الوطن
الاعتذار للجزائر غير مطروح ولا بد من النظر للأمام
وزير قدماء المحاربين الفرنسيين في حوار لـ "لوجورنال دو ديمونش"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 ديسمبر 2012
قال وزير قدماء المحاربين الفرنسيين قادر عريف، إن الرئيس الفرنسي يصنع مرحلة جديدة في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، تتجاوز المسائل المتعلقة بالماضي المعقد، في إشارة إلى مخلفات الاستعمار الفرنسي في الجزائر الملطخ بدماء الأبرياء.
وأكد الوزير الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، في حوار خص به يصحيفة "لو جورنال دو ديمانش" نشر أمس الأحد، أن مصلحة البلدين تقتضي الجنوح إلى التهدئة في المسائل المتعلقة بالذاكرة، مشيرا إلى أن زيارة هولاند للجزائر في العام 2006، باعتباره كان أمينا عاما للحزب الاشتراكي، ولقائه بالرئيس الراحل، أحمد بن بلة، يومها، يعتبر امتدادا للتوجه الذي يسعى الرئيس الفرنسي إلى تكريسه.
ويرى قادر عريف، أن هولاند تربطه علاقات خاصة بالجزائر، ويكن لها خصوصية، باعتباره كان قد أقام تربصا في سفارة فرنسا بالجزائر العام 1978، ويؤكد هنا وزير قدماء المحاربين بأنه لمس الحب الذي يكنه هولاند للجزائر، ليس فقط من خلال علاقته بالكثير من الشخصيات السياسية الجزائرية، وإنما بعموم الجزائريين أيضا، على حد تعبير قادر عريف.
وجدد المسؤول الفرنسي تأكيده على غياب أية رغبة أو إرادة لدى باريس في تقديم اعتذار للطرف الجزائري، بالرغم من المطالب المتكررة للطبقة السياسية في الجزائر، وأشار إلى أن أحسن الحلول للنهوض بالعلاقات الثنائية، هو استحضار الأمور الإيجابية وليس فقط التركيز على الأمور السلبية، فيما تحاشى العودة إلى الحديث عن تصريحات كان قد أدلى بها في وقت سابق، عندما قال في حوار صحفي إنه ينتظر أفعالا من الجزائر، وبرر هذا الموقف بالخوف على مصير الزيارة المقبلة لهولاند للجزائر في نهاية الأسبوع الجاري.
غير أنه وعلى الرغم من تحاشيه الاستفاضة في الحديث عن مخلفات الماضي الاستعماري، إلا أنه اعترف بواقعية المسائل المتعلقة بهذه القضية، ولم يمانع في البحث عن حلول لها، لكن من دون أن يؤثر ذلك على العلاقات الاقتصادية والثقافية والتربوية والزراعية بين البلدين وسبل نقل التكنولوجيا للجزائر، وقال: "هناك الكثير من المواضيع التي يتعين معالجتها من قبل البلدين في هدوء، وفرنسا لا تريد فرض وجهة نظرها على الجزائر".
وتحدث وزير قدماء المحاربين الفرنسيين عن المعاناة التي قاساها الحركى في فرنسا، وأعرب عن أمله في أن تقوم السلطات الفرنسية بمراجعة لمواقفها اتجاه هذه الفئة من الفرنسيين، منذ العام 1962 إلى 2012، واعترف بأن الحركى عانوا طويلا من التهميش والبطالة وصعوبات في الاندماج في المجتمع الفرنسي، ما يتعين إنصافهم.
وبخصوص الأزمة الأمنية التي تعصف بشمال مالي، قال قادر عريف إن الحكومة الفرنسية تتفهم موقف الجزائر المتحفظ بشأن التدخل العسكري في منطقة الساحل، واقتنع بشرعية وعقلانية هذا الموقف، وقال: "الدستور الجزائري يمنع الجيش الجزائري من التدخل خارج حدود بلاده، تماما مثل الدستور الألماني، وعلى الجميع احترام هذا الأمر، والشروع في البحث الجاد عن حل سلمي بدعم الأطراف المالية، بما يقود إلى إنهاء الأزمة".
طه. ش