الوطن

الفارون من الربيع العربي ساهموا في تشيّع الجزائريين

وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبدالله غلام الله، يؤكد:

 

 

لمّح أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبدالله غلام الله إلى أن مسألة استقرار عدد من اللاجئين السوريين وآخرين من الدول العربية، التي عانت من رياح الربيع العربي ساهم بشكل أو بآخر في ظهور بوادر للشيعة في عدد من ولايات الوطن على غرار باتنة، التي تم مؤخرا تداول أخبار تفيد بتورط قادة في الكشافة الإسلامية الجزائرية بنشر عقائد شيعية وسط الأطفال في هذه الولاية، مرجعا السبب بالدرجة الأولى إلى من ينساق من الجزائريين وراء عقائد لا تتماشى مع ثقافتهم وثوابتهم الدينية.

وأوضح الوزير في هذا الصدد على هامش افتتاح الأسبوع الوطني الرابع عشر للقرآن الكريم، أن هناك بعثات من وزارة الشؤون الدينية والقيادة العامة للكشافة الإسلامية كلفت بالتحقيق في هذه الظاهرة، التي لا يوجد لحد الآن ما يؤكدها بصفة قطعية، حيث سيتم خلال الأيام القادمة وضع تقارير وتحقيقات ميدانية أولية في هذه القضية، مشيرا إلى أن عددا من الشباب والمراهقين في الجزائر لديهم قابلية كبيرة للانسلاخ من ثقافتهم الدينية والأخلاقية التي ورثوها من مجتمعهم، وأن اللاجئين سواء السوريون منهم أو من البلدان الأخرى لا تقع عليهم مسؤولية هذه الظاهرة، كونهم ضيوف عندنا ومن حقهم ممارسة كل ميولاتهم سواء الدينية أو الثقافية والسياسية منها، مضيفا أن على المؤسسات التربوية من الأسرة وصولا إلى المدرسة والجامعات تهيئة الفرد أخلاقيا وثقافيا، ليأتي بعد ذلك دور المسجد الذي يعتبر تكميليا، ليكشف في ذات السياق أن وزارته وجهت تعليمة لكل الأئمة لإعطاء دروس يومية بنسبة ثلاثة مرات في الأسبوع لترسيخ المبادئ الدينية والأخلاقية في الشاب والمواطن الجزائري بصفة عامة.

من جهته دعا رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بصفته ممثل لرئيس الجمهورية خلال هذا الافتتاح، في قراءته لرسالة عبدالعزيز بوتفلقية للأئمة المشاركين، على أهمية التجديد كحركة مستمرة تنصب على المتغيرات، التي يفرزها التطور الطبيعي للحياة في كل العلوم والمعارف، مبرزا أهمية الاجتهادات الفكرية التي تمثل حلولا لمختلف القضايا التي تمر بها أي دولة كانت، مؤكدا أن القرآن الكريم والسيرة النبوية فيها من العبر الكثير، التي يمكن الاقتداء بها في النهوض بالأمة الإسلامية.

من جهة أخرى فنّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هامش هذا الملتقي، بعض الشائعات التي أفادت أن هناك أئمة أوفدتهم وزارته إلى فرنسا، تلقوا انتقادات تتهمهم بالتشدد الديني الذي يؤثر على الشاب المغترب بصفة سلبية، مضيفا أن كل الأئمة التي ينتمون للوزارة ويعملون في الخارج يتقيدون بكل قوانين البلد المستضيف، ولم يتلقوا النقد لا من طرف الحكومة الفرنسية أو الجمعيات التي أسست هذه المساجد في الخارج، وأن كل من تجاوز حدوده ممن يسمون أنفسهم أئمة فهذا ليس باسم الجزائر وأن وزارة الشؤون الدينية غير مسؤولة عليه. 

وفي موضوع آخر أكد الوزير أن تكاليف الحج للموسم المقبل لم يتم تحديدها بعد، كون هذا الأخير مقترنا بسعر كراء العمائر في مكة المكرمة، مضيفا أن الموسم المقبل سيصل عدد الحجاج إلى 16 ألف حاج جزائري، أي بزيادة ألفي حاج مقارنة بالموسم السابق. وحول موضوع الأسبوع الوطني الرابع عشر للقرآن الكريم، قال الوزير إنه تم اختيار موضوع "التجديد" لدراسة سبل التطوير والتجديد في المجتمع الجزائري وعلى كل المستويات والأصعدة، استنادا للقرآن الكريم وثقافتنا الدينية، في حين سيتم خلال هذا الأسبوع فتح مجال المنافسة أمام 45 قارئا للقرآن الكريم، سيتوج 3 منهم في نهاية هذا المؤتمر، وسيتوجهون للمشاركة وتمثيل الجزائر في المسابقات الدولية للقرآن الكريم.

 تجدر الإشارة إلى أن هذا الأسبوع الوطني للقرآن الكريم سيدوم ثلاثة أيام، حيث افتتح أمس من طرف وزير الشؤون الدينة والأوقاف بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح كممثل لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وعدد من الوزراء والسلك الدبلوماسي وعدد من الأئمة والمحاضرين في هذا المجال من مختلف ولايات الوطن.

سارة زموش

من نفس القسم الوطن