الوطن

شهر أسود ينتظر الجزائريين بسبب إضراب البريد

مشادات كلامية بين المضربين والمواطنين في العديد من الولايات

 

 

شهر أسود ينتظر العمال الجزائريين إذا لم يتراجع عمال مؤسسة بريد الجزائر عن الاضراب المفتوح الذي دخلوا فيه منذ أكثر من أسبوع، عمال سلك الأمن، الجيش الوطني، قطاع التربية الوطنية، والمتقاعدون، كل هؤلاء مهددون بعدم الحصول على أجورهم، فضلا عن تجارة بالملايير تعطلت في ظل تمسك عمال البريد بإضرابهم رغم الضمانات التي قدمتها الوزارة الوصية لهؤلاء المضربين للتكفل بمطالبهم وانشغالاتهم، الأمر الذي خلق أمس حالة من التوتر والغضب في أوساط المواطنين، الذين اصطفوا في طوابير بشرية لا تنتهي أمام مراكز البريد والموزعات الآلية للأوراق النقدية، أملا منهم في الحصول على أموالهم التي حرموا منها وجمدت بفعل الإضراب.

الوضع المتأزم لم يقف عند هذا الحد بل تطور إلى أكثر من ذلك في بعض ولايات الوطن، حيث شهدت العديد منها مشادات كلامية ومشاجرات بالأيدي بين العمال المضربين والمواطنين الذين اتهموا هؤلاء العمال بالتسبب في تعطيل أشغالهم وتجارتهم، فقد شهدت ولاية بومرداس مساء أول أمس اقتحام بعض المواطنين لمركز بريدي على مستوى بلدية قورصو للحصول على أموالهم التي حرموا منها بالقوة، الأمر الذي تطلب تدخل الأمن للسيطرة على الأوضاع والحيلولة دون حدوث خسائر مادية على مستوى المركز ذاته، المشهد لم يتغير على مستوى ولايات أخرى في الوطن، حيث شهدت الجزائر العاصمة على وجه الخصوص عبر مختلف مراكز البريد المنتشرة في إقليم الولاية مشادات كلامية واتهامات بين المواطنين والعمال المضربين، وصلت إلى حد الاشتباكات بالأيدي، ولولا تدخل مصالح الأمن لتطورت إلى أبعد من ذلك، بالنظر إلى حالة الغضب والتوتر الذي يعيشه المواطن يوميا بسبب هذا الإضراب الذي جوع العديد من الأسر واضطرها إلى الاقتراض من أجل تلبية حاجياتها اليومية، في الوقت الذي تبقى فيه الكثير من أجور العمال حبيسة مراكز البريد التي شلت من أجل تحقيق مطالب عمال لا يزالون متمسكين بخيار الإضراب والاعتصام إلى غاية تحقيق جميع مطالبهم والتي على رأسها استقالة أو إقالة مدير عام مؤسسة بريد الجزائر، الأمر الذي نفى إمكانية حدوثه وزير القطاع موسى بن حمادي، الأمر الذي يدعو للتساؤل عن ما ستسفر عنه الأيام القادمة، وهل سيتواصل هذا الاضراب ليهدد بثورة لعمال سلك الشرطة والجيش الوطني بالإضافة إلى عمال قطاع التربية والمتقاعدين على مستوى مراكز البريد باعتبار أن تاريخ تقاضيهم لأجورهم أصبح قريبا جدا والإضراب لا يزال متواصلا بسبب عجز الإدارة على تسوية الوضع.

سيرين. ع


 

من نفس القسم الوطن