الوطن
فرنسا تصر على مواصلة عملياتها العسكرية بمالي
الوزير الأول المالي يحل بالجزائر لتباحث أزمة بلاده
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 جانفي 2013
أكدت فرنسا على لسان رئيسها فرنسوا هولاند أن قواتها قد ألحقت خسائر فادحة في صفوف الجماعات المسلحة في شمال مالي، مؤكدا أنها ستواصل عملياتها العسكرية في الأيام المقبلة، فيما التحقت بريطانيا بقائمة الدول المؤيدة للتدخل العسكري بمالي، حيث أكدت أنها ستزود فرنسا بمساعدة عسكرية لوجستية، في حين وجه رئيس الوزراء السابق في عهد شيراك دومينيك دوفيليبان انتقادات في أحد تدخلاته لزج فرنسا بالحرب قائلا "لا للحرب، فرنسا ليس هكذا".
وفي ظل المستجدات الأمنية بمالي، حل أمس بالجزائر الوزير الأول المالي ديانغو سيسيكو في زيارة عمل تدوم يومين، وكان في استقباله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهذا من أجل تبادل معمق لوجهات النظر حول الوضع في شمال مالي، خاصة مع المستجدات الجديدة التي عرفتها المنطقة ببدء عمليات عسكرية تقودها فرنسا بدعم من أمريكا وبريطانيا.
وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي جر بلاده إلى حرب بمنطقة الساحل خلال الاجتماع الطارئ الذي عقده في قصر الإليزيه لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في مالي، أن العمليات العسكرية الفرنسية المساندة لحكومة مالي في مواجهتها للمتشددين الإسلاميين القادمين من شمال البلاد، ستستمر في الأيام المقبلة، موجها للحكومة تعليمات بتعزيز الإجراءات الأمنية على الأراضي الفرنسية، كما قال هولاند خلال مؤتمر صحفي مساء أول أمس إن قوات بلاده أوقفت الجماعات المسلحة لكن مهمتها لم تنته بعد، مشيرا إلى مواصلة العمليات العسكرية في مالي للإعداد لتدخل بقيادة إفريقية من أجل الإطاحة بهذه الجماعات. ووجهت فرنسا تعليمات لقواتها تطالبها بأن تقتصر مهامها على دعم عملية عسكرية تقودها فرنسا فقط، وراح هولاند يبرر التدخل العسكري بمالي بقوله إن فرنسا لا هدف لها سوى مكافحة الارهاب، ولا تحافظ على اي مصلحة خاصة غير الحفاظ على بلد صديق. ولقي هولاند انتقادات من رئيس الوزراء السابق في عهد شيراك دومينيك دوفيليبان والذي وصف التدخل العسكري بالمتسرع والانفرادي، قائلا إن الحروب ليس من شأنها دعم المسار الديمقراطي لأي بلد.
بريطانيا تستعد للدعم اللوجستي لفرنسا
ومن جهتها تبعت بريطانيا نهج الولايات المتحدة الأمريكية وقالت إنها ستزود فرنسا بمساعدة عسكرية لوجستية خلال تدخلها في شمال مالي، حيث قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن بريطانيا قررت تقديم مساهمة عسكرية لوجستية للمساعدة في نقل جنود أجانب ومعدات إلى مالي بسرعة، لكن دون نشر أي طاقم بريطاني في أوضاع قتالية. وأوضحت دوائر رئاسة الوزراء البريطانية في وقت لاحق أن طائرتين بريطانيتين للنقل العسكري سترسلان إلى مالي، ونقلت تقارير إعلامية تفاصيل اتصال هاتفي دار بين هولاند وكاميرون اعتبر فيه الجانبان أن بعثة حفظ السلام من بلدان غرب افريقيا يجب أن تساندها بقوة بلدان المنطقة، وأن تنشر بأسرع وقت ممكن، كما تطرق كاميرون وهولاند إلى ضرورة العمل مع حكومة مالي والجيران في المنطقة ومع شركائها الدوليين، لتفادي نشوء معقل إرهابي جديد على مشارف أوروبا.
11 قتيلا و60 جريحا منذ انطلاق العملية العسكرية
وفي حصيلة جديدة للمعارك سجل الجيش المالي سقوط 11 قتيلا وحوالي 60 جريحا في صفوفه، من ضمنهم ضابط فرنسي، وقال الرئيس المالي ديونكوندا تراوري عبر التلفزيون الحكومي "وكان الجيش المالي قد أعلن في وقت سابق أنه استعاد السيطرة على مدينة كونا بدعم عسكري فرنسي، وأن المعارك أسفرت عن مقتل حوالي مائة شخص من المقاتلين الإسلاميين". ومن جهة أخرى وصلت مجموعة من الجنود الفرنسيين والنيجيريين إلى باماكو في إطار التعزيزات العسكرية الرامية إلى دعم جيش مالي في قتاله ضد المتمردين الذين يسيطرون على شمال البلد. وقال مسؤول في الجيش المالي أمس الأحد إن جنودا فرنسيين وصلوا من كوت ديفوار وتشاد وينتظر وصول جنود فرنسيين آخرين من دون أن يحدد موعد وصولهم، ولم يحدد المسؤول المالي حجم التعزيزات الفرنسية التي وصلت، كما رفض توضيح طبيعة المهام التي ستتولاها أو الأماكن التي ستنتشر فيها. كما وصلت طائرة عسكرية نيجيرية إلى باماكو تحمل جنودا نيجيريين لينضموا للقوات الإقليمية في طرد المتمردين من شمال مالي.
منظمة هيومن رايتس ووتش تتحدث عن سقوط مدنيين في مالي
ومن ناحية أخرى أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية نقلا عن سكان محليين أن مدنيين قتلوا في المعارك التي دارت في بلدة كونا وسط مالي، والتي يتواجه فيها الجيش المالي الذي يسانده جنود فرنسيون مع مجموعات إسلامية، وقالت المسؤولة في المنظمة كورين دوفكا إن سكانا من كونا أخبروها أن عشرة مدنيين قتلوا خلال المعارك، بينهم ثلاثة أطفال غرقوا أثناء محاولتهم اجتياز نهر النيجر بحثا عن الأمان. وأضافت أن أطفالا آخرين جندتهم المجموعات الإسلامية، جرحوا، وبعض هؤلاء قتلوا بلا شك خلال المعارك.
نسيمة ورقلي