الوطن

ثورة الـ"AI" في الجزائر.. شريك جديد في رحلة تعليم اللغات

يوفر قدرات غير تقليدية للراغبين في تحسين مهاراتهم

تخيل أن يكون لديك معلم خاص بك على مدار الساعة، يقدم لك الشروحات بالطريقة التي تناسبك تمامًا، ويساعدك على تجاوز الصعوبات التي تواجهها. هذا هو بالضبط ما يوفره الذكاء الاصطناعي، إذ يسمح  من خلال تحليل أداء الطالب بتحديد نقاط قوته وضعفه، وتقديم تمارين ومهام تعليمية مصممة خصيصًا لكل فرد، هذا التطور الذي جاء به الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم بالتحديد لا يمكن تجاهله، إذ لم يعد الأمر يتعلق بالاختيار بين استخدامه أو الابتعاد عنه، بل أصبح يتعلق بضرورة التكيف مع ما يمكن لأنظمة الـ"AI" تقديمه من أجل تحسين جودة التعليم ومحاولة الاستفادة من هذه التقنية

 تفاعل طبيعي.. هكذا تجعل الروبوتات تعلم اللغات تجربة بشرية

تُعتبر تطبيقات تعلم اللغات وروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من الأدوات الجوهرية التي تلعب دوراً بارزاً في تسهيل عملية اكتساب المهارات اللغوية الجديدة وتحسين مستويات التواصل بين الأفراد الراغبين في التعلم وبفضل هذه التكنولوجيا المتقدمة، استطاع المتعلمون اليوم الانغماس في بيئة تعليمية لغوية تفاعلية ومرنة تسهم في تعزيز تجربتهم التعليمية.

إذ تقدم هذه التطبيقات مميزات متعددة؛ حيث تُتيح للمتعلم خيارات للتفاعل، بدءاً من الدروس التفاعلية وصولاً إلى المحادثات المباشرة مع روبوتات دردشة فائقة الذكاء، كما تجعل هذه الديناميكية العملية التعليمية أكثر جاذبية وفاعلية، إذ تتكيف مع أساليب التعلم المختلفة، وتتيح تخصيص المحتوى وفقًا للاحتياجات الفردية لكل متعلم.

علاوة على ذلك، تساهم هذه الأدوات في بناء الثقة لدى المتعلمين، حيث تسمح لهم بممارسة المهارات اللغوية دون أي شعور بالخجل أو الضغط المرتبط بالخطأ، وهذا ما يعزز من رغبتهم في مواصلة التعلم والتطور اللغوي، كل ذلك يجعل من تجربة تعلم اللغة عملية موجهة نحو الفرد، تمكّن الأشخاص من تحسين مهاراتهم وتقديم مساهمات فعالة.

كما تتيح للراغبين في تعلم اللغات التفاعل مع معلمي لغة الذكاء الاصطناعي، الذين يعدون بمثابة مرشدين رقميين، من خلال محادثات حقيقية وممارسة التحدث والكتابة بلغة أجنبية، هذا النوع من التفاعل يسمح لهم بتجربة مواقف الحياة اليومية، مما يعزز ثقتهم في استخدام اللغة في السياقات المختلفة، كما أن الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر مراجعة فورية، مما يساعد على تحسين المهارات بسرعة وكفاءة.

ويمكن القول إن دمج الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغات يمثل خطوة ثورية نحو تحسين تجربة التعلم، خاصة وأنه لا يسهل فقط اكتساب اللغات، بل يساعد أيضًا في بناء جسر ثقافي يربط بين مختلف الشعوب، مما يجعل عملية التعلم تجربة غنية ومتعددة الأبعاد.

وبالنسبة للجزائريين فلم يكن هؤلاء في منأى عن هذا التحول وبات الاهتمام بتعلم اللغات اليوم يستقطب الكثير من الأفراد سنة بعد أخرى وبدورهم وجد الكثيرون في التعلم عبر أدوات الذكاء الاصطناعي الفرصة لتطوير مهاراتهم في التحدث، وإتقان لغة معينة، وهو ما يؤكد عليه مصطفى. ط وهو إطار في شركة وطنية اقتصادية وينشط أيضا في مجال التجارة الإلكترونية ضمن مساعي تحسين دخله، إذ يقول في حديث مع "الرائد" أنه إلى وقت قريب كان اهتمامه باللغات الأجنبية يقتصر على تحسين لغته الفرنسية والإنجليزية وتطويرها ثم بدرجة أقل تعلم اللغة الصينية لكن مع الالتزامات المهنية لم يستطع التكيف مع الأمر ومتابعة دروس في معهد أو مدرسة خاصة لذلك كان يكتفي بمتابعة قنوات اليوتيوب التي تقدم دروسا لمن يرغبون في تعلم اللغة الصينية وعلى كثرتها إلا أن مشاهدة منصة يوتيوب تخرجه في الكثير من الأوقات عن المحتوى الذي يريده ليجد نفسه لا إراديا قد غادر القناة التي يتابع فيها دروسه سواء بنقله إلى قناة أخرى تقدم نفس المحتوى أو لقناة ذات محتوى مغاير تماما فينغمس في مشاهدة هذا المحتوى المغاير ويجد صعوبة في العودة إلى قناته التعليمية التي اختارها ما يجعله يضيع وقته في أمور ترفيهية على حساب رغبته في التعلم.

لكن اليوم ومع انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي المتعددة أصبح يخصص ساعة من الزمن يوميا لتصفح تطبيقات تعلم اللغة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتحليل مدى تقدمي_ وهنا يضيف المتحدث أيضا_ بالنسبة لي يُعد تطبيق "الشات بوت" أفضل تطبيق ذكاء اصطناعي لمن يريد  تعلم اللغة الصينية، إذ يستطيع هذا التطبيق أن يُحدد مستوى المتعلم في اللغة من أول محادثة، ويبدأ في ضبط محادثاته  حسب ذلك المستوى.

وأيضا يشير إلى أنه ومن خلال تلك المحادثات، يبدأ "الشات بوت" في إنتاج محادثات متطورة يتناسب مع كل مرحلة أصل إليها.

وعن السرّ وراء اختياره للغة الصينية يقول المتحدث أن الأمر مرتبط بمجاله التجاري كما أن أسواق التجارة الإلكترونية التي ينشط فيها لها أسواق رائدة في الصين، ولأجل ذلك هو يحرص على تعلم هذه اللغة ليس فقط رغبة منه في تطوير مهاراته اللغوية بل أيضا وضع موطئ قدم له في المجال التجاري له.

وأثناء بحثنا عن نموذج الذكاء الاصطناعي "الشات بوت" يمكن القول أنه يوفر بيئة تفاعلية مع المستخدم بلغة طبيعية، عبر الاستعانة بثورة الـ"AI" التي أصبحت الملاذ الحقيقي للتطور التكنولوجي الحاصل في العالم اليوم.

بدورها تقول أسماء إبراهيم وهي طالبة في الجامعة تدرس تخصص العلوم السياسية والعلاقات الدولية في حديث لها مع "الرائد" بأنها تعتقد أن تعلم اللغات الأجنبية مهارة أساسية للنمو الشخصي والتقدم الوظيفي والتفاهم الثقافي ولأجل ذلك فهي تحرص على أن تواكب هذا المسعى وتتعلم عددا من اللغات الأجنبية التي يمكنها أن تساعدها في حياتها المهنية مستقبلا، ومع ذلك فهي ترى أن الطرق التقليدية لتعلم اللغة مضيعة للوقت وليست فعالة دائما خاصة مع التقدم السريع في التكنولوجيا، ولكون الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في الطريقة التي يتعلم بها الناس اللغات فهي تفضل استغلال هذه التكنولوجيا لتحقيق هذا المسعى مما يجعل العملية أكثر سهولة وكفاءة ومتعة وأقل تكلفة.

من الفصول الدراسية التقليدية إلى تجارب الذكاء الاصطناعي المخصصة

وتستعرض أسماء هناك الفرق بين الفصول الدراسية التقليدية لتعليم اللغات وبين تجارب الذكاء الاصطناعي وفق منظورها الشخصي وبناء على تجربتها الخاصة وهنا تقول: " في الماضي، كان تعلم لغة جديدة يستلزم عمومًا حضور دروس في الفصول التقليدية، واستخدام الكتب، والتدرب مع الناطقين بها بهدف تحسين المهارات اللغوية. على الرغم من أن هذه الطرق كانت فعالة في بعض الأحيان، إلا أنها غالبًا ما تضمنت استثمارًا كبيرًا من الوقت والجهد، بالإضافة إلى التكاليف المالية المرتبطة بالدروس والمواد التعليمية.

ومع تقدم التكنولوجيا وانتشار الإنترنت، بدأت تظهر فرص جديدة للمتعلمين في مجال اكتساب اللغات، فقد جعلت الدورات التدريبية عبر الإنترنت ومنصات تبادل اللغة والتطبيقات المحمولة عملية التعلم أكثر سهولة وراحة. أصبح بإمكان الطلاب الآن الوصول إلى مجموعة متنوعة من الموارد والدروس من منازلهم، مما منحهم حرية الدراسة في أوقات تناسبهم.

ومع ذلك، جاءت ثورة جديدة في مجال تعلم اللغات مع ظهور الذكاء الاصطناعي، الذي أخذ هذه العملية إلى مستويات أعلى وأكثر تميزًا"، وتضيف المتحدثة قائلة: " تعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تقديم تجارب تعلم شخصية، حيث يتمكن الطلاب من تلقي تغذية راجعة فورية وتطورات تتناسب مع مستوياتهم واحتياجاتهم الفردية، كما تتيح هذه التكنولوجيا المتسارعة للمتعلمين الانغماس في بيئات لغوية غامرة عبر تقنيات المحادثة التفاعلية، مما يُشجع على الممارسة اليومية للغة في سياقات واقعية. وبالتالي، يُغير الذكاء الاصطناعي مفهوم تعلم اللغات، من تجربة تقليدية إلى رحلة تفاعلية غنية تسهل اكتساب المهارات اللغوية وتعزز الفهم الثقافي".

أيضا بفضل هذه التطورات، يمكن القول إن تجربة تعلم اللغة لم تعد مرتبطة بمكان أو زمن معين، بل أصبحت متاحة للجميع، مما يجعلها أكثر شمولية وفعالية من أي وقت مضى.

وعن أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستعين بها للوصول إلى هدف اكتساب لغات جديدة تقول المتحدثة أنها كغيرها من الناس كانت بدايتها مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يحتويها "دوولينجو" الذي يتم استخدامه بشكل واسع في العالم من طرف المبتدئين كما أنه الأكثر شهرة بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لكونه متاح بشكل مجاني ويكفي أن تقضي فيه مدة 20 دقيقة يوميا لتعلم القواعد اللغوية وتطبيق التمارين حول ما تعلمته بشكل آني كما أنه يتيح فرصة للمحادثة والاستماع باللغة الإنجليزية لكي أقيم نفسي ومدى تقدمي بشكل حقيقي.

أما اليوم فهي تعتبر تطبيق "Sentence Master" من الأدوات الهامة والمبتكرة لممارسة اللغة الإنجليزية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يقدم تجربة تعليمية مليئة بالتشويق والتفاعل، وهنا تقول أيضا أن استغلال"Sentence Master" ساعدها على إتقان اللغة بشكل فعّال ومرن، لكون التطبيق يعمل على توجيه المستخدم بشكل تدريجي، مبتدئًا من المفاهيم الأساسية وصولًا إلى مراحل أكثر تقدمًا في تعلم اللغة.

وتضيف قائلة: واحدة من المميزات البارزة في "Sentence Master" هي القدرة على منح المستخدمين وقتًا كافيًا للتعلم والتفكير، كما أنه يقوم من خلال الذكاء الاصطناعي بتزويد المستخدم بعدد من الكلمات التي يمكن دمجها لتشكيل جمل كاملة وذات معنى.

وأثناء بحثنا عن "Sentence Master"  وجدنا أنه إضافة إلى ما قالته أسماء يوفر خمسة مستويات مختلفة تتناسب مع مهارات المتعلمين، بدءاً من المبتدئين وصولًا إلى المتقدمين، فبالنسبة للمبتدئين، يتيح لهم التطبيق تعلم مفردات إنجليزية جديدة بطريقة ممتعة، كما يمكن للأشخاص من جميع مستويات الكفاءة في اللغة الإنجليزية استخدام التطبيق، ما يجعله خيارًا مثاليًا لمجموعة متنوعة من المتعلمين، من الطلاب إلى الكبار الذين يسعون لتحسين مهاراتهم اللغوية.

علاوة على ذلك، يُعتبر "Sentence Master" منصة تعليمية مرنة، حيث يمكن لمستخدميه ممارسة اللغة في أي وقت ومن أي مكان، مما يعزز من فرص التعلم المستمر، وبفضل التقنيات الحديثة المستخدمة فيه، يوفّر التطبيق تجربة تعليمية فريدة تُساعد الأفراد على تطوير مهاراتهم اللغوية بطريقة مرحة وفعالة، وبالتالي يُسهم في بناء جيل مُتحدثين باللغة الإنجليزية بشكل أكثر انفتاحًا وثقة.

 تعزيز الابتكار والإبداع في التعليم

ضمن هذا السياق تقدم مدرسة "إنجلش أونلاين آلجيريا" الخاصة دروسا لتعلم اللغة الإنجليزية للجزائريين وفي مختلف المستويات عن بعد، من خلال اتاحة فضاء خاص لهم بعد التسجيل في موقعهم الإلكتروني حيث يوفرون أساتذة بناء على المستوى الذي تريد الوصول إليه كمتعلم، وأيضا في الوقت الذي يناسبك إذ يتفاعل المعلم مع الطالب آنيا ويوفر له بيئة تعليمية آمنة وحاضنة تساعده على تطوير مهارات المحادثة والاستماع والقراءة والكتابة ما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويساعدهم على تحقيق أهدافهم.

وتقدم "إنجلش أونلاين آلجيريا" أنماطا تعليمية تفاعلية ترتكز على إدماج الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، وتنطلق العملية في  مرحلة التسجيل الأولي حول استجوابه لتقييم مكتسباته ومستوى اللغة التي يريد تعلمها ثم نقوم بإخضاع إجاباته لسلسلة من الاختبارات تقوم بها خوارزميات ذكية أغلبها مدفوعة وليست مجانية إذ قامت إدارة المدرسة بشرائها لتطوير أساليب تعليم اللغات في الجزائر وهي التي تلقى رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة إذ لم يعد يقتصر تعلم اللغات على فئة معنية من الراغبين في اكتساب مهارات لغوية جديدة بل توسع الأمر ليشمل مختلف شرائح المجتمع تلاميذ وطلبة وتجار ومؤثرين وأيضا أساتذة ممن يرغبون في اكتساب مهارات إضافية.

ويقول شرف الدين لعور وهو أحد مؤسسي هذا المعهد في رد على سؤال "الرائد" حول هل يمكن اعتبار التعليم عن بعد ضمن مساقات التعليم وفق أساليب وأدوات الذكاء الاصطناعي وهل الأخير تحول إلى مفتاح تعليمي متخصص لكل طالب؟ أن التعليم عن البعد اليوم ليس كما كان في السابق فبالعودة إلى الوراء كان يكتفي الأساتذة والمعلمين بوضع أصواتهم على فيديوهات جامدة وغير تفاعلية وتقديمها للطلاب لمراجعتها وحفظها.

وهي تجربة شبيهة بالتعليم داخل الأقسام لكن اليوم ومع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم والذي جاء به الذكاء الاصطناعي يمكننا القول بأن التعليم عن بعد أصبح أكثر فاعلية من التعليم الحضوري على الأقل بالنسبة لمجال تعلم اللغات الأجنبية، ويشير المتحدث هنا إلى أنهم يعتمدون في نظامهم التعليمي على تطبيقات تعلم اللغة وروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وذلك لتسهيل اكتساب اللغة وتحسين مهارات الاتصال.

وتطرق المتحدث في السياق ذاته إلى تجربة التعليم التي يقدمها المعهد للمنخرطين فيه والتي يرى محدثنا أنها تتناسب وأدوات الذكاء الاصطناعي إذ أشار هنا إلى أن البرنامج التعليمي في "إنجلش أونلاين آلجيريا" يرتكز على التفاعل كجزء أساسي من هذه المعادلة.

 فرصة ذهبية أمام الكوادر الجزائرية لتعزيز الابتكار والإبداع

ويؤكد الخبير في مجالات الرقمنة وعضو النقابة الوطنية لأرباب العمل المواطنين في الرقمنة عبد الحميد مزور أن الجزائر تخطو خطوات جادة نحو استعمال الذكاء الاصطناعي في ميادين عدة وبالتأكيد لن يكون التعليم بعيد عن هذه الاستعمالات والتحول، وشدد المتحدث في تصريح لـ"الرائد" على أن الشركات الناشئة مدعوة لأن تواكب هذه السوق سواء سوق تعلم اللغات وتوفير الأدوات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي أو غيرها من الأسواق التي تجعل الجزائر تواكب التطور الحاصل في المجال وتلحق بالركب.

وأثنى مزور على كل الفرص متوفرة اليوم في الجزائر بفضل السياسة الرشيدة التي جاء بها برنامج رئيس الجمهورية في مجال العلوم والتكنولوجيات كما أن توجيهاته للحكومة لطالما ركزت على هذا الجانب ولأجل ذلك فهو يرى بأن الكرة اليوم في مرمى طلبة مدارس الذكاء الاصطناعي والرياضيات وأصحاب الشركات الناشئة وحاملي المشاريع للقيام بدفعة قوية في السوق الجزائرية حول الاستغلال الأمثل للذكاء الاصطناعي وتحقيق التحول المنشود في هذا الجانب والذي أكد على أنه سيساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني وتسهيل حياة المجتمع.

من نفس القسم الوطن