الوطن

الأرندي يحافظ على تقاليده في الانتخابات غير المباشرة

الأفلان يدفع فاتورة تناقضاته وأحزاب لأول مرة في مجلس الأمة

 

 

حقق التجمع الوطني الديمقراطي، تقدما لافتا في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، التي جرت أول أمس السبت، مؤكدا تفوقه في الانتخابات غير المباشرة على حساب غريمه التقليدي حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يسيطر على الأغلبية في غرفتي البرلمان.

وتؤكد الأرقام الأولية غير الرسمية، أن التجمع الوطني الديمقراطي، حقق 22 مقعدا، يليه حزب جبهة التحرير الوطني، بواقع 16 مقعدا، ثم جبهة القوى الاشتراكية بمقعدين حصدهما في كل من ولايتي بجاية وتيزي وزو، في سابقة لهذا الحزب المعروف بمعارضته الشرسة للنظام.

كما سجل دخول أحزاب جديدة للغرفة العليا للبرلمان، لأول مرة منذ تأسيسها، ويتعلق الأمر بكل من جبهة المستقبل، التي يقودها النائب السابق بحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلعيد، بواقع مقعد واحد حصده بوهران، وحزب الحركة الشعبية الذي يقوده القيادي السابق في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، والوزير الحالي المكلف بحقيبة وزارة البيئة والمدينة وتهيئة المحيط، ثم عهد 54، لرئيسه فوزي رباعين بمقعد واحد، أما الأحرار فقد حصلوا مجتمعين على خمسة مقاعد.

وردا على هذه النتيجة المخيبة في نظر المتابعين، سارع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى جمع مكتبه السياسي، ليصدر بيانا أشار من خلاله ضمنيا، إلى ما يمكن اعتباره خروقات تكون قد شابت العملية الانتخابية، غير أنه سرعان ما عاد ليقلل من حجم الصدمة التي ألمّت به، عندما أكد أنه وعلى الرغم من تأخره في مقاعد التجديد النصفي مقارنة بغريمه التقليدي، التجمع الوطني الديمقراطي، إلا أنه يبقى القوة السياسية الأولى في البلاد، حتى بعد انتخابات 29 ديسمبر الجاري.

وينتظر أن تسبب هذه النتيجة "المخيبة" متاعب جديدة للقيادة الحالية للحزب، وعلى رأسها الأمين العام عبد العزيز بلخادم، الذي يعاني من تمرد طال عمره وبدأ يتقوى متغذيا من الأزمات التي تنشب من حين إلى آخر، بسبب ما يعتبره خصوم الرجل، التسيير غير الشفاف للحزب، وسيطرة المتزلفين والمتملقين على مراكز صناعة القرار في أقوى وأقدم تشكيل سياسي في البلاد منذ الاستقلال.

أما بالنسبة لأثر هذه النتيجة على القوة السياسية الثانية في البلاد، ممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي، فلا يمكن أن تكون لها الأثر الكبير على الصراع الدائر بين أحمد أويحيى وخصومه، لأن الصراع وصل نقطة اللارجوع، بالتحاق وزراء واسماء بارزة في الحزب، ما يعني أيضا أن مستقبل الوزير الأول الأسبق على رأس الأرندي، يبقى يلفّه الكثير من الغموض.


طه. ش

 

من نفس القسم الوطن