الوطن
الأفافاس يبحث عن رئيس له خارج الديار القبائلية
بدافع الانتشار والتموقع وسط معاقل أحزاب منافسة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 جانفي 2013
يبحث المجلس الوطني لجبهة القوى الاشتراكية هذا الجمعة في دورة عادية ولمدة ثلاثة أيام مصير الحزب في ظل التحولات التي طرأت على تركيبة هرمه والتصدع الذي خلفه انسحاب مؤسسه وزعيمه حسين آيت أحمد. كما سيتباحث ما تبقى من أعضاء المجلس الوطني إعادة ترتيب بيت أعتى حزب معارض في الجزائر في ضوء ما تمليه ضرورة المرحلة الآنية والقادمة.
وتقوم قيادة جبهة القوى الاشتراكية الحالية بحشد الدعم لمترشحين من خارج معاقله في بلاد القبائل بهدف إيجاد خليفة لمؤسسه وزعيمه حسين آيت أحمد الذي آثر تمرير مشعل الرئاسة والانسحاب من الواجهة السياسية لتقدم سنه والسماح لجيل الاستقلال الاضطلاع بمسؤولياته والتداول على القيادة كمبدأ ديمقراطي لا يمكن لأول حزب معارض أن يحيد عنه بعد مسار الزعامة، ويصعب على ورثة عهد آيت أحمد قلب صفحته وتعويض الفراغ الكبير الذي تركه.
وتملي مرحلة ما بعد آيت أحمد التأسيس لجبهة عصرية ومواكبة للتحولات الاجتماعية والتطورات السياسية التي يحاول أصحاب خط العصرنة تدارك التراكمات الموروثة عن جماعة 1963 والانخراط في صف الأحزاب الوطنية والعمل على الخروج من قوقعة "الحزب الجهوي" التي لازمته منذ تأسيسه رغم تواجده في 27 ولاية من خلال الندوات الجهوية التي ينشطها السكرتير الأول علي العسكري في وهران، غرداية وتيزي وزو في حملة تحسيس تؤسس لعهد جديد في ضوء مكتسبات الاستحقاقات الأخيرة.
وكانت الانطلاقة من فدرالية قسنطينة التي استضافت قبل أيام خلت أول ندوة جهوية ضمت مكاتب ولايات قالمة، خنشلة، أم البواقي، باتنة وميلة تلتها ندوة فيدرالية عنابة التي تشرف على مكاتب الطارف، تبسة، سوق أهراس، سكيكدة وجيجل في انتظار ندوة وطنية بالعاصمة بعد أن تعرج القيادة، حسب مصدر مقرب من المكتب السياسي للجبهة، على ندوات مماثلة على الغرب الجزائري والجنوب.
وتهدف هذه الندوات، التي تشبه عملية إعادة الهيكلة، لترتيب البيت ولتنشيط المكاتب النائمة في الولايات وتحسيس القاعدة النضالية الآخذة في الاتساع شرقا وجنوبا، على وجه التحديد، والانخراط الكلي والشامل في الفعل السياسي الوطني ونبذ سياسة الكرسي الشاغر التي أثرت سلبا على كينونة الحزب ومساره التاريخي المعطل وذلك بتذليل عقبات وشروط انخراط فئات عريضة من الشباب الراغب في ذلك.
ويدور نقاش داخل القوى الاشتراكية حول إيلاء رئاسة الحزب لشخصية وطنية تحظى بالتقدير والإجماع في محيط الجبهة الهدف من ورائه تمكين حزب "الدا الحسين" من تبوأ مكانة مرموقة على الخارطة السياسية في البلاد مستقبلا. وتقوم القيادة الحالية بالترويج لأسماء تحظى باحترام أوساط القوى الاشتراكية وخارجها مثل مولود حمروش الذي حدث تقارب معه في حياة أمين عام جبهة التحرير الوطني الأسبق الراحل عبد الحميد مهري.
كما يفسر انضمام وزير الصحة السابق عبد الحميد أبركان لصفوف الأفافاس والفوز في محليات نوفمبر بعنوان قائمة جبهة القوى الاشتراكية بقسنطينة على أنه إحدى البدائل لتبوأ مكانة في القيادة التي سيزكيها المؤتمر الخامس المرتقب في أواخر ماي القادم إلى جانب قدماء من أمثال زناتي، بوشاشي، احمد جداعي وعبد السلام علي راشدي الذي رفضت السلطات منح حزبه "السبيل" اعتماده في غمرة الاعتمادات.
وتأتي هذه التمهيدات على شكل جرعات من أجل انفتاح متدرج لمؤسسات الحزب على شخصيات مختلفة الانتماءات الجغرافية لإعلان القطيعة مع الجهوية التي سجنت آيت أحمد في عزلة سياسية تامة وطوقت ثقافة الحزب في قالب جهوية الأفكار والتقاليد والتعيينات في هرم القيادة وجعلها حكرا على ولايتين أو ثلاث دون غيرها. ولايات حصرت طموح زعيم الحزب وبعده المتفتح على مكونات المجموعة الوطنية في بناء جبهة وطنية جامعة واختزلت حسابات انتشاره داخل معاقل تجاوزها الزمن.
جاءت هذه التغيرات الحتمية على وقع انشقاق واستقالات جماعية وسط صفوف الحزب في بجاية وتيزي وزو. استقالات تُحسب على تيار الممانعة يقوده السكرتير الأول السابق كريم طابو المنشق الذي يدعي عجزه في إحداث التغيير والتمهيد لقطيعة مع ممارسات الماضي قبل أن يعلن عن تشكيل حزب لم يعتمد بعد كخطوة رافضة لامتداد الحزب نحو مكونات بشرية لا تنتمي لأرض المنشأ المنحصرة في بلاد القبائل.
طارق مروان