الوطن
غارات الجيش الفرنسي تقترب من الحدود الجزائرية
استهدفت مدينة لا يفصلها عن الجزائر سوى سبعين كلم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 فيفري 2013
• الخارجية المالية ترغب في بقاء القوات الفرنسية
أعلن الجيش الفرنسي أمس الأحد أن قواته العاملة في مالي، شنت غارات جوية مكثفة بمنطقة بمدينة كيدال بالقرب من الحدود بين شمال مالي والجزائر بحوالي سبعين كلم فقط، بالمقابل، عبرت وزارة الخارجية المالية عن رغبة الحكومة المالية في استمرار التواجد العسكري الفرنسي على أراضيها لمحاربة الجماعات الإسلامية المسلحة.
أوردت وكالة الأنباء الفرنسية أمس عن ناطق باسم قيادة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تيري بوركار، قوله بأن القوات الفرنسية شنت "غارات جوية كثيرة" هناك تحديدا، وأشار إلى القصف على شمال كيدال بمنطقة تيساليت، وهي مدينة لا تبعد عن حدود الجزائر إلا بحوالي سبعين كلم، وقال الجيش الفرنسي إنه استهدف "مستودعات لوجستية ومراكز تدريب" يمتلكها مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة بعد ثلاثة اسابيع من بداية التدخل العسكري الفرنسي، أما مدينة كيدال التي انطلقت منها الطائرات الحربية الفرنسية، فهي تبعد بحوالي 1500 كلم عن باماكو في أقصى شمال شرق مالي، قرب الحدود الجزائرية، وهي المدينة التي تعتبرها القوات الفرنسية بأنها معقل حركة انصار الدين، احدى الحركات الاسلامية التي ارتكبت تجاوزات في شمال البلاد.
مقابل ذلك، أعرب وزير خارجية مالي، عن أمله في استمرار العملية العسكرية الفرنسية "لا سيما أن البعد الجوي هام جدا" في "مواجهة مقاتلين محنكين يجب تدمير ترسانتهم"، وقال كوليبالي - في حديث نشرته أسبوعية «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية، أمس الأحد، "إن التدخل العسكري الفرنسي في مالي أسفر عن وقف تقدم الإرهابيين وعن تحرير 3 مدن رئيسية في الشمال، بالإضافة إلى أن تلك العملية فتحت الطريق أمام الجيش المالي والقوة الإفريقية الدولية للسيطرة على تلك المنطقة الواقعة في شمالي البلاد". وأضاف الوزير أن "بلاده تأمل أن تواصل الوحدات الفرنسية تواجدها على الأرض في مالي، لمواجهة المقاتلين المتمرسين، حيث يجب تدمير ترسانتهم بالكامل، خاصة وأن البعد الدفاعي الجوي هام للغاية"، أما بشأن التفاوض أيضا مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد للبت في مسألة الطوارق في مالي في إطار المسار السياسي والتفاوض مع الحركات غير الإرهابية في البلاد، أوضح كوليبالي أن حركة تحرير أزواد لا تمثل سوى 10 في المائة فقط من الطوارق في منطقة تضم 10 في المائة من السكان في مالي، وتابع قائلا: "إن تلك الحركة تواطأت مع الإرهابيين من القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة الجهاد في غرب إفريقيا (موجاو)، ولكن من الواضح أنه يتعين مناقشة نقل السلطات المركزية لكي تصبح واقعا".
وفي سياق ذي صلة، قال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بأنه لاجديد في قضية الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في شمال مالي، مشيرا إلى أن الوضع في مالي بدأ يتجه نحو السيطرة وأبدى تفاؤله بقرب انفراج الوضع في هذا البلد الجار.
وجاءت تصريحات مراد مدلسي الصحفية المقتضبة، على هامش اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، حيث قال مدلسي في هذا الشأن "الوضع في مالي يتسم بالتفاؤل، واعترف بأن الوضعية تبقى تميزها جملة من المشاكل التي يعمل الماليون ومن يساعدهم على مواجهتها، وفرض الامن والاستقرار في هذا البلد، من أجل بناء بلدهم والتطلع للتنمية". وأشار إلى أن هناك مشاكل لازالت تعترض الماليين وكل من يقدم لهم المساعدة لاستتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد.