الوطن
الجزائريون يتصدرون العرب في قائمة "الانتحاريين"
في انتظار خطاب مسجدي يحارب الظاهرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 ديسمبر 2012
توصل تقرير عربي نشر مؤخرا إلى ارتفاع حالات الانتحار خلال السنوات الثلاث الماضية في الجزائر خصوصا في ولايات الغرب الجزائري متصدرة قائمة "المنتحرين" من ضمن بقية الدول العربية في وقت استنجدت الحكومة بالمساجد للتنبيه للظاهرة الدخيلة على المجتمع الجزائري.
وكشف تقرير صدر عن مركز دبي للبحوث والتقارير مؤخرا، وجود أزيد من 2000 حالة انتحار تتم يوميا بمجموع الدول العربية بما فيها الجزائر، مقابل 3 آلاف حالة انتحار بأوربا و3500 حالة في كل من أسيا وأمريكا.
وربط التقرير بين تزايد حالات الانتحار التي عرفت ارتفاعا ملحوظا على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، وبين الركود الاقتصادي والبطالة المتزايدة وإجراءات التقشف الصارمة التي اتخذتها بعض الدول، وخصوصا الأوربية منه.
وأشار التقرير ذاته، الذي اعتمد على إحصائيات ودراسات ميدانية وتقارير أمنية في كل الدول موضوع الدراسة حسبما نقلته وسائل إعلام عربية، إلى أن نسب الانتحار تتفاوت من دولة عربية إلى أخرى، حيث احتلت كل من الجزائر، مصر، المغرب، تونس، المراتب الأولى، فيما تذيلت كل من لبنان، سوريا ودول الخليج قائمة الدول العربية التي تحدث فيها حوادث الانتحار.
وكشف التقرير أن الدول الأربعة الأولى سجلت حدوث أزيد من 150 حالة انتحار، ما بين سنتي 2008 و2011 في كل دولة، وتصدر مدن تلمسان، الدار البيضاء، والقاهرة وتونس العاصمة، قائمة المدن التي عرفت نسب انتحار مرتفعة خلال نفس الفترة.
ومن أهم دوافع الانتحار، حسب التقرير الضغوط الناتجة عن أوضاع مالية مختلفة، وخاصة تراكم الديون، وثاني الأسباب مرتبط بدوافع عاطفية من قبيل الفشل في الحب، أو فقدان احد أفراد الأسرة.
وأفادت حصيلة مصالح الدرك الوطني إحصاء 2191 حادث انتحار من بينها 335 حالة انتحار حقيقية و1856 حالة شروع في الانتحار عبر الوطن بداية من جانفي من سنة 2011 إلى غاية شهر ماي المنقضي. ونظرا لخطورة تحول حالات الانتحار إلى ظاهرة تهز المجتمع الجزائري، فقد دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله مؤخرا الأئمة إلى "توعية المواطنين من خلال الخطاب المسجدي بخطورة هذه الظاهرة التي وصفها بالدخيلة عن المجتمع الجزائري المعروف بإيمانه بالله".
محمد أميني