الوطن

أنصارالدين يتهمون الغرب بدفع المال لتعزيز نشاط الجهاديين

فيما دعا ديارا سيسوكو إلى تحرير شمال مالي

 

 

قال الرجل الثاني في جماعة أنصار الدين عمر ولد حماها - إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال مالي منذ نهاية مارس الماضي - إن دول الغرب تدفع مبالغ هائلة للجهاديين في غرب مالي تعزز من خلالها نشاط الجهاديين، يأتي هذا في وقت دعا فيه رئيس وزراء مالي السابق شيخ موديبو ديارا الذي أجبره الجيش على الاستقالة هذا الأسبوع رئيس الوزراء الجديد ديانجو سيسوكو للعمل على تحرير شمال البلاد.

 

وقال ولد حماها المقرب من مختار بلمختار أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المتمركز في شمال مالي في حوار أجرته معه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن المسلحين بمالي يجمعون أموالا ضخمة من الفدى التي تقدمها الدول الغربية، والتي تعتبر مصدر تمويل بالنسبة للجهاديين بالمنطقة، قائلا إن الدول الغربية تدفع من أجل الجهاد، وهذا في إشارة منه إلى إلا أن دعاة التدخل العسكري هم أنفسهم من يساعدون على بقاء مالي مسيطرا عليها، وأشارت نفس الصحيفة إلى أن عمليات الاختطاف تعتبر صناعة مربحة للمتطرفين في غرب إفريقيا، وتوفر لهم دخلا صافيا يقدر بعشرات الملايين من الدولارات خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما عزز سيطرتهم على شمال مالي وصعب بشكل كبير خطط حملة عسكرية بقيادة إفريقية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الإسلاميون.

 

وتعتبر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واحدة من الفصائل التي سيطرت على شمال مالي، ويعتقد أنها حصلت على ما يقرب من 90 مليون دولار أو أكثر من الفدى خلال العقد الماضي، ما حولها إلى واحدة من أغنى وأكثر الجماعات المسلحة، وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن عددا محدودا فقط من الدول مثل أمريكا وبريطانيا والجزائر أعلنت رفضا قاطعا دفع أي فدية للإرهابيين، بينما باقي الدول الأوروبية لا يزال موقفها غامضا وتقوم بدفع المال لتحرير مواطنيها، مشيرة في ذلك إلى فرنسا التي لم تعلن رسميا أو علانية حظر دفع الفدى.

 

ومن جانب آخر، دعا المغرب وفرنسا مجلس الأمن الدولي إلى المصادقة على إيفاد قوة عسكرية إفريقية إلى مالي لدعم العمليات العسكرية للجيش المالي في استعادة سيادته على مجموع أراضي البلاد، وجاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع المغربي الفرنسي رفيع المستوى الذي انعقد بالعاصمة المغربية الرباط برئاسة كل من رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران والوزير الأول الفرنسي جون مارك أيرولت، وعبر رئيسا الحكومتين المغربية والفرنسية في البيان عن انشغالهما الشديد بالأزمة الراهنة في مالي، والساحل الإفريقي بشكل عام، وطالبا مجلس الأمن الدولي بجواب ثلاثي عن الأزمة سياسي وعسكري وإنساني، وكذا التعجيل بالمصادقة على المشروع قيد التفاوض في المجلس، والذي يقترح إيفاد قوة عسكرية إفريقية إلى مالي لدعم العمليات العسكرية للجيش المالي وتمكين دولة مالي من استعادة سيادتها على مجموع أراضيها، وهو تحول في موقف المغرب الذي لم يكن متحمسا من قبل للتدخل العسكري إلى جانب كل من الجزائر وتونس وموريتانيا.

وبمالي سلم رئيس وزراء مالي السابق شيخ موديبو ديارا السلطة لخليفته رئيس الوزراء الجديد ديانجو سيسوكو الذي دعاه إلى العمل على تحرير شمال البلاد، وقال ديارا خلال مراسم تسليم السلطة رسميا إن مهمة رئيس الوزراء لم تتغير وستبقى تتعلق بتحرير المناطق المحتلة وتنظيم الانتخابات، وتحدث ديارا، الذي ألقي القبض عليه الإثنين الماضي واحتجز طوال الليل من قبل الجيش عن "المهمة الشاقة" التي تنتظر رئيس الوزراء الجديد والمتعلقة بتحرير المناطق الشمالية من البلاد، وتعهد سيسوكو بدوره بخدمة بلاده قائلا إن مالي ستنهض طالما تكاتف رجالها ونساؤها وساروا في نفس الاتجاه، وينتظر الحكومة الجديدة التي سيتم تعيينها بمالي مهام إجراء حوار سياسي واسع بغية إعادة النظام الدستورى والوحدة الوطنية وإجراء انتخابات سلمية وذات مصداقية والعودة إلى المفاوضات بين كل أطراف الأزمة.

نسيمة. و


من نفس القسم الوطن