الوطن
كان لابد من إدانة الاستعمار الفرنسي للالتفات نحو المستقبل
فرانسوا هولاند يتلقى انتقادات اليمين الفرنسي والصحافة، ويصرح لإذاعة أوروبا 1:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 ديسمبر 2012
رد أمس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي ختم زيارة دولة الجزائر دامت يومين، على اتهامات الصحافة الفرنسية واليمين المتطرف إزاء العديد من القضايا، وعلى رأسها قيامه بإدانة الاستعمار التي رآها اليمين الفرنسي إدانة لبلاده فرنسا، وقال هولاند في هذا الصدد إن الاستعمار كان في الحقيقة نظام استغلالي قمت بإدانته، ولكن لم أكن الأول، وواصل يقول "فعلت هذا ليس من منطلق الاعتذار، لكن لنتمكن من الالتفات إلى المستقبل".
ورأى اليمين الفرنسي المتطرف من خلال رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوان، أن هولاند حط من نفسه أمام الجزائر من خلال الخطاب الذي ألقاه أمام نواب البرلمان الجزائري، معتبرا أنه استعمل خطابا غيّر مجرى التاريخ ضد فرنسا، وقال هولاند في هذا الجانب إن فرنسا والجزائر تمكنا من الخروج من فترة خمسين سنة صعبة بين الجزائر وفرنسا حملت ماض ثقيل وذاكرة مجروحة، قائلا "حان الوقت لفتح صفحة جديدة وأنا قمت بذلك".
وأضاف فرانسوا هولاند يقول حول الخطاب الذي ألقاه أمام نواب البرلمان، والذي أدان من خلاله وحشية الاستعمار الفرنسي من دون تقديم اعتذارات عنها، أنه كان من الضروري الحديث عن نظام استغلالي لا يستجيب لقيمنا كفرنسيينن، وبرر هولاند إدانته للإستعمار بالجزائر بقوله "قمت بإدانة، لكنني لست الأول من فعل هذا"، وهذا في إشارة منه إلى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي سبق له وأن قام بنفس الإدانة لدى زيارته للجزائر سابقا في سنة 2007، وما فعلته يأتي بهدف التمكين من المصالحة مع الذاكرة والقدرة على التقدم، وأنا من الذين يرغبون لفرنسا بالتقدم.
وحول مسألة التأشيرة، دافع هولاند حول دعوته لتحسين استقبال طالبي التأشيرة الجزائريين، قائلا أنه لا شيء تغير في هذا الصدد باستثاء الرغبة في تقليص أجال الإجراءات للحصول على التأشيرة، وقال هولاند إنه يرغب ايضا في تحسين ظروف استقبال الفرنسيين بالجزائر في ذات الصدد.
ووجهت الصحافة الفرنسية بدورها انتقادات لزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر، معتبرة أنه موعد قد تم تفويته، كما انتقدت الصحافة الفرنسية إعطاء الجانب الإقتصادي القسط الأكبر من الاهمية على حساب العديد من القضايا الدولية التي يعرفها العالم.