الوطن

الاعتماد على تقنيات علمية لتحديد قبلة المساجد عبر الوطن

على خلفية الجدل الواسع بين الأئمة والسلفيين، وزير الشؤون الدينية يؤكد:

 

 

كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله أنه سيتم في المرحلة القادمة الاعتماد على تقنيات علمية حديثة وخبراء متخصصين لتحديد قبلة المساجد التي توجد طور البناء على المستوى الوطني على خلفية الجدل الواسع الذي طرح نفسه بقوة في عديد من المرات بين أئمة المساجد، خاصة أصحاب التيار السلفي الذين أعابوا على الكثير من المساجد في الجزائر عدم توجهها للقبلة، مطالبين بهدمها وإعادة بنائها من جديد.

وأوضح الوزير خلال مراسيم تحديد قبلة جامع الجزائر بالمحمدية أن تحديد القبلة بصفة دقيقة لا يمكن إلا من خلال اعتماد معايير علمية وبالاستعانة بخبراء متخصصين في هذا المجال، وهذا ما تم العمل به في تحديد قبلة جامع الجزائر الأعظم، حيث تم الاستعانة بخبراء جزائريين حددوا بدقة اتجاه القبلة، موضحا أن الفقيه وحده لا يستطيع تحديد القبلة بصفة دقيقة، باعتبار أن كلما بعدت المسافة عن الحرم المكي كلما اتسع المجال للقبلة، بالإضافة إلى كون الشمس تشرق في مجال يتغير حسب تغير الفصول، وهذا ما أكده عدد من الخبراء في الفلك والفيزياء، وفي نفس السياق أضاف الوزير خلال تفقده للمشروع أن مسجد الجزائر سيكون أكبر صرح ديني وعلمي على المستوى العربي والإفريقي، حيث سيؤرخ لجزائر الاستقلال والإسلام كونه يتواجد بمنطقة تطل على البحر المتوسط وتعتبر واجهة للجزائر، في إجابة على أسئلة عدد من الأئمة الذين تواجدوا مع الوزير، جاءت حول الهدف من اختيار الجزائر العاصمة لاحتضان مثل هذا المشروع، مضيفا في نفس السياق أن الحالة الجيدة والمثالية للأرضية التي يبنى عليها المشروع هي التي فرضت نفسها بقوة، حيث تم تطبيق العديد من الدراسات الجيو تقنية في الموقع على خلفية قربه من البحر وإمكانية تعرضه أكثر من المناطق الأخرى للزلازل، إلا أن هذه الأخيرة بينت صلابة الأرضية وتوفرها على كل المقاييس المطابقة لهكذا مشروع.

من جهته أكد مدير الوكالة الوطنية لانجاز وتسيير مسجد الجزائر محمد علوي في تصريح لـ"الرائد" على هامش مراسيم تحديد قبلة جامع الجزائر، أن هذا المشروع يسير بوتيرة عادية، حيث من المنتظر تسليمه في الآجال المحددة، في حين أكد أن ميزانيته بلغت الـ100 مليار دينار ولن تعرف أي زيادة كون المناقصة بنيت على أساس هذه الميزانية، وحول اليد العاملة التي تجسد هذا المشروع، قال علوي إن جامع الجزائر "مشروع جزائري بروح جزائرية"، موضحا أنه تم الاعتماد على عدد كبير من المهندسين والتقنيين الجزائريين، بالإضافة إلى الاعتماد مستقبلا على مسيرين جزائريين كون هذا المشروع ينقسم إلى مؤسستين، مؤسسة للبناء ومؤسسة للتسيير، وأشار علوي في هذا الصدد إلى أن جامع الجزائر سيوظف حوالي 17 ألف عامل، مضيفا أنه سيتوفر على تقنيات جد متطور وعالمية مثل تقنية استرجاع المياه واقتصاد الطاقة وتقنية إنتاج الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن المنارة وحدها ستكون على ارتفاع حوالي 300 متر وهو الأمر الذي يعطي خصوصية لهذا الصرح الديني والثقافي في الجزائر.

سارة زموش

 

من نفس القسم الوطن