الوطن
مرسي يجمع عباس ومشعل لتفعيل المصالحة
الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية أهم محاور القمة الثلاثية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 جانفي 2013
جمع الرئيس المصري محمد مرسي أمس، كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالقارة، في لقاء وصف بالهام، لإعطاء دفع لمسعى المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ولدرء الخلافات وتوحيد الصف الفلسطيني من جديد.
استقبل الرئيس محمد مرسى بعد ظهر أمس الأربعاء، نظيره الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بقصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة، في اطار عقد قمة ثلاثية لمناقشة استكمال المباحثات حول ملف المصالحة الفلسطينية، وملف تطوير منظمة التحرير الفلسطينية. وقد بحث مرسي مع عباس ومشعل أمس، إمكانية الانتقال إلى خطوات متقدمة نحو تحقيق مصالحة حقيقية بين كل الفصائل الفلسطينية أبرزها حركتا حماس وفتح، وهذا بعد عدة سجالات كان ابرزها الاختلاف حول الانتخابات والسلطة، والمعتقلين السياسيين لدى كلا الجانبين. وتحدثت تقارير إخبارية أن اللقاء الذي اشرف عليه الرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة، سيركز على كيفية اقناع الطرفين بإقرار خطوات عملية لتنفيذ بنود الاتفاق الموقع في القاهرة عام 2011، ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية والإعداد لانتخابات عامة. وقد ذهبت بعض الآراء في تحاليلها، إلى أن القمة الثلاثية ستخرج بتقدم نحو مصلحة حقيقية، حيث رأى مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي أن تشهد القمة المتوقعة تحقيق تقدم على صعيد المصالحة، نتيجة للضغط المصري الناتج عن السياسة التي وضعها الرئيس مرسي اتجاه القضية الفلسطينية، والمتمثلة في ثلاثة محاور هي: إقامة الدولة الفلسطينية، ودعم إعمار قطاع غزة وفك الحصار عنه، وإنجاز المصالحة. وأورد موقع "الجزيرة نت" تصريحا للدراوي قال فيه، "إن مصر قامت بجهد واضح في المحاور الثلاثة، حيث قدمت دعما مهما لجهود السلطة الفلسطينية التي كللت بالحصول على وضع دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة"، وذهب نفس المحلل السياسي إلى الحديث عن تلك الجهود المصرية في دعم قطاع غزة وفك الحصار عنه، وهو ما تجلى في الموقف المصري خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، فضلا عن الدور المصري المهم في تسهيل مرور المساعدات القطرية إلى القطاع، وكذلك تسهيل الزيارة التي قام بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى غزة مؤخرا. واعتبر الدراوي أن الظروف باتت مواتية كي تركز مصر على المحور الثالث في استراتيجيتها اتجاه القضية الفلسطينية، وهو الدفع باتجاه إنجاز المصالحة، خصوصا مع وجود حالة من الوفاق الشعبي الفلسطيني عقب العدوان الإسرائيلي الأخير وما شهده من إنجاز عسكري للمقاومة، تلاه انتصار سياسي للرئيس عباس في الأمم المتحدة. واستدل المحلل السياسي على ذلك بما شهدته الأيام الماضية من بوادر إيجابية، كان من بينها إقامة حماس أنشطة احتفالية في الضفة الغربية، قابلتها إقامة فتح لأنشطة مماثلة في قطاع غزة.
في انتظار تفعيل بنود المصالحة الوطنية الفلسطينية
وكان اللقاء الأخير الذي اختتم أعماله أواخر ديسمبر 2012 في العاصمة المصرية، قد أسفر عن اتفاق المصالحة يضم ستة بنود أساسية لتنفيذ الإطار القيادي الفلسطيني يجتمع بحضور عباس ومشعل، وجاءت هذه البنود بعد مباحثات مستفيضة جرت بمشاركة ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها منظمة "فتح" وحركة "حماس"، ووردت البنود وفق الترتيب في نص الاتفاق على الشكل التالي:
أولاً: تشكيل اللجنة المستقلة للإشراف على الانتخابات وعددها تسعة أعضاء برئاسة د. حنا ناصر.
ثانيًا: الانتهاء من ملف تشكيل الحكومة قبل نهاية شهر جانفي الجاري.
ثالثًا: إتمام الإفراج عن المعتقلين السياسيين قبل نهاية جانفي الجاري برعاية مصرية مباشرة.
رابعًا: تشكيل لجنة فصائلية لإنهاء قضايا الحريات العامة، بما فيها حرية السفر والتنقل وجوازات السفر، بحيث تفعل هذه اللجنة وتضع الآليات المناسبة والخطوات الإجرائية على الأرض.
خامسًا: ملف المنظمة تم إحالته إلى لقاء الإطار القيادي المؤقت.
سادسًا: تم الاتفاق على تفعيل لجنة المصالحة المجتمعية، واعتماد اللجنة التي شكلت عام 2009 وعليها حصر كافة الشهداء والجرحى والمتضررين ووضع آليات لمعالجة قضاياهم.
حماس تتطلع لمصالحة حقيقية مع فتح
هذا وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء أول أمس الثلاثاء، أن وفد الحركة برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الذي وصل إلى القاهرة، سيبحث مع الرئيس محمد مرسي ملف المصالحة الفلسطينية الذي ترعاه مصر. وأوضح الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حماس -في تصريح له اليوم - أن وفد حماس برئاسة مشعل سيطرح على الرئيس مرسي كل ما يتعلق بملف المصالحة بما في ذلك إجراءات السلطة، ومنها الاعتقالات المستمرة في الضفة لأنصار حماس وضرورة أن يتم تطبيقها رزمة واحدة دون انتقاء.
وأكد قيادي حماس أن المعلومات المتوفرة لدى حركته، تشير إلى أن الرئيس عباس يتجه لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال عقب انتخابات الكنيست بعد أسبوعين، حسب قوله. وأكد البردويل أن المصالحة الفلسطينية باتت ضرورة ملحة من أجل توحيد الصف وإيجاد برنامج وطني موحد مشترك، مشدداً على ضرورة سرعة إنجاز ملف تطوير منظمة التحرير لتكون مرجعاً للكل الفلسطيني.