الوطن

مجلس الأمن سيصدر قرارا للتدخل العسكري قبل 21 ديسمبر

القوات الإفريقية ستواجه حرب عصابات مع عناصر القاعدة

 

 

دخل مجلس الأمن الدولي مرحلة الحسم بشأن إصدار قرار أممي يجيز التدخل العسكري في شمال مالي، حيث يناقش أعضاء المجلس بنود القرار قبل التصويت عليه قبل الحادي والعشرين من شهر ديسمبر الجاري، وقد أطلق على اسم علمية التدخل "ميسما" ومعناها "البعثة الدولية لدعم مالي". 

وتشير المعطيات الواردة بشأن هذا القرار، أن العملية العسكرية وفقا للخطة العسكرية التي اقترحتها دول غرب افريقيا، تكون على مراحل، الأولى تشمل تدريب الجيش المالي وتكوينه في باماكو، ويكون تحت إشراف دول المجموعة الاقتصادية (إكواس)، وبعض الملاحظين الأمميين، حيث سيأخذ هذا الأمر بضعة أشهر دون تحديد عددها، وبعدها، تأتي المرحلة الثانية من الخطة، وهي تحرك الجيش المالي ومعه ثلاثة آلاف جندي من دول غرب افريقيا، نحو الشمال، يكون ذلك بعد انقضاء صيف 2013، في حدود شهر سبتمبر من ذات العام.

وعلى الأرض هناك بشمال مالي، بدأت الجماعات المسلحة تتحرك بشكل حذر وترتب صفوفها استعدادا لأية هجمة قد تستهدفها من طرف القوات الدولية، فالتوحيد والجهاد خرجت من تمبكتو واحتمت بالجبال، وهي بصدد إعداد خططها للمواجهة، حيث تعد لحرب العصابات، وهو ما سيشكل دون شك، صعوبة في تحرك الجيش المالي وجنود الإكواس، الذين لم يتدربوا على مثل هذا النوع من الحروب. 

وبمجلس الأمن، تتوجس بعض الدول الأعضاء على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، من عدم قدرة القوات الإفريقية على المواجهة لقلة خبرتها، هذا ما تسرب من معلومات أوردتها وسائل إعلام من الاجتماع الدائر هذه الأيام بمقر المجلس لمناقشة القرار، حيث أظهر ممثل واشنطن، تخوفا من الإسلاميين الذين يملكون حسب وجهة النظر الأمريكية، قدرة فائقة على إدارة الكفة لصالحهم في الصحراء، وهو الأمر الذي ترى واشنطن أنه يستدعي إرسال قوات خاصة الى هناك كمرحلة أولية قبل تدخل الجيش المالي، والهدف حسبها هو إزالة تنظيم القاعدة من هناك، قبل إعادة الوحدة الترابية لمالي، وهنا تبرز ملامح القرار الذي سيصدر بعد أيام من طرف مجلس الأمن الدولي، فوجهة النظر الأمريكية والفرنسية تتفقان في الكثير من الجوانب وإن لم تظهر فرنسا حقيقة نوايا في تواجد قواتها الخاصة على التراب المالي.

وبهذا فإن القرار الأممي للتدخل العسكري في شمال مالي، سيأخذ دون شك وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية التي تشاطر الجزائر في رؤيتها في مكافحة الإرهاب، كما أن الوقت الذي ستستغرقه القوات الافريقية لتحرير الشمال من الجماعات الارهابية قد يأخذ أكثر من عام، وهو ما سيدخل المنطقة في حرب أمدها طويل. 

مصطفى. ح


 

من نفس القسم الوطن