الوطن

هولاند يوفد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط للجزائر

يكون قد تلقى الضوء الأخضر خلال زيارته الأخيرة

 

 

عاد مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، الذي طرحه الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي إلى الواجهة، غداة زيارة فرانسوا هولاند للجزائر، التي حل بها مجددا الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط فتح الله سجلماسي من دون ضجيج.

واستقبل فتح الله سجلماسي أمس الأحد من قبل وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بمقر الوزارة، حيث تبادل الطرفان خلال هذا اللقاء الذي جرى بمقر وزارة الشؤون الخارجية وجهات النظر، حول فرص التعاون بين الجزائر والاتحاد من اجل المتوسط. كما سيستقبل سجلماسي خلال زيارته من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال، وسيجري محادثات مع وزير النقل عمار تو، ووزير الموارد المائية حسين نسيب.

ومعلوم أن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط أطلقه الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي في العام 2007 مباشرة بعد وصوله سدة الحكم، غير أن عدم تعاطي الجزائر والكثير من الدول العربية المتوسطية مع هذا المشروع، بسبب تزايد المخاوف من إمكانية توظيف السلطة الجديدة في باريس، لصالح الكيان الصهيوني حال دون نجاحه، الأمر الذي أبقاه بين الحياة والموت.

ويكون الرئيس الفرنسي الجديد، قد فهم الرسالة جيدا، ولذلك صرح خلال زيارته الأخيرة للجزائر، بأن الاتحاد من أجل المتوسط سوف لن يكون فضاء لطرح القضايا الخلافية بين دول المتوسط، على غرار القضية الفلسطينية، وكذا قضية الصحراء الغربية، ومما قاله في هذا الإطار: "لن يتم في إطار الاتحاد من أجل المتوسط تقديم رد بشأن القضية الفلسطينية أو مسألة الصحراء الغربية، اللتين يجب أن تناقشا في إطار الأمم المتحدة والمفاوضات المباشرة".

ويؤشر تصريح سيد قصر الإيليزي، على وجود نية جامحة لدى الطرف الفرنسي في إعادة بعث هذا الكيان السياسي، الميت "سريريا"، بسبب سياسات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي كان متحيزا في مواقفه بشكل واضح لصالح الكيان الصهيوني، ويمكن لمس هذا التوجه من خلال، ترك القضية الفلسطينية، للبث فيها على مستوى الأمم المتحدة، حتى لا تسبب استقطابا بين الدول المؤيدة والمعارضة لحل الشعب الفلسطيني في إقامة دولة خاصة به، كما يعني إبعاد قضية الصحراء الغربية، محاولة لتفادي حدوث نزاع بين الجزائر والمغرب، باعتبارهما اثنين من الدول المحورية في الاتحاد من أجل المتوسط.

 وكان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني قد أوضح أن الجزائر، باعتبارها عضو مؤسس لمسار برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط، تنتهج سياسة متوسطية قائمة على "التضامن وحسن الجوار والتعاون الملموس وفق مبدأ الهندسة المتغيرة"، وفي ذلك إشارة إلى الجزائر لا تمانع في الانخراط في الاتحاد من أجل المتوسط، إذا كانت أهدافه تتماشى وتلك التي أعلن عنها عند إطلاق مسار برشلونة.


طه. ش

 

من نفس القسم الوطن