الوطن

طائرات تحلق في شمال مالي و "أنصار الدين" تتصدى

فيما بدا أنها استباق لعمل عسكري ضد الجماعات المسلحة

 

 

اخترقت طائرات حربية مجهولة الهوية الأحد الماضي، أجواء شمال مالي، في سابقة تؤشر على بداية تدويل الأزمة التي تشهدها مالي منذ الربيع المنصرم. وبينما لا يزال الغموض يلف هذه القضية، رجحت جهات على علاقة بأزمة منطقة الساحل، أن تكون هذه الطائرات الحربية تابعة لدول غربية.

وذكرت مصادر أن سكان مدينة تومبوكتو، الواقعة شمال غرب مالي، سمعوا زوال الأحد، دوي طائرات حربية تحلق في أجواء المدينة تومبوكتو، الأمر الذي اضطر عناصر "جماعة انصار الدين"، التي تسيطر على تومبوكتو، للرد عليها باستعمال المدفعية المضادة للطائرات.

 

وليست هي المرة الأولى التي تحلق فيها طائرات مجهولة الهوية في شمال مالي، غير أن عودة هذا النوع من الطائرات للتحليق، بعد انقطاع دام ما يقارب الشهر، يدفع إلى الاعتقاد بقرب حدوث تطورات على الأرض، سيما وأنه يأتي بعد إقرار مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، لمبدأ التدخل العسكري في شمال مالي، الشهر المنصرم.

وأفادت المصادر أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع عال جدا، الأمر الذي جعلها في مأمن من رشاشات وقذائف "جماعة أنصار الدين". ورجحت المصادر أن تكون الطائرات الحربية التي حلقت في سماء تومبوكتو، قادمة من الجارة الشرقية، النيجر، حيث يتواجد عدد كبير من الخبراء الأوروبيين المتخصصين في مكافحة "الإرهاب"، والذين يمتلكون إمكانات عسكرية من ضمنها طائرات استطلاعية مجهزة بآليات متطورة تمكنها من التقاط مواقع الجماعات الإسلامية، لتوظيفها في أي تدخل عسكري محتمل في غضون الأشهر المقبلة.

وكان قائد عسكري مالي ينحدر من الشمال قد تعرض لمحاولة اغتيال بينما كان يعمل في قاعدة لتدريب الجنود الماليين، توجد غرب النيجر بالقرب من الحدود الشرقية لمالي، يشرف عليها خبراء عسكريون أوروبيون، غير أنه نجا من الاغتيال.

ويذهب متابعون للشؤون الأمنية في منطقة الساحل إلى القول إن الطائرة قد تكون مكلفة بعمليات استطلاع وتصوير مواقع الجماعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على مدينة تومبوكتو والمناطق المجاورة لها، التي تسيطر عليها جماعة أنصار الدين المتهمة بتطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وإقامة حدود شرعية على من يتورط، حسب اعتقادهم، في ارتكاب مخالفات شرعية، والإخلال بنظام الأخلاق العامة.

وفي سياق ذي صلة،  كشفت مراجع إعلام تونسية أن مسحا "طوبوغرافيا" للمناطق المستهدفة من تنظيم ما يعرف بالقاعدة بالمغرب الاسلامى بصدد الانجاز، وذلك بالاعتماد على صور أقمار صناعية حصلت عليها الجزائر مؤخرا ما سمح بالكشف عن ثلاثة مراكز تدريب للتنظيم بين ولايتي سوق أهراس وجندوبة التونسية.

وبينت المصادر أن تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامى حول جزءا من نشاطه الى الحدود البرية مع تونس وليبيا والجزائر، حيث دخلت دوريات مشتركة على الشريط الحدودى بين تونس والجزائر حيز التنفيذ بناء على إتفاق بين الجانبين بعد صدور تقارير أمنية واستخباراتية. وأشارت أمس صحيفة "الشروق" التونسية إلى أن تواتر وتسارع الأحداث على طول الشريط الحدودى بين البلدين عجل بزيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قبايلية إلى تونس للتشاور مع السلطات هناك وذلك بعد أن اجتمع ولاة المناطق الحدودية في البلدين بحضور قيادات عسكرية وأمنية.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الجزائرى نبهت فى تقرير لها إلى أن "الوضع القائم على الحدود مع تونس لا يساعد الجزائر تماما" ما فهم منه أن الجزائر ستطلب من السلطات التونسية تحمل مسؤولياتها فى مكافحة الإرهاب والتعامل بجدية مع المجموعات المسلحة التي تتسلل عبر الحدود ما يمكن أن يشكل خطرا على أمن الجزائر.

هذا ولا يمر يوم دون أن يتم الكشف عن خلية جديدة تحاول التموضع بالقرب من التجمعات السكنية الواقعة على ضفتي الحدود التونسية الجزائرية.

محمد أميني / طه. ش

 

 

من نفس القسم الوطن