الوطن

أنصار الدين:قتلنا أكثر من 50 وأسقطنا مروحيتين فرنسيتين

الطائرات الفرنسية تقصف تمبكتو أهم مدن المسلحين لأول مرة

 

كشفت حركة أنصار الدين الإسلامية، أنها تمكنت منذ بداية المواجهات مع الجيش المالي، في العاشر من جانفي الجاري، في كونا وجابالي، من قتل أكثر من 50 جنديا مالياً وإسقاط مروحيتين وقتل ضابط سامٍ فرنسي، مشيرة إلى أنها تمكنت من "إفشال" خطة المجموعة الدولية".

 وذكرت وكالة انباء موريتانية، أن الحركة اعترفت في بيان صدر عشية أول أمس، حول حصيلة العملية العسكرية التي تخوضها ضد الجيش المالي المدعوم من طرف القوات الفرنسية، أن عدد القتلى في صفوف مقاتليها كان ثمانية، مشيرة إلى أن من وصفتهم بـ"المجاهدين بخير ومعنوياتهم مرتفعة"، وفق تعبيرها. وقالت الجماعة إن سبب استئنافها للعمليات ضد الجيش المالي ليس الرغبة في احتلال الجنوب، وإنما لأنها تملك "معلومات مؤكدة عن قرب بدء الجيش المالي هجوما عسكريا على مدينة دوينزا"؛ مضيفة أن الجيش كان يحضر للهجوم "بتخطيط وإشراف ضباط فرنسيين، نملك الأدلة القاطعة على تواجدهم في منطقة كونا مع بدء عملياتنا العسكرية".

وفي السياق أضافت أنها "لم تجد بدا من شن العمليات العسكرية، نتيجة الظروف المأساوية التي آل اليها وضع شعبنا المقهور والمغلوب على أمره"؛ بحسب تعبيرها. وذكرت الجماعة أن من أهم أسباب قرار استئناف عملياتها العسكرية، "الاعتداءات المتكررة على الأبرياء والعزل من أهلنا، في عدة مناسبات جنوب البلاد وغربها"، مشيرة إلى أنهم "ارتكبت بحقهم ابشع المجازر،على أيدي زبانية النظام العنصري الحاقد، بتواطإ من القوى الاستعمارية، وصمت مطبق من المنظمات الحقوقية، التي اعتادت النياحة على الجلادين، والمتاجرة بآلام الضحايا المستضعفين". وأوضحت الحركة أن من بين تلك الأسباب "فشل جميع المبادرات التفاوضبة التي قدمها المفاوضون، وعلى رأسهم وفد أنصار الدين، والتي حاولنا من خلالها ايجاد حل سلمي للأزمة السياسية والانسانية التي تعيشها المنطقة"، مؤكدة أن تلك المبادرات "قوبلت باستخفاف تام من طرف قادة النظام في بماكو، بضغط من سادتهم في باريس"، وأضافت أن ذلك تم "برغم انفتاحنا على جميع الاقتراحات، التي طرحها الوسطاء المعنيون بالملف، مادامت لا تعارض الثوابت الاساسية، التي عليها قام كفاحنا ونضالنا، وعلى رأسها مطلب تطبيق الشريعة الاسلامية".

وفي سياق ذي صلة، افادت تقارير اعلامية من مالي، أن الطائرات الفرنسية قصفت ليلة أول أمس مدينة تمبكتو، وذلك للمرة الأولى منذ عشرة أيام على العملية العسكرية الفرنسية رفقة الجيش المالي ضد الجماعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال البلاد منذ أكثر من تسعة أشهر. 

ونقل موقع صحراء ميديا الموريتاني أمس، حسب ما أفاد به شهود عيان في مالي، بأن الطائرات الفرنسية قامت في الساعات الأولى من مساء أول أمس السبت في حدود الثامنة ليلا، بقصف مرافق تعرف في المدينة بمنازل القذافي، تقع في حي صان فيل، جنوب غربي تمبكتو. 

وقد أعقب القصف انقطاع التيار الكهرباء عن جميع أنحاء المدينة، قبل أن تبدأ المضادات الجوية لجماعة أنصار الدين في استهداف الطائرة؛ فيما فر عدد من السكان إلى خارج المدينة ولجأوا إلى الكثبان الرملية القريبة منها. 

وعادت الطائرات الفرنسية إلى قصف المدينة التاريخية مرة ثانية في الساعات الأولى من فجر امس (الواحدة والنصف)، حيث استهدفت هذه المرة سيارة تحمل كمية من الأسلحة والمتفجرات تابعة لأنصار الدين، كانت متوقفة عند البوابة الغربية للمدينة. 

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الأحد، إن فرنسا لا تنوي البقاء إلى الأبد في مالي، وإنه سيتم نشر 5500 جندي إفريقي في هذا البلد. وقال فابيوس في مقابلة مع ثلاث مؤسسات إعلامية هي "أوروبا واحد" و"إي تيلي" و"لو باريزيان"، حول التدخل العسكري الفرنسي في مالي، "نحن لا نووي البقاء إلى الأبد في مالي". وأضاف أن "فرنسا ستكون في الصف الأمامي إلى حين تدخل البعثة الدولية لدعم مالي (ميسما) خلال بضعة أسابيع". وأشار إلى أن الهدف هو أن يكون هناك 5500 جندي إفريقي على الأرض في مالي، مؤكداً أن هذا العدد أكبر مما كان مقرراً سابقاً "لأن التشاديين انخرطوا". وتابع الوزير الفرنسي "هناك أصلاً جنود على الأرض وآخرون سيكونون خلال الأسابيع المقبلة"، لافتاً إلى أن أوروبا قررت "بشكل طارئ" تشكيل بعثة لتدريب الجيش المالي. وردا على سؤال حول ليبيا، قال فابيوس "أعتقد أن التدخل في ليبيا كان مبرراً لأن (الزعيم الليبي الراحل معمر ) القذافي كان ديكتاتوراً ولأنه كانت هناك انتفاضة وكان علينا مساندتها، ولكن بعد ذلك كان يجب الاهتمام بمسألة انتشار السلاح. فالعديد من الأسلحة انتقلت إلى مكان آخر ولا سيما في مالي. هذا خطأ فادح". 

الياس. ح

من نفس القسم الوطن