المسلحين في مالي، مند بدء اتدخلها العسكري بداية السنة الحالية. وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين بوزارة الدفاع الفرنسية أن الجيش الفرنسي استخدم طائرات بدون طيار من طراز "هارفانج"، وأوضحت أن هذا النوع طراز معدل من الطائرات الإسرائيلية بدون طيار من "هيرون" التي تصنعها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، وأشارت ذات الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الفرنسية نشرت الطائرات في عدد من مدن مالي وخاصة في غاو ودوانتيرا اللتين كانا يسيطر عليهما مسلحون تربطهم علاقة بالقاعدة.

 يأتي هذا في وقت تشهد فيه الانتقادات بين باريس وموسكو تصاعدا لافتا ومتشنجا بشأن سوريا ومالي، وهذا بعد أن تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بسخرية عن فرنسا وقال بأنها تقاتل في مالي أولئك الذين سلحتهم في ليبيا، معربا عن "صدمته" من فقدان الرؤية الاستراتجية لدى الغربيين حيال الربيع العربي، ليرد عليه وزير الخارجية لوران فابيوس بعد يومين قائلا إن "هناك الكثير من الأسلحة في سوريا ونعرف من أين تأتي"، ملمحا بذلك لشحنات الأسلحة الروسية إلى نظام دمشق. 

ويبقى التدخل العسكري على مالي محل انتقادات حيث اعتبر فيليب ميغو الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية أن هناك سوء تفاهم حقيقي بين الروس والغربيين وخصوصا مع باريس، قائلا إنهم يعتبرون أن موقف فرنسا غير متجانس إذ أنها تذهب لمقاتلة الجهاديين في مالي من جهة، ويوافقون من جهة لدعمها المعارضة السورية حيث يقاتل إسلاميون متشددون. 

وبالرغم من مستوى التشنج في العلاقات بين روسيا وفرنسا حول كل من أزمتي مالي وسوريا، لا علاقة له مع تبادل الانتقادات التي تذكر بالحرب الباردة التي تطبع في غالب الاحيان العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة أو بريطانيا وتبقى متميزة كما يشير إليه تقارير إعلامية روسية، بالرغم من أن العلاقة التي كانت قائمة بين الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وفلاديمير بوتين، تحولت إلى علاقة تتسم بابتعاد وفتور أكبر مع الاشتراكي فرنسوا هولاند. في حين اعتبر ارنو دوبيان مدير المرصد الفرنسي الروسي في موسكو أن "الكرملين ينتظر باهتمام بالغ" زيارة فرنسوا هولاند المتوقعة إلى روسيا في الأسابيع المقبلة لأن باريس تبدو شريكا رئيسيا لروسيا في اوروبا.

وحمّل الداعية السعودي وعضو هيئة حقوق الإنسان الشيخ عبد العزيز الفوزان القاعدة مسؤولية ما يحدث بمالي من تدخل عسكري فرنسي، حيث شن هجوماً شديداً عليها والمجموعات المسلحة في مالي، معتبرا القاعدة المسؤولة عن ضحايا الاعتداء الذي وقع بالمركب الغازي لعين أمناس، والذي راح ضحيته 37 رعية أجنبية وجزائري، وبالمقابل قامت القوات الفرنسية بتوسيع انتشارها شمال مالي، خصوصاً في منطقتي "غاو  وتمبوكتو".  

وقال الداعية السعودي عبد العزيز الفوزان إنه من أكبر أسباب التدخل الخارجي في مالي هو دخول هذه الفئة المنتمية لتنظيم القاعدة، قائلا "أمنيتي ألا تتدخلوا في أي أمر يخص مالي أو الأمة الإسلامية"، موجها كلامه إلى تنظيم القاعدة ومعتبرا أنه فتح المجال لأعداء الأمة الاسلامية للتدخل في شؤونها، وأكمل الفوزان بأنه يتوقع زوبعة كبيرة وسيقال عنه الكثير بفعل تصريحه هذا الذي سيدفع البعض لتكفيره.

ومن جهة أخرى وسّعت القوات الفرنسية انتشارها شمال مالي، خصوصاً في منطقتين "غاو"و "تيمبكتو"، ومنطقة "تساليت" التي تمثل الملاذ الأخير للجماعات الإسلامية المسلحة، فيما كثّف الجيش المالي لليوم الخامس على التوالي عمليات التفتيش الدقيق لمدينة غاو، وتعيش مدينة أدوينزا شبه حصار جراء عمليات التفتيش التي يقوم بها الجيش المالي، خوفا من إسلاميين مختبئين في المنطقة على غرار ما حدث في غاو.

 وذكرت الصحف المالية أن القوات الفرنسية والمالية الموجودة في تمبكتو تمكنت من اعتقال 8 "ملتحين" وشركائهم من ضمنهم عناصر كانت متخفية بالمنازل، فيما كانت عناصر أخرى تحاول الفرار، مضيفة أن 15 عنصراً آخر ممن شاركوا في أعمال الإرهاب تم توقيفهم في غاو.

 

وأبرز تحقيق قامت به المنظمة الدولية للهجرة أن العائلات من شمال مالي والتي تعيش بباماكو وكوليكيرو المدينة المجاورة، أعربت عن أملها في العودة إلى ديارها فور استتباب الأمن وعودة الوضع الاقتصادي إلى حالته الطبيعية.

وأشار هذا التحقيق الذي أجري على 386 عائلة من تومبوكتو وغاو بشمال مالي، أن 93بالمائة منها تريد العودة إلى ديارها، وتنوي 92 بالمائة من العائلات حسب نفس المصدر العودة إلى المنازل، التي كانت تسكنها من قبل. كما أعربت 23 بالمائة من العائلات عن عزمها العودة خلال شهر فيفري، و32 بالمائة من العائلات خلال الفترة الممتدة من شهر مارس إلى غاية نهاية السنة، مضيفا أن ثلثي من العائلات التي لم تقرر بعد أوضحت أن تاريخ عودتها مرهون بعودة الأمن، أما 89 بالمائة من الأشخاص الذين أجري عليهم التحقيق أكدوا أنهم ينتظرون تحسن الأوضاع.

وتشير نسبة تمركز النازحين حسب المنظمة إلى وجود 8539 عائلة تعيش بباماكو وكوليكورو، حيث ينتظر وفق هذه المعطيات أن حوالي 2000 عائلة ستعود إلى الشمال فور عودة الأمن، وأوضحت الوكالة أن الهيئة المعنية بشؤون حركة السكان التي وضعتها الحكومة المالية لمعاينة حركة النزوح على مستوى البلد، قد قدرت العدد الإجمالي للنازحين داخل البلد بـ 227000 مع نهاية ديسمبر الفارط.

نسيمة. و/ سعاد. ب

 

من نفس القسم الوطن