الوطن
فلسطين دولة على حدود 4 حزيران1967 وعاصمتها القدس
بعدما حصلت على صفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 نوفمبر 2012
• 138 دولة صوتت لصالح مشروع القرار
افتكت فلسطين المحتلة، صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة بعد تصويت 138 دولة مع دولة فلسطين وامتناع 41 دولة و9 دول ضد، لتصبح العضو رقم 194 في الأمم المتحدة. وفور إعلان نتائج التصويت، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن فلسطين باتت عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، وارتفع العلم الفلسطيني مباشرة بعد إعلان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فوز فلسطين، وقالت الخارجية الفلسطينية، إن "فلسطين دولة على حدود 4 حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس".
ويأتي هذا التصويت، بعد أن تقدمت السلطة الوطنية الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أول أمس، بمشروع قرار إلى أعضاء الجمعية العمومية، يطالب بمنح فلسطين وضع دولة "مراقب" غير عضو في الأمم المتحدة.
وسبق التقدم بطلب الاعتراف، القيام بحملة دبلوماسية فلسطينية نشطة، طالت أروقة الأمم المتحدة، ومحافل دولية عدة عبر السفارات والممثليات والجاليات الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم، ومن أجل نيل أكبر تأييد لمشروع القرار، الأمر الذي عمل على حشد الدعم اللازم لنيل الاعتراف، لا سيما بعد توالي إعلان عدد من الدول دعمها للفلسطينيين، لنيل حقوقهم والحصول على اعتراف بدولتهم، حيث جاء الموقف الروسي الداعم، عبر تصريحات وزير الخارجية "سيرجي لافروف"، وتأكيده على أحقية الطلب الفلسطيني، فيما أعرب وزير خارجية الصين "يان جيي تشي" عن احترام بلاده لهذا القرار، وأنها ستدعم الجهود المبذولة لأجله.
أما الموقف الفرنسي، فتجلى واضحاً من خلال إعلان وزير الخارجية " لورنت فابيوس"، أن بلاده تود التوصل إلى تحقيق دولة فلسطينية، فيما كشف نائب الرئيس البلجيكي ووزير الخارجية "ديديير ريندرز"، عن دعم بلاده للمطلب الفلسطيني، وأنها ستصوت لصالحه.
إلى جانب ذلك، أعربت إسبانبا عن تأييدها، وأعلن وزير خارجيتها "جوزيه مانويل غارجيا مانغالو"، في حديثه أمام البرلمان أن بلاده ستصوت للقرار، معتبراً أن الدولة الفلسطينية هي الحل الذي يمكن أن يجعل السلام أقرب في الشرق الأوسط، إضافة إلى الموقفين السويسري والنمساوي، المنسجمين مع مواقف النرويج والدنمارك، بالتصويت بنعم للقرار.
وواجه الطلب الفلسطيني، منذ الإعلان عنه، وحتى اللحظات الأخيرة من نهار أول أمس عقبات عدة، لاسيما في ظل المساعي الإسرائيلية المعرقلة له من جهة، والتهديدات الأميركية بالانتقام مالياً من السلطة الوطنية الفلسطينية في حال تم تبني القرار، إلى جانب انقسام عدد من الدول الأوروبية حول دعمها للمطلب الفلسطيني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ أعلنت بريطانيا أنها ستمتنع عن التصويت.
وعقب الإعلان عن الاعتراف بفلسطين، كدولة مراقب في المنظمة الدولية، جابت الاحتفالات، الشوارع والمدن في ربوع فلسطين، حيث خرجت الآلاف في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، في مسيرات للاحتفال بالحدث، الذي اعتبروه لحظة تاريخية في حياة الشعب الفلسطيني.
حماس ترحب بمنح فلسطين صفة عضو مراقب
رحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بقرار منح فلسطين صفة "عضو مراقب" في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس، في تصريح عبر صفحته بـ "الفيس بوك" فجر أمس الجمعة، "إننا نرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة مراقب ونعتبر أن هذا مكسب لشعبنا، رغم أن فلسطين تستحق أكثر من ذلك"، وأكد الرشق على ضرورة وضع هذه الخطوة في سياقها الطبيعي كجزء من رؤية واستراتيجية وطنية ترتكز على المقاومة، وعلى التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وعدم التفريط بذرة تراب من الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر.
وشدد على أن حركته تراهن على الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في تحرير الأراضي المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية على كامل الأرض وعاصمتها القدس الشريف، قائلا "الدولة تنتزع انتزاعا وتؤخذ عنوة ولا توهب من أحد"، ومنحت الجمعية العامة للأمم المتحدة فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، في خطوة تعد انتصارا دبلوماسيا ومكسبا قانونيا للفلسطينيين، بعد أن صوتت 138 دولة لصالح مشروع القرار، في حين عارضته تسع دول، وامتنعت عن التصويت 41 آخرى.
ووافقت على الطلب الفلسطيني ثلاث من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي فرنسا وروسيا والصين، في حين عارضته الولايات المتحدة وامتنعت بريطانيا عن التصويت، أما الدول الثمانية الأخرى التي رفضت القرار فهي كندا وجمهورية التشيك و(إسرائيل) وجزر مارشال وميكرونيزيا ناورو وبالاو وبنما.
فتح: قرار الأمم المتحدة انتصار عالمي تاريخي لفلسطين
اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' إقرار دول العالم برفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة؛ انتصارا تاريخيا للشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي في بيان صحفي، إن تصويت 138 دولة من دول العالم لصالح القرار، إنما هو إقرار عالمي بالحقوق الثابتة لشعبنا على أرضه وإدانة قانونية عالمية لدولة الاحتلال، وأضاف 'أن شعوب العالم الحرة، ودولها المحبة للسلام، التي أيدت الطلب الفلسطيني ووقفت مع الحق الطبيعي والتاريخي لشعبنا في وطنه، وجسدت إرادة دولية عظيمة بتكريس قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية وحقوق الشعوب في الحرية والاستقلال، انتصرت للمبادئ الإنسانية التي قامت على أساسها الأمم المتحدة'.
وأكد القواسمي أن 'حركة 'فتح' ومعها الشعب الفلسطيني، تشكر الدول التي صوتت لصالح فلسطين، وتتمنى أن تستعيد الدول الممتنعة والرافضة عافية ضميرها السياسي والأخلاقي، وتعيد تقييم مواقفها السلبية من حقوق شعبنا'.
وشدد أن 'محكمة التاريخ لن ترحم حكومات وقفت ضد مسار شعوبها، واختارت تغليب مصالحها مع دولة الاحتلال على حساب استقلال وحرية شعب فلسطين'.
وحيت 'فتح' الشعب الفلسطيني وقائد الانتصار بمعركة الدولة الرئيس محمود عباس، وثمّنت صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على تجسيد وحدته الوطنية، واعتبرت الانتصار بمعركة الدولة إنجازا استراتيجيا على درب الوفاء للشهداء والأسرى الأبطال، الذين كانت تضحياتهم العامل الأكبر في الإصرار على تحقيقه.
الشعبية: ما حدث في الأمم المتحدة انتصار وتقدم في مكانة القضية الفلسطينية
أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، أن النجاح في استصدار قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة مراقب، يشكل انتصاراً وتقدماً في مكانة القضية الفلسطينية في إطار المنظومة الدولية.
وشدد الغول في تصريح صحافي، على ضرورة تحويل هذا القرار لواقع ملموس خاصة في ظل التهديدات التي صدرت عن مندوبي أمريكا وكندا والاحتلال، والتي حاولت أن تجرد هذا القرار من مضمونه، وعدم إعطائه أي قيمة.
وأكد ضرورة استثمار هذا القرار من أجل تحقيق مزيد من المكتسبات في إطار الصراع السياسي والأمم المتحدة.
إ: أمال. س