اقتصاد

الجمارك الجزائرية في خدمة الاقتصاد الوطني

أحيت يومها العالمي ووزير المالية يشيد بجهودها

أكد أمس المدير العام للجمارك اللواء عبد الحفيظ بخوش أن الجمارك الجزائرية “تشق اليوم طريقها نحو تحقيق تحولات استراتيجية من شأنها تعزيز فاعليتها في خدمة الاقتصاد الوطني”، مشيرا إلى وضع العنصر البشري وتحسين ظروف ممارسة أعوان الجمارك لمهامهم “كأولوية لهذه التحولات”، حيث يتم العمل على تحسين تكوينهم وتطوير مهاراتهم للقيام بمهامهم بكل احترافية ودقة.

وفي كلمة له بمناسبة اليوم العالمي للجمارك، الذي تم إحياؤه هذه السنة تحت شعار “جمارك تحقق التزاماتها في مجالات النجاعة والأمان والازدهار”، والمنظم بالنادي الوطني للجيش بالجزائر العاصمة، بحضور عدد من أعضاء الحكومة ومسؤولين سامين في الدولة، منظمات أرباب الأعمال وكذا إطارات قطاع الجمارك أكد اللواء بخوش بأن احتفال الجمارك الجزائرية به يعكس التزامها “الثابت بمبادئ المنظمة العالمية للجمارك، لاسيما تلك المتعلقة بالشفافية، الفاعلية وتسهيل التجارة المشروعة”.

ويتجلى هذا الالتزام -حسبه- في “تعزيز آليات العمل الجمركي والسعي الدؤوب لتطوير الجهاز بمختلف مكوناته”، مؤكدا عزم مصالحه على “تعزيز شراكاتها مع كافة الجهات المحلية والدولية المعنية، من أجل حماية الاقتصاد الوطني والمواطن وتسهيل انسيابية التجارة الخارجية”.

بالمقابل حجزت مصالح الجمارك الجزائرية، في إطار مكافحة تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، أزيد من 8.5 طن من الكيف المعالج و570 كلغ من الكوكايين وقرابة 11 مليون وحدة من الأقراص المهلوسة، في جميع الولايات خلال 2024، بحسب المدير العام للجمارك اللواء عبد الحفيظ بخوش الذي أوضح بأن مصالحه تمكنت خلال السنة الماضية من القيام بعمليات “نوعية”، بالتنسيق مع مختلف الأسلاك الأمنية، تكللت بحجز كميات كبيرة من السلع المهربة والممنوعة، وتمثلت خصوصا في “حجز أكثر من 5ر8 طن من الكيف المعالج وأكثر من 577 كغ من الكوكايين وما يقارب 11 مليون قرص من المهلوسات، إضافة إلى حجز 79 وحدة من الأسلحة وأكثر من مليون علبة من المواد التبغية”.

وتمكنت مصالح الجمارك من حجز قرابة 1.3 مليون طن من المواد المدعمة ذات الاستهلاك الواسع، وأكثر من 380 ألف من المشروبات الكحولية، وقرابة 760 ألف لتر من الوقود، إضافة إلى 495 ألف و711 وحدة من المفرقعات والألعاب النارية. وخلال هذه العمليات، تم استعمال أكثر من 1100 وسيلة نقل للتهريب (سيارات سياحية ونفعية، مركبات رباعية الدفع، شاحنات، جرارات، مقطورات، دراجات نارية، حيوانات)، في حين بلغ العدد الإجمالي لقضايا الحجز المترتبة عن هذه الجرائم، 1113 قضية. وتم تحقيق هذه الحصيلة -حسبه- بفضل التدخلات الميدانية التي نفذتها الفرق الجمركية العملياتية والتي بلغت 56 ألف و729 خرجة ميدانية، من بينها أزيد من 18 ألف مشتركة، بالتنسيق مع مختلف الأسلاك العسكرية والأمنية. وعلاوة على ذلك، تمكنت الجمارك الجزائرية، بفضل الفحص الدقيقة لحاويات موضوعة تحت نظام الإيداع التلقائي عبر عدة موانئ، من “ضبط 201 حاوية تحتوي على بضائع محظورة تهدد أمن وسلامة المواطن”، حيث بلغت قيمة الغرامات المستوجبة جراء ارتكاب هذه المخالفات ما يقارب 5 مليارات دج، يضيف المدير العام. وفي إطار ترقية الاقتصاد الوطني ودعم الصادرات خارج المحروقات، قامت الجمارك خلال السنة الماضية بتنظيم 31 يوما إعلاميا، بحسب قطاع نشاط المؤسسات الاقتصادية، بما في ذلك المؤسسات الناشئة.

وعلى الصعيد الدولي، أظهرت الجمارك مشاركتها “الفعالة” في العديد من المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية، فضلا عن احتضانها لاجتماعات لجان مشتركة مع دول شقيقة لتعزيز التعاون الجمركي في مجالات مكافحة التهريب والجرائم العابرة للحدود، وقدمت بذلك “نموذجا يحتذى به في التنسيق مع شركائها على المستوى الدولي”، يقول اللواء بخوش.

من جهته أبرز وزير المالية لعزيز فايد،  دور الجمارك الجزائرية “الفاعل” في دعم النمو الاقتصادي والمساهمة في تعزيز التوازن المالي في الجزائر، مثمنا الانجازات التي قام بها هذا الجهاز خلال السنة الماضية 2024، لاسيما في مجال مكافحة الغش والتهريب. أوضح الوزير بأن جهاز الجمارك يؤدي “دورا فعالا في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز التوازن المالي في البلاد”، مشيدا “بتعدد ونوعية الإنجازات التي حققها خلال 2024، والتي شملت استكمال برنامج الرقمنة عبر استحداث الوحدات المكملة لنظامها المعلوماتي ألساس ALCES، فضلا عن النتائج المثمرة في مجال مكافحة الغش والتهريب”.

وبعد أن أكد فايد بأن 2025 ستكون سنة محورية في تعميق الإصلاحات الاقتصادية، أبرز “التزام الجمارك بمواكبة هذه الإصلاحات الطموحة من خلال تبني سياسات شاملة ومتكاملة، وتطوير آليات العمل الجمركي، وتعزيز الرقمنة، بما يساهم في تحسين تحصيل الإيرادات وتيسير التجارة الخارجية، فضلا عن التصدي لكافة أشكال الممارسات غير المشروعة”. ويتطلع قطاع الجمارك -يضيف الوزير- “بقيادة متفوقة ورؤية استراتيجية، وبدعم من وزارة المالية، إلى مستقبل واعد، من خلال تصويب جهوده نحو التحسين المستمر وتطوير القدرات الجمركية، بما يضمن مواكبة المتغيرات العالمية وترسيخ دور الجزائر كمحور رئيس في التجارة العالمية، وفي المساهمة الفعلية في تعزيز بيئة الأعمال وتحفيز الاستثمار”. وبخصوص اليوم العالمي للجمارك المنظم تحت شعار”جمارك تحقق التزاماتها في مجالات النجاعة والأمان والازدهار”، أكد الوزير أن إحياء هذا اليوم يؤكد “حرص الدولة الراسخ على دعم الجمارك وتعزيز مكانتها كركيزة أساسية في حماية الاقتصاد الوطني وخدمة المصالح العليا للوطن”.

من نفس القسم اقتصاد