الوطن

وفد من حركة البناء الوطني الجزائرية يزور غزة

للاطلاع على ماخلفه العدو الإسرائلي من دمار والتضامن مع الفلسطينيين

 

 

قام وفد من حركة البناء الإسلامي بزيارة إلى غزة، وذلك من 3 إلى 7 جانفي الجاري في إطار القافلة رقم 2، بقيادة الشيخ مصطفى بلمهدي، رئيس الحركة، وبوجود 30 شخصية يتقدمهم الشيخ أحمد حمدوش ورجال أعمال، ونواب سابقون، من بينهم العيد محجوبي، رابح حميدي، عبد الحميد بن سالم، جار الله بشير، كمال بن خلوف ومحمد مخانق... 

 

تهدف هذه الزيارة بحسب ما صرح به العيد محجوبي، إلى تهنئة حركة حماس بالانتصار في الغزو الأخير على غزة، وإعطاء الدعم المعنوي للشعب الفلسطيني، من خلال عملية التواصل ومواساة أسر الشهداء والجرحى، ومعاينة بعض المشاريع ذات الطابع التضامني التي أنجزتها الحركة في غزة. 

وكان في استقبال أعضاء الوفد، الذين كانوا يحملون الرايات الجزائرية في معبر رفح المصري، ممثل حركة حماس، سامي المصري، وعند دخوله الأراضي الفلسطينية كان في استقباله في القاعة الشرفية عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، النائب أحمد حلبي، الذي نوه في كلمته بجهاد الشعب الجزائري من أجل التحرر من الاستعمار الفرنسي، وأشاد بالجهود التي تبذلها حركات إسلامية وجمعيات المجتمع المدني الجزائري، ومن بينها حركة البناء الوطني، في مساندة المقاومة في غزة. ومن جهته أبرز رئيس الوفد الجزائري مصطفى بلمهدي، بأن هذه الزيارة جاءت بنية شد الرحال إلى المسجد الأقصى، وغزة هي البديل حاليا عنه نظرا لتعذر الوصول إلى القدس كونها محتلة من العدو الإسرائيلي، وتمنى بلمهدي أن يتم تحرير فلسطين في أقرب وقت.

وبعد أن أدى أعضاء الوفد صلاة الجمعة، وراء إمام من خان يونس- كان يدرس في الجزائر- بالمسجد العمري، وهو أقدم المساجد بمدينة غزة والذي يعود تاريخه إلى عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه - زاروا مشروع مقر الوقف الإسلامي للقدس التي يتم بناءه في منطقة بشمال غزة، وتساهم حركة البناء الوطني ماليا في انجازه. وهذا الوقف له طابع اقتصادي تعود فوائده للقدس، ويتضمن فندق وقاعة حفلات، ومسجد ومتحف القدس. وبعدها كانت للوفد الجزائري وقفة تأملية ببيت الشيخ المرحوم أحمد ياسين بالحي الشعبي "الصبر" بغزة، وهو البيت الذي تحول إلى متحف يحتوي صورا عن أهم نشاطات مؤسس حركة حماس مع شخصيات محلية ودولية، ومقتنيات وأشياء كان يستعملها، مثل كرسيه المتحرك وسريره ومكتبه وبعض أدواته. وغير بعيد عن المكان، زار الوفد بيت الرئيس السابق لكتائب القسام الشهيد أحمد سعيد الجعبري، الذي اغتالته إسرائيل منذ ما يقارب شهرين بعد أن استهدف صاروخ طائرة ف 16 سيارته في مدينة غزة، وكان حديث المقاومة مع ابن الشهيد محمد الذي لم يتجاوزسنه 16 عاما وأخيه، وتضم عائلة الجعبري أربعة شهداء. ثم انتقل الوفد إلى منطقة البريج، واطلع على مشروع حفر بئر للماء، الذي ساهمت حركة البناء الوطني في تمويله والذي سمي ببئر "شهداء الجزائر"، ويقع في أرض فلاحية لا تبعد عن الحدود مع إسرائيل سوى بعض الأمتار. وكان لوفد حركة البناء الوطني لقاء مع بعض الأسرى المحررين العام الماضي في إطار صفقة "الوفاء"، إثر اطلاق سراح الجندي الاسرائلي شاليط، وضمت اللقاءات التي تمت في مقر جمعية الشهيد الجعبري أعضاء من رابطة الأسرى المحررين، التي تساهم حركة البناء في دعمها ماليا. كما تم زيارة بعض مواقع المقاومة، حيث يرابط شباب من كتائب القسام، في الأماكن التي تقابل الحدود التي يحتلها العدو الإسرائيلي. 

وقام وفد الحركة في اليوم الموالي، بزيارة الجامعة الإسلامية بغزة، حيث استقبل من قبل رئيس الجامعة وهيئة التدريس بها، وذكر في كلمته مسؤول الجامعة ببطولات الشعب الجزائري وتضحياته، من أجل طرد المستعمر الفرنسي، وأشاد بجهود تضامنه ووقوفه إلى جنب الشعب الجزائري، منوها بما يبذله أعضاء حركة البناء الوطني في هذا الاتجاه معنويا وماديا، وسلم وسام تقدير واستحقاق لممثلها.

وزار الوفد وزارة الصحة حيث اطلع على أوضاع في هذا المجال بالقطاع. وبعدها تم استقبال أعضاء وفد حركة البناء الوطني من قبل رئيس الحكومة إسماعيل هنية، بمقر الحكومة بالحي الشعبي في المخيم الشرقي بغزة، وأقام على شرفهم مأدبة غذاء حضرها الطاقم الحكومي، وأكد هنية في كلمته على ضرورة تضافر جهود الأمة الإسلامية، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وتحرير فلسطين، كما نوه بمجهودات الشعب الجزائر الذي لم تنقطع مساندته ومآزراته للشعب الفلسطيني. 

وفي اليوم الأخير من الزيارة، تم الاطلاع على بعض المناطق المحررة سنة 2005، وهي عبارة عن مزارع تقع في منطقة خان يونس، حولها سكان غزة بدعم من الحكومة إلى حقول انتاج الحمضيات من برتقال وليمون وبعض أنواع الفاكهة الأخرى والخضر. وفي تقييمه لهذه الزيارة، يرى عبد الحميد بن سالم المسؤول التنفيذي للوفد أنها مكنت أعضاء الحركة من الاطلاع عن كثب عن الوضع في القطاع، وعبرت عن تضامنهم ووقوفهم الكاملين لمساندة وتأييد المقاومة في غزة، من أجل دحر مخططات الاسرائلية، وتحرير الأرض المحتلة. وللتذكير، فإن وفدا من الحركة كان قد زار غزة عام 2011 في إطار القافلة رقم 1. 

 

 من غزة: عبد الكريم تفرقنيت 

 

 

من نفس القسم الوطن