الوطن

هل يفاجئ هولند الجزائريين اليوم؟

زيارة رابح – رابح أم زيارة "حلب" الجزائر

 

 

بقدر ما حولت زيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولند الأولى من نوعها إلى الجزائر، منذ توليه سدة الحكم حياة "المواطن المغلوب على أمره" إلى "كابوس" منذ أيام، في العاصمة وتلمسان وما جاورهما على وجه الخصوص، بقدر ما يصبو "الطامحون في انطلاقة جديدة" أن يكون لهذا "الاختناق اليومي" ثمن يحقق معادلة "رابح- رابح" مع باريس في عهدة حاكم اشتراكي.

وليس من قبيل الصدفة أن يبادر هولند إلى تخطي "المستعمرات الفرنسية القديمة"، التي يتعدى تعدادها الأربعين بلدا "مستقلا"، ويبرمج زيارة إلى الجزائر، بالنظر إلى الرهان الفرنسي والغربي عموما عليها في عدة ملفات تفصيلية، وعلى رأسها الوضع في مالي الحدودية مع الجزائر، و"حاجة أخرى في نفس هولند" اقتصادية بحتة، في ظل الأزمة المالية التي ضربت صميم الاقتصادات الأوروبية والتي أسقطت جيران فرنسا تباعا.

 إذن المعطى الاقتصادي والأمني سيكون له "أولوية" لدى الطرف الفرنسي، فقد أشارت مصادر مقربة من الخارجية الجزائرية أن "زيارة هولند ستتناول المباحثات خلالها بعث التعاون الاقتصادي بين البلدين والأزمة في مالي". وتعد هذه إشارات قوية للتركيز أكثر على القضايا المصيرية مستقبلا، فهولند الذي في رسالة لنظيره عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الذكرى الـ 58 لثورة الفاتح من نوفمبر مؤخرا، اكد أن "الزيارات الوزارية الأخيرة المتبادلة بين بلدينا وكذا آفاق زيارة الدولة المقبلة التي سأجريها (إلى الجزائر) تندرج ضمن الطموح الأكيد إلى التوجه نحو المستقبل، بغية توطيد صداقة مستديمة بين وطنينا". حيث تحاشى الرئيس الفرنسي التطرق لملف الذاكرة الشائك في رسالته، واكتفى بالحديث عن ارتياحه "للحيوية المتجددة لعلاقاتنا التي تنعكس من خلال المجالات المتعددة التي يتعاون فيها بلدينا".

 فيما تخرج أصوات "خافتة" وسط التشكيلات الحزبية المحسوبة على المعارضة بالجزائر لتنادي بـ"صوت" منخفض لإضافة معطى "إعلان التوبة" عن الماضي الاستعماري الوحشي في حق الجزائريين، ضمن أجندة الزيارة قصد دفع الرئيس الاشتراكي على "الجهر علانية" بما اقترفته آلة "أجداده" الكولونيالية وألا يتنصل من مسؤولية جيله مثلما برر رفض المطلب سابقه في قصر الاليزيه نيكولا ساركوزي.

 وقد انتقدت الأحزاب "رفض السلطات الفرنسية الاعتراف والاعتذار والتعويض، ماديا ومعنويا، عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في الجزائر". كما اتهمت أيضا السلطة التي ترفض فرض هذا الاعتذار والتعويض بـ"التساهل". وهنا يراهن الكثيرون على خطاب هولند غدا الخميس أمام نواب الشعب بغرفتيه السفلى والعليا تحت قبة البرلمان، ليكون "فاتحة خير" لصفحة جديدة من العلاقة بين البلدين باعتراف بماضي بلاده الاستعماري، وهو البرلمان الذي رفض في وقت سابق إصدار قانون يجرم الاستعمار.

محمد أميني


 

من نفس القسم الوطن