الوطن

اعتراف فرنسي دون اعتذار مقابل الصداقة والتعاون

زيارة الرئيس الفرنسي تتوج ببيان مشترك يضع آليات لمواصلة التشاور في عديد الملفات

 

 

كما كان منتظرا، توجت أول زيارة رسمية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر بالتوقيع على إعلان "الصداقة والتعاون"، الذي فتح به البلدان صفحة جديدة في تاريخ علاقاتهما الثنائية، وهذا مقابل اعتراف ضمني من قبل الرئيس فرانسوا هولاند بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية ومن دون تقديم الاعتذار عنها.

واختتمت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الجزائر ودامت يومين، بالتوقيع على إعلان الجزائر حول "الصداقة والتعاون" بين البلدين، وقع من طرف الرئيسين بوتفليقة وهولاند، ويتضمن هذا الإعلان كل ما يتعلق بالتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والبعد البشري كتنقل الأشخاص ووضعية الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا والتربية والتشاور السياسي، وتم من خلال هذه الزيارة التوقيع على سبع (7) اتفاقيات للتعاون بين البلدين في مجالات الفلاحة وتبادل أدوات المصادقة، والموافقة على التعاون في ميدان الدفاع ومذكرة تعاون في المجال المالي وإنجاز مصنع للسيارات رونو-الجزائر والاتفاق الإداري الخاص بالتعاون في مجال الحماية والأمن المدني، وإلاعلان الخاص بالشراكة في مجال الصناعة والإنتاج.

وفي هذا الصدد أصدرت كل من وزارات الشؤون الخارجية الجزائرية للبلدان بيانا تم الإشارة فيه إلى توافق وجهات النظر بين رئيسا البلدين، الذين استعرضا مسائل الساعة الإقليمية والدولية ووجها تعليمات لوزيري الشؤون الخارجيةإ إلى تكثيف اتصالاتهما وتشاورهما وتحديد قدر ما أمكن نقاط تطابق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما حدد رئيسا الدولتين في إعلان الجزائر للصداقة والتعاون بين فرنسا والجزائر الاتجاه السياسي لعلاقة قوية ومتجددة بعد خمسين سنة من استقلال الجزائر، كما اتفق الطرفان على تحديد من خلال اتفاق خاص يتم إبرامه لاحقا آلية وإجراءات سير اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى، التي يترأسها الوزيران الأولان والتي ستعقد دورتها الأولى خلال سنة 2013.

وجاء في البيان الختامي لزيارة هولاند إلى الجزائر أنه سيتم تحسين ظروف تنقل الجزائريين بفرنسا والفرنسيين بالجزائر من خلال حوار مكثف ومنتظم سيتم توثيق نتائجه في وثيقة مشتركة، كما سيتم مواصلة الجهود لتكثيف التعاون القضائي، كما سيتم التكفل بالأطفال الناجمين عن الزواج المختلط، واتفق الطرفان على إيجاد الحلول الملائمة للصعوبات التي يواجهها بعض الرعايا الفرنسيون المالكين الشرعيين لأملاك عقارية لدى ممارستهم حق الملكية مع احترام التشريع ساري المفعول، وكذا بذل الجهود الضرورية وتوفير كل التسهيلات المطلوبة لترسيخ السير الحسن للمصالح الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية، كما اتفقت فرنسا والجزائر على تحديد آلية نقاش لتمكين ضحايا التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية أو ذوي حقوقهم لملفات التعويض المحتمل، وكذا استعدادهما لتسهيل البحث عن المعلومات وتبادلها بما يسمح بتحديد مواقع دفن المفقودين الجزائريين والفرنسيين إبان حرب التحرير، وسيواصل الطرفان المحادثات التي تمت مباشرتها لتطهير وبشكل نهائي الديون لدى المؤسسات الاستشفائية الفرنسية. 

وفيما يتعلق بالعلاقات الثقافية والتربوية أكد الطرفان إرادتهما في مواصلة وتكثيف التعاون الثنائي وفق المحاور الأولوية التي حددتها الوثيقة الإطار للشراكة الموقعة يوم 19 ديسمبر، وفي هذا السياق ستقوم فرنسا بمرافقة جهود الجزائر من أجل فتح شبكة حوالي عشرين معهدا للتعليم العالي التكنولوجي عبر التراب الوطني، وفي هذا الصدد حدد الطرفان هدفا لإعطاء وضع توافقي بالنسبة للمركز الثقافي الجزائري والمدرسة الجزائرية بباريس، كما سيتم فتح مدرستين فرنسيتين بكل من وهران وعنابة.

نسيمة. و


 

من نفس القسم الوطن