الوطن

زيارة هولاند للجزائر أعطت دفعا قويا للعلاقات بين البلدين

جون بيار شوفنمان ثالث مسؤول فرنسي يحل بالجزائر في ظرف أسبوع

 

 

قدّر رئيس جمعية الجزائر- فرنسا ووزير الدفاع الفرنسي الأسبق، جان بيار شوفنمان، بأن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر، ستنعكس إيجابا على العلاقات بين البلدين.

وقال شوفنمان في تصريح للصحافة بعد انتهائه من محادثات مع وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي: أن "زيارة فرانسوا هولاند إلى الجزائر ستعطى بكل تأكيد دفعا جديدا لعلاقاتنا في كافة المجالات. والأهم أيضا هو أن تكون هناك متابعة ايجابية لكافة القرارات التي تم اتخاذها" في إطار هذه الزيارة، والتي من بينها التوقيع على اتفاق إقامة مصنع لتركيب السيارات في الجزائر تابع لعلامة "رونو".

ولاحظ الوزير الفرنسي الأسبق، أن زيارة هولاند إلى الجزائر تعتبر "محطة هامة للغاية"، وأكد بأن الجزائر وفرنسا عازمان على العمل سويا من أجل "مصلحتهما المشتركة"، على حد تعبير المتحدث، الذي يسعى جاهدا من خلال الجمعية التي يديرها، إلى الحفاظ على النفوذ الفرنسي في الجزائر، بعد أن بدأ يفقد شيئا فشيئا في جانبه الاقتصادي، لصالح وافدين جدد على المستعمرة السابقة، مثل النفوذ الصيني والتركي والآسيوي عموما.

وبشأن المحادثات التي أجراها رئيس جمعية الجزائر ـ فرنسا مع وزير الخارجية مراد مدلسي، قال إنه "تبادل وجهات النظر بشكل معمق وودي، دون نسيان أي جانب من المشاكل المطروحة اليوم في العالم"، وتحدث بهذا الخصوص عن الوضع في كل من مالي وليبيا وسوريا.

وقدر المتحدث بأن الجزائر وفرنسا تقع على عاتقهما مسؤوليات اتجاه شعوب هذه الدول، غير أنه لم يكشف عن طبيعة المسؤوليات التي يتعين على البلدين تحملهما.

ودعا جون بيار شوفنمان، إلى التنسيق بين البلدين في القضايا التي تهم الجزائر وباريس، وقال: "من مصلحتنا تقريب آرائنا وأن نعمل على أن لا تفاجئنا الأحداث عند وقوعها، وأن يتم التطرق لها بشكل ايجابي في إطار الروح، التي ميزت زيارة الرئيس فرانسوا هولاند للجزائر". 

وفي سياق ذي صلة، أوضح الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج بلقاسم ساحلي، أن اتفاقية الصداقة بين الجزائر وفرنسا التي أسفرت عنها زيارة فرنسوا هولاند للجزائر، من شأنها أن تحل العديد من القضايا العالقة بين البلدين، والتي على رأسها ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الجزائر خلال الاستعمار، خاصة بعد اعتراف هولاند ببشاعة هذا الأخير، حيث تقرر تشكيل لجنة عمل بين الطرفين لإعادة النظر في هذا الملف وقضايا أخرى، منها بحث وضعية المفقودين خلال حرب التحرير، بالإضافة إلى المقيمين غير الشرعيين بفرنسا.

وأكد الوزير لدى استضافته في برنامج "حوار الساعة" للتلفزيون الجزائري، أنه سيتم تكوين مجموعات عمل للتفاوض حول الديون العالقة لفائدة المستشفيات الفرنسية على مؤسسات الضمان الاجتماعي الجزائري، وكذا تسهيل المعلومات حول المفقودين إبان الثورة التحريرية، مؤكدا أنه هناك نية حسنة وإرادة قوية للتكفل بشكل جدي بهذه القضايا من طرف الجانبين الفرنسي والجزائري، مضيفا أن التعليمة الأخيرة لوزير الداخلية الفرنسي ستسمح بتسوية وضعية آلاف الجزائريين الذين يقيمون في فرنسا بطريقة غير شرعية، وكذا تسهيل وتحسين ظروف طلب التأشيرات وتقليص فترة دراسة الملفات للجزائريين، ووضع حيز التطبيق لمجموعة عمل لدراسة مشاكل الأبناء المولودين من الزواج المختلط في حالة طلاق الطرفين.

من جهة أخرى قال ساحلي إن تصريح الصداقة والتعاون بين فرنسا والجزائر، يعتبر أهم ما ميز زيارة هولاند، والذي تقرر من خلاله تكوين لجنة عمل بين حكومتي البلدين ستعقد أولى اجتماعاتها الشهر المقبل على أقل تقدير، للبدء في تطبيق الاتفاقيات التي تقررت في إطار الشراكة بين البلدين، مؤكدا أن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الحالية ستسمح للجزائر للعب مزيد من الأدوار على المستوى الإقليمي والدولي.

كما كشف ساحلي في حديثه أنه بخصوص المحاور المتعلقة بالثقافة والتربية الذي جاء بها التصريح كانت جد ايجابية، حيث تم ابرام اتفاق بين البلدين في إطار تفعيل العلاقات الثنائية في المجال التربوي، مع وجود التزام فرنسي لدعم 20 معهدا للتعليم العالي والتكنولوجي، وتسهيل نشاطات المؤسسات ذات الطابع التربوي والثقافي على مستوى كلا البلدين.

طه. ش / سيرين. ع


 

من نفس القسم الوطن