الوطن

الجزائر تهدد بتعطيل مشروع "غالسي" لنقل الغاز نحو إيطاليا

بعد محاولات لدعم مشاريع أخرى منافسة له

 

 

 

أفادت مصادر ايطالية أن الجزائر هددت بالانسحاب من مشروع خط أنابيب "غالسي"، لنقل الغاز إلى ايطاليا، في حال قررت إيطاليا دعم خطي "ساوث ستريم" و"ترانس ادرياتيك"، اللذين تعتبرانهما الجزائر خطين منافسين.

وقالت المصادر إن التهديد الجزائري نقل الى رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي هذا الشهر، لكن من دون أن يبلور موقفا واضحا بشأن هذه القضية، التي تعود إلى أكثر من ثلاث سنوات.

وأفادت إحدى المصادر "أن الجزائر لا ترى الظروف المناسبة للاستثمار إذا ساندت ايطاليا ساوث ستريم وترانس ادرياتيك، تلك كانت الإجابة التي حصل عليها مونتي أثناء زيارة إلى الجزائر في منتصف الشهر"، علما أن أنبوب غالسي كان يفترض أن يمكن الجزائر من تصدير ثمانية ملايير متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي إلى إيطاليا.

وكان رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو مونتي، قد قام بزيارة استغرقت يوما واحدا إلى الجزائر في 14 نوفمبر المنصرم، واجتمع خلالها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء عبد المالك سلال.

ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤول ايطالي على دراية بالموضوع، تلك الرواية رغم أن مصدرا بالصناعة قال إن تأجيل المشروع يرجع لأسباب تتعلق بأحوال السوق. ويضم مشروع غالسي عدة مساهمين، في مقدمتهم شركة سوناطراك ومجمعات كل من اديسون، وإيني وهيرا وسنام الايطالية.

وعلى الرغم من نجاح مشروع ميدغاز، الذي يربط الجزائر بإسبانيا مباشرة عبر مياه البحر المتوسط، إلا أن مشروع غالسي، الذي كان يفترض أن يربط بين الجزائر وإيطاليا عبر جزيرة سردينيا، يعاني من صعوبات في التمويل، بسبب عدم تحفز مالكي المجمعات الإيطالية.

ولأجل ذلك، تسعى الحكومة الجزائرية إلى إدخال تعديلات على قانون النفط والغاز الجزائري، تهدف لتعزيز جاذبية القطاع للمستثمرين أن الجزائر تخطط لربط الضرائب على شركات الطاقة الأجنبية بالأرباح بدلا من حجم الأعمال، فضلا عن حوافز مالية للشركات التي ترغب في الاستثمار في موارد الطاقة غير التقليدية والتنقيب في المناطق البحرية.

وينتظر أن تتحول الجزائر إلى ثالث اكبر مستثمر في مجال الطاقة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط خلال السنوات الخمس المقبلة، سيما إذا نجحت في وضع مشروع غالسي على السكة، حيث ذكر تقرير أجرته المؤسسة العربية للاستثمارات البترولية التابعة لمنظمة البلدان العربية المصدرة للنفط (أوبك) "أن الجزائر ستصبح ثالث اكبر مستثمر في منطقة مينا"، وأشار إلى أن الجزائر ستنفق 71 مليار دولار أميركي في مجال الاستثمارات في مجال الطاقة خلال فترة 2013 -2017 بعد السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتواجه الجزائر ضغوطات لمنعها من إبرام عقود التزويد بالغاز بعيدة المدى وعن إلحاقها بأسعار النفط، وتقود هذه الضغوط أوساط فرنسية اعتقادا منها أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار لدى المستهلكين.

طه. ش

من نفس القسم الوطن