الوطن
هولاند يسلّم مفاتيح مدينة الجزائر للشعب الجزائري
وسط إنزال دبلوماسي فرنسي غير مسبوق وتعزيزات أمنية مشددة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 ديسمبر 2012
وصلت أمس وعلى قرابة الساعة الواحدة زوالا الطائرة المقلة لرئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند بمطار هواري بومدين بالجزائرالعاصمة، أين كان في استقباله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقد رافق هولاند إلى الجزائر شريكته فاليري تريرفيلر، إضافة إلى وفد هام متكون من مائتي شخص لم يسبق للرئيس الفرنسي أن اصطحبهم معه في أي بلد آخر، من ضمنهم 9 وزراء، 12 مسؤولا سياسيا، و40 رجل أعمال وكذا كتاب وفنانين، وشهدت أول زيارة رسمية لهولاند إلى الجزائر منذ انتخابه كرئيس للجمهورية الفرنسية تعزيزات أمنية مشددة بكافة طرقات العاصمة وضواحيها.
وبمطار هواري بومدين صافح هولاند مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة، ليحيي بعد ذلك العلم الوطني قبل أن يستعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري والجيش الوطني الشعبي التي أدت له التحية الشرفية، في وقت أطلقت فيه المدفعية 21 طلقة ترحيبية للرئيس الفرنسي، ليستمع فيما بعد الرئيسان بوتفليقة وهولاند إلى النشيدين الوطنيين الجزائري والفرنسي، قبل أن يغادرا مطار هواري بومدين والتوجه لساحة أودان والبريد المركزي.
ازدحام بالمنافذ المؤدية للعاصمة وتعزيزات أمنية مشددة
عرفت الفترة الصباحية التي سبقت وصول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر تعزيزات أمنية مكثفة، عبر كافة طرقات الجزائر وضواحيها، والتي شملت انتشارا لعدد كبير من عناصر الشرطة والمركبات الأمنية المتعددة لتسهيل الحركة المرورية التي اتصفت بالازدحام بالطرقات التي تؤدي إلى مداخل وسط العاصمة، في حين اتسمت حركة النقل داخل العاصمة بنوع من السيولة المرورية، باعتبار أن مداخل العاصمة لم تسمح بتدفق العديد من السيارات إلى الوسط كالعادة، وعلى مستوى شارع عبان رمضان اصطفت هناك العشرات من الشاحنات الزرقاء التابعة للأمن الوطني لتأمين المكان إلى غاية البريد المركزي، ووسط كل هذا زينت كافة شوارع الجزائر بأعلام فرنسا ترفرف جنبا لجنب مع العلم الجزائري.
حريق مهول بالبريد المركزي يثير التساؤلات
شب حريق مهول للمرة الثانية من نوعه في وكالة اتصالات الجزائر المحاذية لمقر البريد الركزي بالجزائر العاصمة، في حدود الحادية عشر من صبيحة أمس، حينما كان الجميع يعدون العدة لاستقبال الرئيس الفرنسي بشارع موريس أودان والبريد المركزي في فترة ما بعد الظهر، ولحسن الحظ أن سيارات الإطفاء كانت متواجدة هناك مند الصباح الباكر، رفقة سيارات الإسعاف بمناسبة زيارة هولاند إلى المكان رفقة الرئيس بوتفليقة، وتسبب الحريق الذي اندلع في الطابق تحت الأرضي المخصص للكوابل الهاتفية في إتلاف العديد منها، مما أدى إلى انقطاع الأنترنيت بنواحي العاصمة وضواحيها، وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الأمر بعد ساعتين من اندلاع الحريق، وقد سبق لهذه الوكالة أن تعرضت في سنة 2007 لحريق مماثل بسبب شرارة كهربائية تسببت في خسائر لاتصالات الجزائر قدرها 3.7 مليار سنتيم، ولم يعرف بعد أسباب الحريق، الذي تزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وبرمجة مروره عبر المكان.
هولاند يسلّم مفتاح الجزائر بشارع زيغود يوسف
في حدود الساعة الثانية بعد الزوال وصل الرئيسان الجزائري والفرنسي إلى وسط العاصمة وبالضبط شارع موريس أودان، أين ترجلا على طول الطريق المطل على البحر وسط توافد شعبي لسكان العاصمة، وبمدخل الشارع سلّم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند -مرفوقا بالرئيس بوتفليقة- مفتاح مدينة الجزائر الذي سلمه الداي حسين للغزاة الفرنسيين بعد احتلالهم الجزائر، وتمت عملية التسليم في خطوة رمزية من قبل فرنسا لرئيس بلدية الجزائر الوسطى، الذي كان مرفوقا بوالي ولاية الجزائر محمد الكبير عدو وقائد المنطقة العسكرية الأولى عبد الرحيم شنتوف، وأمام مقر ولاية الجزائر أخذ الرئيسان صورا تذكارية، قبل أن يواصلا السير بالمكان عن طريق سيارة ليغادرا فيما بعد إلى إقامة الدولة بزرالدة، أين أجرى الرئيسان محادثات على انفراد.
نسيمة ورقلي