الوطن

التوحيد والجهاد تهدد بضرب فرنسا في الصميم

الداخلية الفرنسية ترفع من تأهبها الأمني بالمطارات والمباني العمومية

 

 

هدد أمس جهاديون ينتمون لحركة التوحيد والجهاد بضرب فرنسا في الصميم، بعد تعرض مواقعهم لغارات جوية فرنسية بدأتها مند يوم الجمعة الفارط، وهو الأمر الذي يبدو أن فرنسا تعي حجم خطورته، حيث صرح أمس وزير الداخلية الفرنسي إيمانويل فالس بأن العمليات، التي تقودها فرنسا بمالي يمكن أن تدفع بأفراد أو جماعات لتنفيذ عمليات إرهابية، سواء على التراب الفرنسي أو خارجه، وهو ما جعل بلاده تتأهب بتدعيم مخططها الأمني مند أمسية السبت الماضي.

وزجت فرنسا بنفسها ودول منطقة الساحل في حرب يبدو أنها لن تكون قصيرة، بالرغم من تأكيد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي صرح بأن الجزائر سمحت بتحليق الطائرات الفرنسية، وقال إن العمليات العسكرية الفرنسية بمالي ستستغرق مجرد أسابيع فقط، إلا أن حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا قد أكدت أنها ستقود حربا طويلة مع فرنسا، حيث اعتبرت الحركة أنها استطاعت استدراج الدول الإفريقية وفرنسا إلى حرب لن تتوقف بعد اليوم. وفي هذا السياق قالت حركة التوحيد والجهاد والمسيطرة على منطقة غاو بشمال مالي أنها ستقوم بإغلاق المعابر الحدودية مع بوركينافاسو والنيجر من خلال عملية لزرع الألغام، وكانت كل من النيجر وبوركينافاسو قد أعلنت عن نيتها إرسال قوات إلى مالي، من أجل مساندة الجيش الحكومي في مواجهته للجماعات الإسلامية المسلحة، عن طريق إرسال 500 جندي.

وجاء في البيان الموقع باسم أبو الوليد الصحراوي أمير التوحيد والجهاد يقول فيه، إن جماعته قررت بعد التطورات الأخيرة في مالي غلق المعابر مع بوركينافاسو والنيجر والبدء بعملية زرع الألغام، معلنا عن بدء إرسال التعزيزات العسكرية لمواجهة جيوش من أسماهم الكفار، وكانت الطائرات الفرنسية قد قصفت بالأمس مراكز تدريب ومخازن أسلحة بغاو، كانت تابعة لجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.

وقال أحد مسؤولي حركة التوحيد والجهاد ابو دردار في تصريح أمس لوكالة فرانس برس إن فرنسا ستتعرض لصربة في الصميم لأنها هاجمت الاسلام، وردّ على سؤال حول المكان الذي يقصده بضرب فرنسا أن ذلك في كل مكان سواء في باماكو أو في افريقيا أوفي اوروبا، وهذا ما سيجعل الدول كلها عرضة لتهديدات إرهابية تستهدف الفرنسيين. وتطرق مسؤول حركة التوحيد إلى مصير الرهائن الفرنسيين الثمانية المحتجزين في منطقة الساحل، والذي قال إن الحركة ستصدر بيانا حولهم، ولم يعط المسؤول في الحركة حصيلة عن الخسائر التي ألحقتها فرنسا بصفوفهم رافضا التصريح في هذا المجال.

ومن جهته صرح وزير الداخلية الفرنسي إيمانويل فالس لصحيفة فرنسية أمس يقول، إن تقليل التهديدات الأمنية لا يمكن أن يكون من خلال التغاضي عن الإرهابيين، مضيفا أن التهديدات الإرهابية في الساحل للجماعات الإرهابية تم الكشف عنها مند شهور خلت، مؤكدا أن مخططا أمني تم تدعيمه بدوريات أمنية على التراب الفرنسي، للحيلولة دون تنفيذ عمليات إرهابية من خلال هذه الجماعات، وهي الدوريات التي تتم داخل وسائل النقل، الأماكن العمومية، مراقبة وتفتيش بمداخل المباني العمومية وكذا بالمطارات.

وفي ظل هذه الأوضاع عقد أمس مجلس الأمن للأمم المتحدة جلسة طارئة لمناقشة الاوضاع في مالي بناء على طلب من فرنسا، وقال المتحدث باسم البعثة الفرنسية لدى الامم المتحدة بريوك بون، بأن الجلسة خطوة من فرنسا لإبلاغ مجلس الامن وتبادل وجهات النظر بين اعضاء المجلس ومع الامانة العامة للأمم المتحدة، وأشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي بعد رسالة وجهتها فرنسا مساء الجمعة الماضي، وابلغت فيها مجلس الامن بتدخلها في مالي بناء على طلب باماكو، واوضحت انها ستواصل اطلاع مجلس الامن على الأمر.

نسيمة ورقلي


 

من نفس القسم الوطن