الوطن

مرسي يدعم المقاربة الجزائرية في حل أزمة مالي

خلال كلمة افتتاح أشغال القمة الإسلامية

 

 

 

أكد الرئيس المصري محمد مرسي في كلمة الافتتاح لأشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي أمس بالقاهرة، دعمه لمقاربة الحل السياسي للأزمة في دولة مالي وفقا للمنظور الجزائري، وتحدث عن ذلك بشكل ضمني أمام قادة دول العالم الإسلامي، الذين دعاهم لبذل جهد لحل أزمتي سوريا، وأقلية الروهنغا، وكذا فلسطين ومالي، والالتفات للتكامل الاقتصادي بين الاقطار الإسلامية. 

 

قال مرسي في كلمته، إن العالم قلق بشأن ما يحدث في مالي حاليا من عدم استقرار أمني، مؤكدا دعم بلاده لوحدة الأراضي المالية وسلامة شعبها وتراثها الثقافي، وأعطى إشارات ضمنية تشير إلى تبني مصر لمقاربة الجزائر الدبلوماسية في حل أزمة مالي عن طريق الحوار بين مختلف الأطراف، قائلا "إننا ندعو إلى التعامل مع الوضع هناك... ومع أي حالة مشابهة... من منظور شامل... يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة... ويعالج جذورها سياسياً وتنموياً وفكريا وأمنيا في الوقت الذي يراعي فيه حقوق الإنسان. وهو ما يؤكد من جديد على أهمية دعم جهود التنمية في منطقة الساحل... خاصة في الشقيقة مالي...."، هذا وأطلقت مصر، المستقبلة لقمة منظمة التعاون الإسلامي المنطقلة أمس بالقاهرة، رسائل تحذيرية لقادة الدول الإسلامية، لتجنب الصراعات المذهبية والطائفية، حيث دعا الرئيس محمد مرسي في كلمة الافتتاح، إلى ضرورة التصدي للعنف والفتن التي تنتج عن الصراع الطائفي، نظرا لخطورتها على جسد الأمة، مستغلا حضور عدد من رؤساء وملوك وأمراء العالم الإسلامي المجتمعين في قمة تتناول سبل التعاون الاقتصادي، والبحث عن حلول لأزمتي سوريا ومالي. 

وقد انطلقت قمة منظمة التعاون الإسلامي في طبعتها الثانية عشر أمس بالعاصمة المصرية، وسط حضور لعدد معتبر من دول العالم الإسلامي، اكتنفها غيض مصري في الشارع من طرف السلفيين الرافضين للمد الشيعي الإيراني في البلدان السنية، وسجال خفي بدا على السطح بين شيوخ الأزهر والرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي حضر القمة ضمن 27 قائد دولة من بين 52 رئيسا وملك وأمير ورئيس وزراء تمت دعوتهم من طرف مصر لحضور أشغالها بالقاهرة، وفي الجلسة الافتتاحية، تناول الرئيس محمد مرسي الكلمة، وخاطب زعماء العالم الإسلامي بلغة فيها الكثير من الإشارات توحي بأن هناك رغبة لدى مصر أن تغلب الدول الإسلامية لغة الحوار والتعاون الاقتصادي المثمر، وقد طالب مرسي دول القمة بضرورة التصدي للفتن المذهبية والطائفية على صعيد الدول الإسلامية من خلال الحوار والتثقيف، مشددا على خطورتها على جسد الأمة، وأضاف الرئيس المصري قائلا "إننا نمتلك العقيدة التي ننتسب بها إلى رب واحد خلف رسولنا الكريم، لكن الواقع الاقتصادي الذي نعيشه يشير في الوقت ذاته إلى أننا لا نسهم إلا بنصيب متواضع في الناتج العالمي»، وأشار ايضا إلى ما تواجهه الأمة حاليا من صراعات سياسية، وبقاء بؤر توتر كما هو الحال في فلسطين وسوريا، في ظل ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الغرب مع القضايا التي تهم المسلمين والدول الإسلامية، وتحدث مرسي أيضا، عن الجهد الذي تبذله المنظمة من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي والثقافي والصحي، وفي كل المجالات المهمة، ونجحت جهودها حسبه، في تحقيق تقدم ملحوظ في عدة مجالات خلال الفترة الماضية، حيث ارتفع حجم التجارة بين دول المنظمة إلى 17%، مشيرًا إلى ضرورة الارتفاع بسقف تطلعات الأعضاء. ووعد مرسي ببذل قصارى الجهد خلال رئاسة مصر للدورة الـ ـ12 للقمة في تدعيم التعاون والعمل المشترك بين الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أن مصر تفتخر بأزهرها وعلمائها الذين كانوا ومازالوا رافعي لواء العلوم الإسلامية ومحاصري خطر الفتنة.

 

ملف مالي والأزمة السورية والروهينغا أهم محاور أشغال القمة 

تناولت القمة الـ 12 لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 56 دولة إسلامية، قضيتي كل من سورية ومالي، حيث سطرت إجراء مشاورات بين دول ذات وزن في المنظمة منها مصر، إيران، تركيا والسعودية، وهم اعضاء اللجنة الرباعية المكلفة بالأزمة السورية التي شكلت خلال قمة استثنائية عقدت في أوت الماضي في مكة المكرمة وقررت تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، وضم الملف الثاني الهام أيضا، أزمة مالي في ظل التدخل العسكري الفرنسي في أراضيها والذي أثار ردود فعل متفاوتة، حيث كانت دول مثل مصر والسعودية قد عبرت عن تأييدها لحل سياسي وليس لتسوية عسكرية، كما تمت جدولة القضية الفلسطينية ضمن أشغال القمة، خاصة في ظل تزايد مشاريع الاستيطان الاسرائيلي، ويشمل جدول اعمال القمة عدة قضايا اخرى بينها "الاسلاموفوبيا" والأقليات المسلمة في العالم وخصوصا الروهينجيا في بورما والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الاسلامي وهي سوق كبيرة اذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف المليار شخص، وقد تجلى الانقسام المذهبي بشكل واضح خلال زيارة الرئيس الايراني أول امس الى مشيخة الازهر، حيث التقى الإمام الاكبر أحمد الطيب.

وفي بيان صدر بعد اللقاء، أكد شيخ الازهر أنه طالب الرئيس الايراني بـ"عدم التدخل في شؤون دول الخليج" وبـ"احترام البحرين كدولة عربية شقيقة"، مشيرا الى انه أكد لاحمدي نجاد "رفضه المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة". وقد وقف أربعة من الشباب أمام باب مشيخة الازهر حاملين لافتات احتجاجية على زيارة احمدي نجاد كتب على واحدة منها "لا تظن يا نجاد ان الدم السوري يذهب هدرا سنقتص له قريبا من كل صفوي"، بحسب مصور من فرانس برس. 

القمة الإسلامية تبحث سبل الحوار بين المعارضة السورية والنظام

ومن المقرر أن يبحث زعماء الدول في أشغال القمة، سبل دفع الحوار بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد، حيث سيطرحون في مسودة البيان الختامي، لقمة منظمة التعاون الإسلامي، «الدعوة إلى إجراء حوار بين المعارضة السورية، ومسؤولين حكوميين من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من غير الضالعين في القمع، الذي تعرض له الشعب السوري بهدف إنهاء الحرب الأهلية الدموية المستمرة منذ عامين»، وسيصدر البيان الختامي عقب القمة، التي تستمر يومين بمشاركة 56 دولة، وفي المسودة التي اطلعت عليها وكالة رويترز، قالت بشأنها إنها لم تذكر المسودة اسم الرئيس السوري، وستعتبر حكومته المسؤول الأول عن العنف المستمر في البلاد، لكنها تدين المذابح التي ترتكبها السلطات السورية بحق المدنيين، وتدعو المعارضة إلى التعجيل بتشكيل حكومة انتقالية». 

مصطفى. ح 

 

من نفس القسم الوطن