الوطن
فرنسا دفعت 17 مليون دولار لتحرير رهائن لدى القاعدة
سفيرة أمريكية سابقة بمالي تكشف:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 فيفري 2013
• التوحيد والجهاد تهدّد بعمليات انتحارية ضد الجيش المالي
كشفت سفيرة سابقة للولايات المتحدة في العاصمة المالية باماكو، أن دولا أوروبية دفعت 89 مليون دولار لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لقاء تحرير رهائنها، وذكرت أن فرنسا وحدها قدمت فدية بقيمة 17 مليون دولار لتحرير أربعة رهائن كانوا محتجزين لدى التنظيم في سنة بمنطقة إفوغاس 2012.
وقالت السفيرة الأمريكية فيكي. جي هادلستون (سفيرة في مالي بين 2002 و2005)، في مقابلة خاصة مع القناة الفرنسية "إي تيلي" أمس الجمعة، إن بعض الدول الأوروبية كانت قد أعطت فديات للجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة في منطقة الساحل، وقدرتها بـ 89 مليون دولار بين الفترة الممتدة من 2004 إلى 2011،
وكشفت السفيرة أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اختطف منذ عامين، رعايا فرنسيين من منجم لليورانيوم بشمال النيجر، حيث اضطرت فرنسا لتحريرهم، ودفع 17 مليون دولار كفدية سلمت لعناصر ارهابية تعمل لصالح مختار بلمختار، وقد تم اختطاف الرهائن الفرنسيين من منطقة تسمى هومبوري في مالي يوم 24 نوفمبر2012، ثم أختطف آخر بمنطقة كايس بمالي أيضا. وأضافت السفيرة التي شغلت سابقا، مسؤولة عن الشؤون الافريقية بالخارجية الأمريكية، أن كل حكومات الدول المحيطة بالساحل، كانت على علم بذلك بما فيها الجزائر، وهذا برغم انكار الأوروبيين دفعهم أموالا للقاعدة، وأوضحت أن المال كان يقدم من يد إلى يد لتحرير الرهائن، وهو ما مكّن التنظيم الإرهابي حسبها، من شراء اسلحة وتعزيز صفوفه، وقالت أيضا إن بلمختار الذي قدم من الجزائر كان مهربا للسجائر ولم يكن يشكل خطرا على الولايات المتحدة.
وذكرت السفيرة فيكي. جي هادلستون المتقاعدة حاليا من وزارة الخارجية الأمريكية، بأن كل الفديات دفعت بشكل غير مباشر، حيث كانت تعطى للحكومة المالية ثم تقوم هذه الأخيرة بتسليم جزء منها إلى الجماعات "الجهادية".
وهددت جماعة التوحيد والجهاد المقربة من القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، الجيش المالي بالمزيد من الهجمات عليه وتنفيذ عمليات انتحارية، واعترف مقاتلوها عن طريق متحدث باسمهم أول أمس، أنهم زرعوا ألغاما قبل رحيلهم من منطقة دوينتزا وغاو، حيث انفجرت في وقت عبرت سيارات تابعة للجيش المالي، ولا تزال الألغام مزروعة بمساحات واسعة هناك حسب تأكيد هذه الجماعة، ودعت هذه الأخيرة على لسان أبي وليد صحراوي المتحدث باسمها في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية، سكان المدينة عدم استعمال الطرق الوطنية لأنها اصبحت حقول ألغام، وقال المتحدث إن الجماعة نجحت في خلق مكان جديد للحرب مع القوات المالية وتنفيذ الهجمات الانتحارية ضد أهداف فرنسية أو مالية.
وأصيب جندي على الأقل من القوات المالية أمس بجروح إثر، هجوم انتحاري استهدفها في مدينة غاو بشمال مالي، ويرجح أن تكون جماعة التوحيد والجهاد المقربة من القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وراء العملية بعدما هددت بذلك أول أمس.
وذكرت الوكالة الفرنسية للأنباء أمس نقلا عن مسؤول في الجيش المالي، بأن أحد الجنود أصيب بجروح خفيفة، وقال العريف مامادو كيتا للوكالة، إن الرجل منفذ العملية الانتحارية "وصل إلى مستوانا على دراجة نارية وكان يبدو بزيه أنه من الطوارق، مضيفا أن هذا الأخير فجّر نفسه فور اقتراب الجنود منه، وكان يحمل حزاما ناسفا، وقد قتل الانتحاري على الفور بينما تعرض جندي واحد فقط إلى إصابة خفيفة حسب المتحدث.
وكشف أمس وزير الدفاع المالي الجنرال ياموسى كامارا أن الجيش المالي ينوي متابعة القوات الفرنسية والتشادية، التي يقودها ابن رئيس البلاد إلى تساليت بالقرب من الحدود الجزائرية. وقال ياموسي في تصريح لوكالة رويترز "هذا سيستغرق بعض الوقت. هجوم العدو انكسر وخسروا الكثير من معداتهم، لكن هناك جيوب متفرقة للمقاومة في انحاء البلاد". وقد تقدم نحو 1000 من القوات التشادية يقودهم نجل الرئيس نحو الجبال في شمال شرق مالي أول أمس الخميس للانضمام إلى حملة التعقب، التي تقودها القوات الفرنسية ضد الجهاديين. حيث تحرك رتل عسكري من مئة مركبة مدرعة تشادية وعربات جيب وشاحنات إمداد من كيدال -البلدة الصحراوية على بعد 1200 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من العاصمة باماكو. وتقوم القوات الفرنسية والتشادية تدعمها الطائرات الحربية الفرنسية انطلاقا من كيدال بمهاجمة مخابئ المتمردين المسلحين في سلسلة جبال ادرار افوغاس على الحدود بين مالي والجزائر. وكان الجنرال محمد ادريس ديبي اتنو ابن الرئيس التشادي ادريس ديبي على رأس رتل القوات التشادية. وقال ديبي اتنو لرويترز إن مهمة القوات التشادية هي "محاربة الإرهاب واجتثاثه من المنطقة"، في اشارة إلى المقاتلين الجهاديين المتحالفين مع القاعدة في الجبال، حيث يتعرضون لقصف الطائرات الفرنسية بشكل شبه يومي.
في غضون ذلك، جددت أمس الجزائر التأكيد على إدانتها المطلقة والشديدة لدفع الفدية للجماعات الارهابية ولشركائها في الجريمة المنظمة العابرة للحدود. وأوضح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني، ردا على تصريحات سفيرة الولايات المتحدة السابقة في مالي حول دفع الفدية للارهابيين، أن الجزائر "تدين بشدة دفع الفدية للجماعات الارهابية ولشركائها في الجريمة المنظمة العابرة للحدود، سواء كان ذلك من طرف الدول أو هيئات عمومية أو خاصة"، وأضاف أن "الجزائر -التي صرحت رسميا وفي العديد من المناسبات بموقفها المبدئي المتمثل في الرفض بصفة قطعية دفع الفدية للجماعات المجرمة- عازمة على مواصلة جهودها بالتعاون مع بعض شركائها في الامم المتحدة، للتوصل إلى التجريم الفعلي لهذه الممارسة التي تشكل المصدر الرئيسي لتمويل الإرهاب والجريمة المنظمة". وكانت السفيرة الامريكية السابقة في مالي السيدة فيكي هودليستون قد صرحت، أمس الجمعة، لقناة تلفزيونية فرنسية أن فرنسا قد دفعت ملايين الدولارات لتحرير رهائنها في الساحل.