الوطن
النهضة تدعو السلطات لعدم الانخراط في حرب أشعلتها فرنسا
قالت إن هولاند وجه ضربة قاضية للاتفاقيات التي أبرمها مع الجزائر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 جانفي 2013
دعت حركة النهضة أمس السلطات الجزائرية إلى عدم الانخراط في مستنقع الحرب، التي أشعلتها فرنسا في الساحل الإفريقي، معتبرة أن الحرب على شمال مالي قد نسف كل جهود الدولة الجزائرية في العمق الافريقي، وأنها ضربة قاضية للاتفاقيات التي ابرمتها الجزائر مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مؤخرا خلال زيارته إلى الجزائر.
وحذرت النهضة السلطات من فتح القواعد الجزائرية للقوات الاجنبية او القيام بأي دعم لوجستكي يضر بالجزائر، حيث جاء في بيان لها تلقت "الرائد" نسخة منه، أن الحركة تدين التدخل الفرنسي في مالي وتحمل فرنسا مسؤولية تدهور الأوضاع في منطقة الساحل، وتعتبر تسرعها في اعتماد الخيار العسكري على حساب الحلول السياسية تهديدا صارخا لأمن الجزائر والمنطقة، وأضافت حركة النهضة أن إشعال نار الحرب على حدود الجزائر الجنوبية من قبل القوات الفرنسية، جاء عقب زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر وتوقيع حزمة من الاتفاقيات معها، وهو ما يعني أن ملف استقرار الجزائر وأمنها الإستراتيجي لم يؤخذ بعين الاعتبار من قبل فرنسا في إبرام الاتفاقيات، ولم تجعل من الجزائر سوى سوقا لتسويق منتجاتها وخردواتها.
واعتبرت حركة النهضة أن فرض الحرب على الحدود الجزائرية يعد ضربة لجهود الدولة الجزائرية وسياستها الخارجية في دعم أواصر الصداقة بين الدول الإفريقية، لا سيما منطقة الساحل الصحراوي بما تملكه من عمق استراتيجي، وبهذا الخصوص حملت النهضة الدبلوماسية الجزائرية مسؤولية فشلها في تغليب الحلول الدبلوماسية، كما دعت السلطات الجزائرية لعدم الانجرار والانخراط في مستنقع الحرب التي أشعلتها فرنسا في الساحل الإفريقي، وأن تقف موقفا مشرفا يعبر عن أصالة الشعب الجزائري ومبادئه الرافضة لأي تدخل خارجي، كما دعت إلى دعم خيار وحدة الشعب المالي وتقرير مصيره وحده، وألا يتم تقديم أية تسهيلات أو فتح قواعد للقوات الأجنبية أو أي دعم لوجستي مما يجعلها منخرطة بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الحرب حفاظا على استقرار المنطقة وأمن الجزائر.
كما دعت النهضة البلدان العربية وخاصة دول شمال إفريقيا كونها المعني بالأزمة المالية والمتأثرة بها بشكل مباشر أن تكثف جهودها وتوظف ما لديها من علاقات دبلوماسية، لتغليب الخيار السياسي وإبعاد شبح الحرب لما لها من أثار وخيمة على المنطقة.
نسيمة ورقلي