الوطن

لا شاهد على حرب فرنسا على مالي صورة وصوتا

التغطية الإعلامية لمختلف وسائل الإعلام تعتمد على ما ينقله المسؤولون الفرنسيون

 

 

تعد الحرب على مالي أول حرب بالعالم تفتقد لنقل صور الغارات الجوية التي تنفذها فرنسا مند نهاية الأسبوع ومختلف ما يجري بها من مستجدات أمنية بالمنطقة، وهذا في زمن التطور والتقدم التكنولوجي، فمنذ بدء فرنسا لعملياتها العسكرية على مالي والتي بدأتها من منطقة كونا وسط مالي لتستمر فيها إلى عدة مناطق من شمال مالي أين تتواجد معاقل الجماعات الاسلامية لحركة التوحيد والجهاد، لم ترد إلى العالم بأسره مشاهد حية عن هذه الحرب التي دخلت فيها فرنسا والعالم منقسم بين مؤيد ومعارض لها.

وبعد مرور خمسة أيام من بدء فرنسا لغاراتها الجوية التي أكد وزير خارجيتها لوران فابيوس بأن الجزائر سمحت لبلده بتحليق طائرات حربية على مجالها الجوي بالجنوب، لم تنقل إلى العالم بأسره صور حية عن ما يحدث بمالي، واكتفت مختلف وسائل الإعلام سواء المكتوبة أو السمعية البصرية بصور أو مقتطفات من الأرشيف تمحورت في غالبيتها على مجرد صور لطائرات حربية، ليبقى لحد الآن التدخل العسكري بمالي بعيدا عن أنظار العالم بأسره، ويبدو أن القنوات السمعية البصرية ووسائل الإعلام الدولية لم تول هذه الحرب قدرها من الأهمية والتي توجهت لأزمات دولية أخرى، ولم تسلط الأضواء بما فيه الكفاية على حرب أطلقتها فرنسا على مالي في وقت لم يتم فيه بعد استنفاد الحلول السلمية القائمة على الحوار والتشاور.

ووسط كل هذا، تبقى التغطية الإعلامية لمختلف وسائل الإعلام تعتمد على ما توجهه فرنسا انطلاقا من تصريحات مسؤوليها، ويبدو أن فرنسا تسعى لقيادة حرب إعلامية منفردة، وهو ما يطرح تساؤلات، فكيف لم ترفق هذه الأخيرة ترسانتها العسكرية والبشرية بوسائل تنقل من خلالها تفاصيل العمليات التي تقودها في مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة والتوثيق بالصورة والصوت لما اعتبرته تقدما لقواتها بإلحاق خسائر فادحة في صفوف الجماعات الاسلامية المسلحة، وكذا معاقلها المتواجدة خاصة بمنطقة شمال مالي، ومن يثبت الحصيلة التي أعلنتها لحد الآن سواء فيما يتعلق بحجم الخسائر في صفوفها التي حصرتها بمقتل طيار، أو في حجم القتلى بالجماعات الاسلامية المسلحة.

ويبدو أن تغييب فرنسا لتغطية إعلامية لما تقوم به من تدخل عسكري بمالي يجعل منها ترغب في خوض حرب إعلامية لصالحها، خاصة وأنها دخلتها منفردة ومتبوعة بدعم لوجيستي من قبل أمريكا وبريطانيا، تسعى من خلالها إلى توجيه الرأي العام الدولي حول هذه الحرب التي تصورها كحرب على الإرهاب في منطقة الساحل.

وستعمل فرنسا على استغلال التعتيم الاعلامي الذي يرافق تواجدها بمالي لصالحها وتسعى لربح الوقت من أجل تسويق صور إعلامية مستقبلية ستصنعها كما تريد وفقا للمخابرات الفرنسية التي ستعمل على تأكيد شرعية الحرب على مالي لمكافحة الارهاب.

نسيمة ورقلي


 

من نفس القسم الوطن