الوطن

قتيل و6 جرحى في هجوم على منشأة نفطية بعين أمناس

"جماعة الملثمين" التابعة للقاعدة تحتجز رهائن أجانب وتهدد بنسفها

 

 

قتلت رعية أجنبية وأصيب ستة أشخاص آخرين بجروح منهم دركيان وأربعة عمال أجانب، إثر هجوم مسلح نفذته جماعات مسلحة تنتمي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، صباح أمس استهدف قاعدة حياة لمنشأة نفطية لتمييع الغاز بعين أمناس بولاية إليزي بجنوب شرق الجزائر، حيث أعلنت سيطرتها على المصنع وقاعدة الحياة تابعة له وهي تهدد حاليا بنسفه، كما أعلنت عن احتجازها عددا من العمال الأجانب، تضاربت الأنباء بخصوص عددهم وجنسياتهم. 

كشفت حصيلة رسمية لوزارة الداخلية أمس، أن الاعتداء الإرهابي الذي أفضى الى سيطرة مجموعات مسلحة على قاعدة نفطية تابعة لسوناطراك بمنطقة "تيغونتورين" التي تبعد بحوالي 40 كلم عن مدينة عين أمناس، واحتجاز رهائن أجانب وجزائريين، حيث وقع الهجوم في حدود الرابعة والنصف صباحا، ووقع اشتباك بين الإرهابيين وعناصر الدرك، قد أسفر عن مقتل شخص أجنبي وجرح ستة آخرين (دركيان وعمال، منهم اثنان من جنسية أجنبية، حيث نقلوا على جناح السرعة إلى مستشفى مدينة عين أمناس. وأضاف بيان وزارة الداخلية ان "الاعتداء استهدف أولا حافلة عند خروجها من هذه القاعدة وهي تقل اجانب نحو مطار عين أمناس". وأشار البيان الى ان رعية اجنبية لقت مصرعها خلال هذا الاعتداء الذي تصدت له الوحدات المرافقة للحافلة.

 ويرجح أن تكون عناصر "أبي زيد" هي التي كانت من وراء اختطاف والي إليزي ونقله الى التراب الليبي منذ نحو عام، ووردت معلومات بأن السلطات العسكرية الجزائرية دخلت في مفاوضات لتحرير الرهائن.

وقال مصادر لـ "الرائد" نقلا عن شاهد عيان بمنطقة "تيغونتورين" التي تبعد بحوالي 40 كلم عن مدينة عين أمناس، إن عشر سيارات رباعية الدفع من نوع "ستايشن" محملة بمجموعات مسلحة، هجمت على مصنع تمييع الغاز التابع لمجمع سوناطراك، وقاعدة حياة بالقرب منه، وقد انتشرت المجموعات المسلحة بشكل سريع في كامل أرجاء المصنع، وقام الإرهابيون، فور سيطرتهم على المنشأة النفطية لتمييع الغاز التي تعمل بالشراكة بين الجزائر وشركة "بي بي" البريطانية، و"ستيت أويل" النرويجية، وشركة يابانية تعمل هناك، باحتجاز مجموعة من العمال الغربيين ومن جنسيات أخرى منهم يابانيون، وهددت المجموعات المسلحة بنسف المصنع بمن فيه. وقالت مصادر "الرائد" نقلا عن بعض الأوساط في المنطقة، بأن العناصر المنفذة للعملية يرجح أنها تابعة لمحمد‮ ‬غدير المدعو عبد الحميد "أبو زيد" أمير كتيبة طارق بن زياد التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي الجماعة التي كانت وراء اختطاف والي اليزي في 16 جانفي من العام 2012 المنصرم، حيث اقتادته الى الحدود مع ليبيا ثم توغلت به الى داخل التراب الليبي، ثم اطلق سراحه بعد ذلك.

وتداولت أوساط أخرى، بأن الجماعات المسلحة التي سيطرت على المصنع وتحتجز عمالا أجانب حتى اللحظة، تطالب بالإفراج الفوري عن عدد من عناصرها لا زالوا معتقلين لدى السلطات الجزائرية، كما أوردت بعض التقارير التي لم يتسن التأكد من صحتها بعد، بأن مفاوضات باشرتها السلطات العسكرية الجزائرية مع المسلحين لا تزال جارية حتى الآن. بالمقابل، تضاربت الأنباء بشأن عدد وجنسيات الرهائن المحتجزين لدى الجماعات المسيطرة على المصنع، اضافة الى منفذيها، حيث وردت تصريحات من طرف الشركات البترولية المعنية التي أكدت أن المحتجزين هم يابانيون وفيهم أوروبي واحد. 

 "جماعة الملثمين" تؤكد أنها تحتجز 41 رهينة غربية في الجزائر

من جانب آخر، سارعت جماعة مسلحة تنتمي للقاعدة تطلق على نفسها "جماعة الملثمين"، للإعلان بأن عناصر تابعة لها تمكنت من احتجاز 41 رهينة غربية في الجزائر، وجاء في بيان نشر بموقع وكالة نواكشوط للأنباء الموريتانية أمس، أن كتيبة "الملثمين" بقيادة مختار بلمختار، تمكنت من احتجاز 41 رهينة غربية من 9 إلى 10 جنسيات مختلفة، بينهم 7 رهائن أمريكيين.

 

وقال متحدث باسم الحركة لوكالة نواكشوط للأنباء إن "كتيبة الموقعون بالدماء" التي نفذت العملية صباح امس الأربعاء، تمكنت من إحكام السيطرة على مجمع تابع لمنشأة نفطية بمنطقة عين أمناس الجزائرية، يضم سكنا مخصصا للأجانب. وأضاف المتحدث أن "العملية تأتي ردا على التدخل السافر للجزائر وفتح أجوائها أمام الطيران الفرنسي لقصف مناطق شمال مالي". واعتبر المتحدث أن "مشاركة الجزائر في الحرب إلى جانب فرنسا، خيانة لدماء الشهداء الجزائريين الذين سقطوا في محاربة الاستعمار الفرنسي"، على حد تعبيره. وأكد المتحدث باسم "جماعة الملثمين" أن "العملية جرى التحضير لها منذ وقت، نظرا للتأكد من مشاركة الجزائر في الحرب"، واصفا رفضها السابق للحرب بأنه "مجرد تشدق"، وفق قوله، وقد اطلق على العملية اسم "غزوة عبد الرحيم الموريتاني"، وهو موريتاني يدعى الطيب ولد سيدي عالي توفي قبل بدء الأحداث الحالية خلال حادث سير.

 

ميدانيا، بدأت القوات البرية الفرنسية في الانتشار في منطقة شمال مالي، ومن المقرر أن يصل تعدادها إلى 2500 جندي، ووسط هذا أقر أمس وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان بصعوبة التدخل العسكري بمالي، متوقعا أن تدوم حملة بلاده ضد الجماعات الاسلامية وقتا طويلا، وهو عكس ما جاء في تصريحات الرئيس الفرنسي الذي قدر فترة التدخل العسكري على مالي بعدد قليل من الاسابيع.

وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس إن الحملة العسكرية لبلاده على مالي ستكون طويلة، وإن القوات البرية الفرنسية بدأت الانتشار في شمال البلاد، مضيفا خلال تصريح له لإذاعة (إر.تيه.إل) أن القوات الفرنسية المنتشرة في مالي تتقدم نحو شمال البلاد، مُقرًا في الوقت ذاته بأن التدخل العسكري شديد الصعوبة، وأضاف الوزير «حتى الآن نشرنا بعض القوات البرية في باماكو أولًا لضمان أمن مواطنينا والمواطنين الأوروبيين ومدينة باماكو، مضيفا أن القوات الفرنسية تتقدم نحو الشمال.

واعتبر الوزير الفرنسي أن التدخل الفرنسي ضد الحركات الإسلامية المسلحة يسير بشكل جيد في القطاع الشرقي من منطقة النزاع، إلا أن الوضع صعب نوعًا ما في الغرب، حيث تتواجد المجموعات الأكثر قوة وتعصبًا وتنظيمًا وتصميمًا وتسلحًا، مضيفا أن الأمور هناك جارية لكنها صعبة، وقال الوزير إن فرنسا كانت مند البداية تدرك جيدًا أنها عملية شديدة الصعوبة، قائلا إن الأمر يتعلق بـ 1200 و1300 من الإرهابيين في المنطقة وقد تنضم إليهم تعزيزات لاحقًا، وهوسبب قصف القوات الفرنسية لقواعدهم الخلفية، خصوصا غاو. واعتبر وزير الدفاع الفرنسي أن فرنسا في وضع إيجابي تمامًا مقارنة بالأسبوع الماضي، لكن المعركة متواصلة وستكون طويلة، والهدف منها هو أن تستعيد مالي سيادتها على كامل أراضيه.

وردًا على سؤال إذاعة «أوروبا 1»، قال قائد أركان الجيوش الفرنسية، الأميرال إدوار جيوه، إن القوات الفرنسية تواجه نزاعًا من نوع حرب العصابات، وهي معتادة على هذا النوع من القتال، مضيفا بأنه تم تدمير نوعين من الأهداف، أهداف ثابتة، أي معسكرات تدريب ومستودعات لوجيستية، ومراكز قيادة مثلًا في دونتزا وجاو، مضيفا أن المجموعات الإرهابية استحوذت على مدرعات من الجيش المالي، لكن فرنسا دمرت بعضها الليلة الماضية.

مصطفى. ح/ نسيمة. و


 

من نفس القسم الوطن