الوطن

الترسانة القانونية "حصانة تشريعية" لمهني قطاع الاعلام

أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة "الجزائر 3" العيد زغلامي لـ "الرائد"

يرى أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة "الجزائر 3"، العيد زغلامي، أن أكبر المكاسب التي حققها قطاع الإعلام في السنوات الأخيرة، تبقى الترسانة القانونية التي تمت المصادقة عليها عقب دستور 2020، والتي قال إنها أضحت بمثابة "حصانة تشريعية" لرجال الإعلام، ومكنت الصحفي بشكل خاص من أداء مهامه بكل مهنية وفي إطار مهني منظم محترف، بعيدا عن الضغوطات، ليشيد في سياق آخر بالتغطية المهنية للصحافة الجزائرية لما يجري بقطاع غزة، وهو الموقف الذي قال إنه يتماشى والموقف الشعبي والرسمي للدولة الجزائرية، التي تسعى بكل الوسائل وفي مقدمتها الدبلوماسية لإعلاء صوت فلسطين وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني بقطاع غزة، وفضح التعتيم الإعلامي الممارس منذ بداية العدوان الصهيوني على القطاع قبل نصف عام.

ونحن نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة ما هي قراءتكم للرهانات التي تنتظر القطاع في ظل التوجه نحو الرقمنة؟

 أعتقد أن قطاع الإعلام ونحن نحتفل باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة بالجزائر، يعرف قفزة نوعية خاصة بعد صدور دستور 2020 والذي كرس في المادة والذي كرس في المادة 54 حرية التعبير، يعني أصبحت حرية التعبير في الجزائر مدسترة، لا يمكن بأي حال من الأحوال التلاعب بها أو عدم احترامها أو انتهاكها في الجزائر، فقطاع الإعلام وبعد حصوله على الحصانة الدستورية والقانونية، هناك عدة رهانات رقمية، وهو أمر لا مفر منه لأن الانتقال من التكنولوجية التماثلية إلى التكنولوجيا الرقمية، مس جميع القطاعات بما فيها قطاع الإعلام، ما يستوجب على الصحفي أن يواكب هذا التطور ويدرج في عمله، الإعلام الآلي وكذا التقنيات الأخرى بما فيها البرمجيات، أي ان الإعلام في الجزائر اليوم يتخلى تدريجيا عن القلم وعن الورق، فالصحفي الذي يتقن ويتحكم في تقنيات التحرير وكذا إجراء المقابلات دون أن ننسى أنه مطالب في المقالب بحسن استعمال التكنولوجيات الرقمية. الرقمنة بدأت الآن أظن أن معظم وسائل لإعلام رقمنة، فهناك برامج ومعظم قاعات التحرير فيها شبكة داخلية وشبكة الأنترنيت للحصول على المعلومات والأخبار آنيا، إضافة إلى تزويد قاعات التحرير بالبرامج والبرمجيات.

 برأيكم، ماهي أهم المكاسب التي حققها قطاع الإعلام في الجزائر؟

 بكل موضوعية، اليوم هناك ترسانة قانونية وتشريعية بعدما تمت المصادقة على الدستور، القانون العضوي 2023 الذي صودق عليه أوت الماضي، إضافة إلى قانون الصحافة الورقية الإليكترونية والصحافة السمعية البصرية، كل هذه القوانين تعتبر الآن حصانة ومكاسب، فهي عبارة عن حصانة تشريعية وقاعدة تشريعية تسمح للصحفي ولرجال الإعلام سواء كانوا صحفيين أو أساتذة أو مسؤولين، أن يقوموا بعملهم بكل مهنية في إطار مهني منظم محترف، مع تحيين كل ما يتعلق بمحاربة المال الفاسد وإدخال المزيد من المهنية بالنسبة للمسؤولين بحيث يتطلب منهم أن يحوزوا على كفاءات جامعية وكذلك العلاقة بين الصحفي ومسؤول الوسيلة الإعلامية، تتوقف على العلاقة التعاقدية التي توضح جليا المهمات المسؤوليات وكذا حقوق الصحفي، يعني بعبارة أخرى الآن الصحفي لم يصبح تحت رحمة فلان أو أي شخص وبالتالي يمارس مهمته بكل حرية وحقه في الحفاظ على مصدر المعلومة وكذلك الامتثال إلى القواعد المهنية والاحترافية 

 كيف ترون الحلول الأمثل لإنقاذ الصحافة الجزائرية من بعض الدخلاء؟

 أعتقد حول هذه النقطة، أن سير القانون العضوي للإعلام وكذلك قانون السمعي البصري والصحافة المكتوبة، هذه القوانين أثناء تطبيقها وأظن أنه امام مسؤولي القطاع سنة ليندمجوا هذا القانون، يعني قبل نهاية السنة الجارية نرتقب تطبيقا فعليا للنصوص التطبيقية للقوانين المذكورة سابقا، ومن هنا يعني نتوجه نحو المهنية والاحترافية ونضع حدا لكل الممارسات التي أساءت للإعلام من خلال التزام كل وسيلة إعلامية بتقديم الملف لتكون مندمجة مع القوانين الجديدة سواء من خلال قضية التمويل أو قضية المسؤولين المباشرين عن هذه الوسيلة، والشهادات التي يحوزونها إضافة إلى الوسائل الأخرى التي فيها احترام لكل البنود، وبالتالي أنا أعتقد أنه لا خول على مستقبل القطاع بالعكس الوزير تكلم مسبقا بأن هناك واجب على جميع الجهات احترام القانون، يعني عندما يتم صدور النصوص التطبيقية فحتما سنتوجه نحو وضع حد لكل الممارسات غير الأخلاقية التي شهدها القطاع لحد الآن، وبالتالي ندخل في خانة المهنية والاحترافية وسيعرف القطاع انطلاقة جديدة على قاعدة جديدة بقوانين جديدة وممارسات جديدة.

 ما هي توقعاتكم بالنسبة لمستقبل الصحافة المكتوبة في ظل التطور الرقمي والتوجه نحو الصحافة الالكترونية؟

 لا يمكن أن نعارض التكنولوجيا، ولكن بالنسبة لقضية الصحافة الورقية والصحافة الإليكترونية، حتما نتوجه مزيد من الممارسات في الصحافة الاليكترونية، ويتوجب على الصحافة الورقية أن تحضر نفسها للانتقال الرقمي وهذا من خلال اقتناء وسائل تقنيات وبرمجيات لمواكبة التطور، ولكن في جميع الحالات لا أعتقد أن الصحافة الورقية ستزول بظهور الصحافة الاليكترونية، هناك دائما دوما ما يحبذون الورق والجريدة الورقية ولكن أظن أننا نتوجه الآن نحو أن أي مؤسسة إعلامية أو جريدة مطالبة بالتنوع في طريقة التحرير والبث والتوزيع، وبطبيعة الحال لابد أن نواكب التطور وهذا امر بديهي طبيعي، وعادي ألا نكون ضد التكنولوجيا وضد التطور الرقمي.

 ما هو تقييمكم لتغطية الصحافة الجزائرية لحرب الإبادة في غزة، وهل نجحت في إيصال صوت فلسطين، في ظل التعتيم الإعلامي وسياسية الكيل بمكيالين التي ينتهجها الإعلام الغربي؟

 أظن قبل أن نتحدث عن التغطية الإعلامية، لا بد من التذكير بموقف الدولة الجزائرية سلط وشعبا فهناك انسجام وتناغم بين الموقف الرسمي للدولة الجزائرية وكل شرائح المجتمع وبالتالي الصحافة الجزائرية والمجتمع العريض بجمعياته وتمثيليات المجتمع المدني، قلبا وقالبا مع القضية الفلسطينية وبالتالي ساهمت الصحافة والإعلام بتغطيتها في التقليل من التعتيم الذي نراه الآن على مستوى الصحافة العالمية وأظن أن هذا ساهم بقدر كبير في إحقاق الحق، وهذا لا لشيء وإنما لأن معظم القنوات التلفزيونية الجزائرية لديها مراسلون فلسطينيين ، وبالتالي نقل الحقيقية، إذن على هذا المستوى أعتقد أن كل فرد بالمجتمع الجزائري يعتز بموقف الجزائر شعبا وحكومة، وحتى الدبلوماسية التي كانت جد نشيطة في الدفاع عن القضية، وبالتالي لاحظت شخصيا أن الصحافة الجزائرية ساهمت وقامت بالدور المنوط بها إضافة إلى الحضور الدبلوماسي المكثف الذي قامت به الجزائر، فالصحافة هي الأخرى ساهمت من خلال تعاليقها ومن خلال نقلها للحقائق، وقامت بدورها ورغم وجود تعتيم ليس فقط من قبل الإعلام الغربي بل حتى من طرف بعض العناصر من الصحافة العربية.

 تحضر الجزائر لتنظيم انتخابات رئاسية خلال أشهر، هي الثانية بعد الحراك، ما هو الدور المنوط بالصحافة لإنجاح هذا الموعد، والترويج للوضع السياسي المعتدل الذي تعيشه البلاد؟

 على الصحافة الجزائرية، القيام بدورها كاملا لنقل المعلومة وضمان التغطية الشاملة والكاملة للحملة الانتخابية، وكذا السماح لكل الفاعلين في هذه الحملة وإعطائهم الفرصة بطريقة عادلة ومنصفة وكذا السماح لجميع الأطراف بما فيها المعارضة المؤيدين وغريهم، وأكثر من ذلك، يتوجب على الصحافة خلال الحملة الانتخابية أن تنقل بصدق ما يحدث على الساحة الوطنية وكذلك يجب ان نفهم جيدا ان دور الصحافة يتمثل في تحصين الجبهة الداخلية وأنها تحترم الإرادة الوطنية، وفي نفس الوقت لا بد أن نقول بأن الصحافة مطالبة بإنجاح هذا الموعد ونحن ننعم باستقرار وننعم بالأمن والأمان وعلى هذا لابد أن تركز الصحافة وتوجه عملها لتحصين الجبهة الداخلية والثبات ودعم كل ما يؤدي إلى الدفاع على المكاسب المحققة، وأتمنى أن يكون فيها إجماع على شخص من طرف الجميع من أجل ضمان الاستقلالية والاستمرارية والاستقرار.

 

 

من نفس القسم الوطن