الوطن

تنصيب المجالس المحلية وتجديد مجلس الأمة تهدد مصير بلخادم

قبل شهر ونصف من انعقاد اللجنة المركزية للأفلان

 

 

يتجه حزب جبهة التحرير الوطني لخسارة الكثير من معاقله في عمليات تنصيب المجالس المحلية المنتخبة في استحقاق 29 نوفمبر المنصرم، ومعه تتعقد وضعية الأمين العام، عبد العزيز بلخادم، سيما مع اقتراب موعد انعقاد الدورة العادية للجنة المركزية المرتقبة نهاية الشهر المقبل.

وعلى الرغم من التقدم الذي حققه الحزب العتيد في الانتخابات المحلية، والتي حسم فيها الأغلبية المطلقة في 159 بلدية من مجموع ألف و541 بلدية، إلا أنه لم يحسن التفاوض مع منافسيه في عمليات التنصيب. ومما زاد الطين بلة، هو الفتوى القانونية التي قدمتها وزارة الداخلية، التي شرحت فيها كيفية انتخاب رؤساء المجالس الشعبية البلدية.

وكان بلخادم قد وعد قبل الانتخابات المحلية بالفوز في ألف بلدية على الأقل، غير أن المعلومات القادمة من الولايات تتحدث عن تعثر تحالفاته مع القوى السياسية المحلية، وهو ما زاد من حجم الضغوط عليه، سيما وأن الأفلان كان يسير في العهدة المنقضية، 2007 / 2012 ما لا يقل عن 700 بلدية.

ووقفت العديد من التشكيلات السياسية في وجه مرشحي الأفلان في الكثير من بلديات وولايات الوطن، ولم يتمكن من ضمان حتى البلديات التي فاز فيها بأغلبية نسبية، على غرار بلدية سيدي امحمد بالعاصمة، التي فاز بها رئيسها السابق، مختار بوروينة، لكنه خسر تسييرها لصالح منتخب من حركة مجتمع السلم، بالرغم من أنه لم يفز في الانتخابات.

كما خسر رئاسة بعض المجالس الولائية، مثل المجلس الولائي لوهران، لصالح غريمه، حزب التجمع الوطني الديمقراطي، والمجلس الولائي لولاية تيزي وزو، لصالح حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي)، والمجلس الولائي لكل من ولايتي جيجل وميلة على سبيل المثال لا الحصر، بالرغم من أن الأفلان حصد نفس العدد من المقاعد مع الأرندي، علما أن الأفلان لم يحقق الأغلبية المطلقة في المجالس الولائية سوى في اثنين هما العاصمة وسيدي بلعباس.

ويترصد خصوم بلخادم في اللجنة المركزية ومن حركة التقويم والتأصيل، العثرات كي يطيحوا بالأمين العام للحزب العتيد في الدورة العادية للجنة المركزية نهاية الشهر المقبل، وهو الموعد الذي يكون فيه الحزب قد خاض أيضا استحقاقا على قدر كبير من الأهمية، وهو انتخابات التجديد النصفي بمجلس الأمة المرتقب في نهاية الشهر الجاري.

ومعلوم أن انتخابات التجديد النصفي للغرفة العليا للبرلمان، عادة ما تحدث فيها مفاجآت وليس بالضرورة أن ينتصر مرشح الحزب الذي يتوفر على أكبر عدد من المقاعد، والتجارب السابقة خير مثال، لأن الشكارة تفعل فعلتها في مواعيد من هذا القبيل.

وإذا حدث وتعرض الحزب العتيد لضربة جديدة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، فإن حساب الأمين العام سيكون عسيرا هذه المرة، في الدورة العادية المقبلة للجنة المركزية، وحينها سيقف الجزائريون على أحداث مشابهة لتلك التي عاش على وقعها فندق الرياض في جوان المنصرم.

طه. ش


 

من نفس القسم الوطن